💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

وفاة بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان السابق وحامل لواء الكاثوليك المحافظين

تم النشر 31/12/2022, 12:53
© Reuters. بابا الفاتيكان السابق بنديكت السادس عشر في صورة من أرشيف رويترز.

من فيليب بوليلا

مدينة الفاتيكان (رويترز) - توفي البابا السابق بنديكت السادس عشر، وهو أول بابا للفاتيكان يستقيل من منصبه منذ 600 عام، عن عمر ناهز 95 عاما يوم السبت في دير سابق بمدينة الفاتيكان هو ماتر إكليسيا حيث عاش منذ استقالته.

وتنهي وفاة البابا بنديكت، الذي كان بمثابة حامل لواء الكاثوليك المحافظين الذين يتوقون إلى كنيسة أكثر التزاما بالتقاليد، فترة غير عادية عاش فيها رجلان يرتديان الزي الأبيض في الفاتيكان.

وفي أول تعليق علني على وفاة سلفه، قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إن الكنيسة والعالم فقدا رجلا نبيلا طيبا.

وقال "نتذكر بكل حب شخصه النبيل والطيب جدا. ونشعر في قلوبنا بالامتنان.. الامتنان للرب على منحه للكنيسة والعالم".

وقرعت الأجراس في روما مع انتشار نبأ وفاته في يوم شتاء دافئ على غير المعتاد، والتي أعقبت تدهورا سريعا في صحته خلال عيد الميلاد. وذهب الكثيرون إلى ساحة كاتدرائية القديس بطرس للصلاة بعد سماعهم النبأ.

وأعلن الفاتيكان أن جثمان البابا الراحل سيسجى بدءا من يوم الاثنين في كاتدرائية القديس بطرس، وأن جنازته ستقام صباح الخميس الذي يوافق الخامس من يناير كانون الثاني. وسيرأس البابا فرنسيس المراسم التي ستقام في الساحة الهائلة أمام الكنيسة.

وهذه هي الساحة نفسها التي ترأس فيها الكاردينال يوزف راتسينجر، وهو الاسم الذي ولد به البابا بنديكت، قداس جنازة سلفه البابا يوحنا بولس الثاني عام 2005.

وقال المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني "يؤسفني أن أبلغكم أن البابا الفخري بنديكت السادس عشر توفي اليوم في الساعة 9:34 في دير ماتر إكليسيا في الفاتيكان".

وأضاف بروني "بناء على رغبة البابا الفخري، ستقام الجنازة بشكل يتسم بالبساطة"، وسيكون القداس "مهيبا ورصينا".

ولدى الفاتيكان طقوس‭‭‭‭ ‬‬‬‬تفصيلية شديدة الإتقان تجرى عند وفاة البابا خلال ولايته، لكن لا توجد أي طقوس معلومة تتعلق بالبابا السابق، فيما يمثل أحد التعقيدات الكثيرة التي أثارتها استقالة بنديكت المفاجئة في عام 2013.

وقال الفاتيكان إن الوفود الحكومية الرسمية في الجنازة ستقتصر على وفدي ألمانيا وإيطاليا. ويمكن لكبار الشخصيات الأخرى الحضور بصفة شخصية.

كان بابا الفاتيكان فرنسيس قد كشف يوم الأربعاء أن سلفه مريض للغاية وطلب من الناس الصلاة من أجله. وقال بروني في نفس اليوم إن بنديكت تلقى طقوسه الأخيرة، التي تسمى "مسحة المرضى".

وسارع زعماء في إرسال تعازيهم في وفاة بنديكت، الذي كان أول بابا ألماني منذ 1000 عام.

وقال ماركوس زودر، رئيس وزراء ولاية بافاريا مسقط رأس بنديكت، "تحزننا وفاة البابا البافاري".

وكتب المستشار الألماني أولاف شولتس على تويتر أن العالم فقد "شخصية تكوينية للكنيسة الكاثوليكية".

وأشادت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني بالبابا بنديكت ووصفته بأنه "رجل عظيم لن ينساه التاريخ"، بينما وصفه الرئيس البولندي آندريه دودا بأنه "أحد أعظم اللاهوتيين في القرنين العشرين والحادي والعشرين".

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بنديكت "عمل بكل قلبه وذكائه من أجل عالم أكثر أخوة".

وقال ملك بريطانيا تشارلز إنه يتذكر اجتماعه مع بنديكت بإعزاز، مشيرا إلى "جهوده المستمرة لتعزيز السلام وتآلف جميع الناس، وتقوية العلاقة بين الاتحاد الأنجليكاني العالمي والكنيسة الكاثوليكية الرومانية".

كما عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تعازيه في وفاة البابا بنديكت.

وقال في برقية تعزية "نشارككم الحزن برحيله، لنستذكر استقبالنا لقداسته في مدينة بيت لحم، مهد السيد المسيح، يوم حل ضيفا عزيزا على الأرض المقدسة، في أيار مايو 2009، حاملا رسالة المحبة والسلام إلى العالم، والتقى خلال زيارته بشخصيات فلسطينية إسلامية ومسيحية في الحرم الشريف... وعبر عن تضامنه ودعمه لحرية شعبنا واستقلاله في دولته الفلسطينية".

* فضائح وتسريبات

على مدى نحو 25 عاما ظل بندكيت، عندما كان يحمل لقب الكاردينال يوزف راتسينجر، رئيسا قويا لمكتب العقيدة بالفاتيكان الذي كان يعرف حينها باسم مجمع عقيدة الإيمان. وكان يعد أحد أعظم اللاهوتيين بالكنيسة.

وخلال اضطلاعه بهذا الدور، سحق معارضة من قبل المنتمين لحركة لاهوت التحرير، قائلا إنهم يخلطون بين الفكر الماركسي والمسيحية.

وانتُخب بنديكت في 19 أبريل نيسان 2005 خلفا للبابا يوحنا بولس الثاني، الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة وتولى المنصب لمدة 27 عاما.

ولاحقت فضائح الاعتداءات الجنسية على أطفال معظم ولايته البابوية، إلا أن الفضل يُنسب إليه في بدء عملية تأديب أو نزع لصفة الكهنوتية عن المعتدين بعد موقف أكثر تراخيا في عهد سلفه.

وكان بنديكت يعزف البيانو وعالم دين رائعا، لكنه اعترف أنه كان قائدا ضعيفا كافح لفرض نفسه على بيروقراطية الفاتيكان المبهمة.

وقال إنه أبدى "نقصا في العزم في الحكم واتخاذ القرار" خلال بابويته. وشابت الزلات ولايته خاصة في العلاقة مع الإسلام واليهودية.

فقد أثار حفيظة المسلمين بإشارته على ما يبدو إلى أن الإسلام بطبيعته عنيف وأثار غضب اليهود من خلال إعادة تأهيل أحد منكري المحرقة (الهولوكوست).

وبلغت الزلات والأخطاء ذروتها في عام 2012، عندما كشفت أوراق مسربة عن فساد ومكائد وخلافات داخل الفاتيكان. فقد هيمنت فضيحة تعرف باسم "فاتيليكس"، أو تسريبات الفاتيكان، على السنة التي سبقت استقالته، حيث ظهرت وثائق بابوية خاصة في وسائل الإعلام كشفت عن ذلك الخلل في الفاتيكان.

لكن في خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تصالحية، قام برحلة تاريخية إلى تركيا ذات الأغلبية المسلمة في 2006 وصلى في الجامع الأزرق في إسطنبول مع مفتي المدينة.

* اثنان بابا وفاتيكان واحد

أعلن البابا بنديكت استقالته باللاتينية في اجتماع روتيني للكرادلة. ولم تكن لدى الكثيرين أي فكرة عما قاله، واستغرق الأمر وقتا حتى ينتشر الخبر. كما قال إنه لم يعد قويا بما يكفي لقيادة الكنيسة بسبب تقدمه في السن.

وبعد استقالته انتقل إلى دير سابق على أراضي الفاتيكان لقضاء وقته في الصلاة والقراءة والعزف على البيانو واستقبال الأصدقاء، واختار لقب "البابا الفخري".

ورغم قوله إنه سيظل "مختفيا عن العالم" خلال تقاعده، تسبب أحيانا في إثارة الجدل ونشر الارتباك من خلال كتاباته ومقابلاته.

ومع أن ظهوره علنا كان أمرا نادرا، نظر المحافظون الكاثوليك إلى البابا السابق على أنه حامل لوائهم، بل إن بعض الأصوليين المتطرفين رفضوا الاعتراف بالبابا فرنسيس باعتباره البابا الشرعي.

وانتقدوا فرنسيس لنهجه الأكثر ترحيبا بأعضاء مجتمع الميم والكاثوليك الذين طلقوا وتزوجوا مرة أخرى خارج الكنيسة، قائلين إن هؤلاء يقوضون القيم التقليدية.

© Reuters. بابا الفاتيكان السابق بنديكت السادس عشر في صورة من أرشيف رويترز.

وعلى الرغم من الصعوبات التي ظهرت من وجود رجلين يرتديان اللون الأبيض في الفاتيكان، فقد طور فرنسيس علاقة حميمة مع الرجل، وقال إن الأمر يشبه وجود جد في المنزل.

وقالت السائحة الفرنسية إميلي جيلار "الآن سيكون لدينا بابا واحد فقط. يجب أن أقول إن البابا راتسينجر كان بابا يحظى بشخصية مؤثرة ومتواضعا لكنه قبل كل شيء كان رجل دين عظيما".

(إعداد مروة سلام ودعاء محمد للنشرة العربية)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.