من دان وليامز
القدس (رويترز) - زار وزير الأمن الوطني الإسرائيلي الجديد إيتمار بن جفير الذي ينتمي إلى اليمين المتطرف مجمع المسجد الأقصى لفترة وجيزة يوم الثلاثاء، وهو موقع يقدسه اليهود أيضا، في خطوة ندد بها الفلسطينيون وعدة دول عربية بشدة.
وقال بن جفير في تغريدة على تويتر "جبل الهيكل مفتوح للجميع" مستخدما الاسم اليهودي للإشارة إلى مجمع المسجد الأقصى. وأظهر مقطع فيديو بن جفير وهو يتجول في محيط المجمع محاطا بحراسة أمنية مكثفة وبرفقته يهودي متدين آخر.
ومع أن الزيارة مرت دون وقوع أي حوادث، فإنها ربما تؤدي إلى تأجيج التوتر بعد تزايد العنف في الضفة الغربية المحتلة العام الماضي.
وقال دبلوماسيون يوم الثلاثاء إن الإمارات العربية المتحدة والصين طلبتا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاجتماع علنا، يوم الخميس على الأرجح، لمناقشة الوضع.
ونقل بيان نشرته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قوله إنه سيسعى لتنديد مجلس الأمن الدولي بالواقعة.
وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش "يدعو الجميع إلى الامتناع عن الخطوات التي من شأنها تصعيد التوتر في الأماكن المقدسة وحولها".
وردا على سؤال عن الزيارة، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن أي إجراء أحادي يقوض الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس أمر غير مقبول.
وفي محاولة على ما يبدو لتهدئة الغضب من الزيارة، قال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن رئيس الوزراء ملتزم تماما بالوضع الراهن للموقع منذ عقود والذي يسمح فقط للمسلمين بالعبادة هناك.
*15 دقيقة
قال مسؤول إسرائيلي إن الزيارة التي استغرقت 15 دقيقة جاءت وفقا لترتيب الوضع الراهن الذي يعود لعقود مضت ويسمح لغير المسلمين بزيارة المجمع شريطة عدم الصلاة فيه.
وأيد بن جفير في السابق إنهاء الحظر على الصلوات اليهودية في هذا الموقع الحساس، لكنه يبدو غير مكترث بالأمر منذ التحالف مع نتنياهو، ولا يزال أعضاء آخرون من حزبه عوتسماه يهوديت (قوة يهودية) يؤيدون هذا المسعى.
واستدعى الأردن، الذي يتولى الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس ولا يحظى اتفاق سلامه في 1994 مع إسرائيل بشعبية في الداخل، السفير الإسرائيلي وقال إن الزيارة انتهكت القانون الدولي و"الوضع التاريخي والقانوني القائم" في القدس.
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية الفلسطينيين إلى "التصدي لمثل هذه الاقتحامات في المسجد الأقصى". واتهم بن جفير بترتيب الزيارة في إطار استهداف تحويل المسجد الأقصى إلى "معبد يهودي".
وتنفي إسرائيل وجود أي مخططات من هذا القبيل. وقال مسؤول في مكتب نتنياهو "المزاعم بتغيير الوضع الراهن لا أساس لها من الصحة".
وقال متحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي ترفض التعايش مع إسرائيل، إن استمرار هذا السلوك سيقرب جميع الأطراف من اشتباك واسع النطاق.
وقال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله إن أي انتهاك لوضع المسجد الأقصى القائم منذ عقود "لن يفجر الوضع داخل فلسطين بل قد يفجر المنطقة بكاملها".
وأدى انضمام بن جفير إلى ائتلاف ديني يميني تحت قيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تفاقم غضب الفلسطينيين بسبب الإحباط المستمر منذ فترة طويلة لهدفهم في إقامة دولة.
وقبلها بساعات قال مسؤولون طبيون وشهود إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص فتى فلسطينيا خلال اشتباك بمدينة بيت لحم وهو أحدث الوفيات في حصيلة وفيات متزايدة بالضفة الغربية المحتلة. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت النار على فلسطينيين ألقوا عليهم عبوات ناسفة يدوية الصنع وحجارة وعبوات حارقة.
*إدانة
يرمز الأقصى لآمال الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وهو هدف يبدو أصعب من أي وقت مضى مع تولي بن جفير وحلفاء آخرين من اليمين المتطرف مناصب في حكومة نتنياهو الجديدة.
وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى الشرق الأوسط سفين كوبمانس إنه يجب الحفاظ على الوضع القائم.
وذكرت السفارة الأمريكية في بيان أن توماس نيديس سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل "كان في غاية الوضوح في محادثاته مع الحكومة الإسرائيلية حول الإبقاء على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس".
ونددت أيضا مصر والإمارات العربية المتحدة، وهما من الدول العربية القليلة المعترفة بإسرائيل، بالزيارة. وانتقدت المملكة العربية السعودية، التي يريد نتنياهو إبرام اتفاق سلام معها، تصرف بن جفير.
كما استنكرت تركيا، التي أنهت في الآونة الأخيرة خلافا دبلوماسيا طويلا مع إسرائيل، الزيارة ووصفتها بأنها "استفزازية" أيضا.
وتعتبر إسرائيل مدينة القدس بالكامل عاصمة لها غير قابلة للتقسيم، وهو وضع لا يحظى باعتراف دولي. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية، حيث يوجد المجمع، عاصمة لدولة مستقبلية لهم تضم الضفة الغربية وقطاع غزة أيضا.
وتشمل واجبات بن جفير الوزارية الإشراف على الشرطة الإسرائيلية المكلفة رسميا بإنفاذ حظر صلاة اليهود في المجمع. وقال إن حرية التنقل ستكون مصونة هناك، دون أي ذكر لحرية العبادة.
وعلى مقربة من المجمع، قالت الشرطة الإسرائيلية يوم الثلاثاء إنها تحقق في تدنيس شواهد القبور في مقبرة جبل صهيون البروتستانتية.
وأظهرت لقطات مصورة لكاميرات المراقبة جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي شابين، أحدهما يرتدي زي اليهود المتشددين، يدخلان المقبرة ويسقطان شاهد قبر على شكل صليب ويحطمانه بالحجارة. ولم يتسن لرويترز التحقق من هذه اللقطات حتى الآن.
(شارك في التغطية معيان لوبيل وعلي صوافطة ونضال المغربي وآري رابينوفيتش وسليمان الخالدي ومات سبيتالنيك وتيمور أزهري وحسين هاياتسيفير وميشيل نيكولاس - إعداد مصطفى صالح ومحمود سلامة للنشرة العربية)