من باتريك ماركي
تونس (رويترز) - أذاع متشددون جزائريون تسجيلا مصورا يظهرهم وهم يذبحون الفرنسي ايرفيه جوردل الذي خطف يوم الاحد فيما وصفته الجماعة بأنه رد على عمل فرنسا ضد متشددي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق.
ويبين الفيديو جوردل - وهو سائح عمره 55 عاما من نيس - جاثيا على ركبتيه وذراعاه مقيدتان وراء ظهره أمام متشددين ملثمين قرأوا بيانا باللغة العربية ينتقد التدخل العسكري من جانب فرنسا.
ثم دفعوه على جنبه وأبقوه راقدا. ولا يبين الفيديو عملية الذبح لكنه يظهر متشددا يمسك بالرأس الى أعلى أمام الكاميرا. وقال أحد المتشددين في بيان قرأه "إن جند الخلافه في ارض الجزائر الأبية سيتقربون الي الله تعالي بقتل هذا العلج الفرنسي النجس انتصارا لدين الله وانتقاما للاعراض التي انتهكت والانفس التي زهقت في الجزائر ونصرة ودفاعا عن دولتنا الحبيبة دولة الخلافه الراشدة وهذا كله بعد انتهاء المدة المحددة لفرنسا."
وقبل ان يقرأ المتشددون بيانهم وجه الرجل الفرنسي كلمة مقتضبة لعائلته.
وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند مقتل جوردل وقال ان العمليات العسكرية الفرنسية ضد الدولة الاسلامية ستستمر.
وقال اولوند للصحفيين قبيل كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "مواطننا قتل."
ولم يرد على الفور تعليق من عائلة جوردل لكن صديقا يدعى ايريك جريندا قال لتلفزيون آي-تيلي الفرنسي "انهم يريدون اذكاء نيران الكراهية ودفعنا نحو الرغبة في الرد. انهم قادرون على عمل شيء واحد وهو اغتيال رجل يجثو على ركبتيه ويداه مقيدتان ... إن حزني عميق."
ونشرت جماعة جند الخلافة المرتبطة بتنظيم الدولة الاسلامية يوم الاثنين فيديو يزعم المسؤولية عن الخطف ويظهر الرجل وهو يعرف نفسه على انه جوردل.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في ذلك الوقت ان احتجاز فرنسي رهينة لن يردع فرنسا عن المشاركة في تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد متشددي الدولة الاسلامية.
جاء حادث الخطف بعد ان حث المتحدث باسم الدولة الاسلامية أبو محمد العدناني أنصار التنظيم على مهاجمة مواطني الولايات المتحدة وفرنسا والدول الاخرى التي انضمت الى التحالف لتدمير التنظيم المتطرف.
وشنت فرنسا أول هجمات جوية ضد أهداف للدولة الاسلامية في العراق يوم الجمعة. وقالت انه يتعين عمل كل شيء ممكن لتخليص المنطقة من هذا التنظيم.
ورفعت فرنسا مستوى الخطر في 30 من سفاراتها في أنحاء الشرق الاوسط وأفريقيا يوم الاثنين.
ويقول دبلوماسيون غربيون ومصادر مخابرات انهم يعتقدون انه يوجد أقل من عشر رهائن غربيين مازالوا محتجزين لدى الدولة الاسلامية. وذبح التنظيم في الاونة الاخيرة أمريكيين هما جيمس فولي وستيفن سوتلوف وبريطانيا يدعى ديفيد هينز وهددوا بقتل بريطاني آخر هو الان هينينج.
وهذا الخطف هو الاول الذي يتعرض له أجانب على يد متشددين في الجزائر منذ ان أنهت البلاد حربا استمرت عشر سنوات مع مقاتلين اسلاميين في التسعينات.
غير انه وقعت العديد من الهجمات في منطقة المغرب نفذها اسلاميون مسلحون. وفي يناير كانون الثاني 2013 أخذ متشددون لهم صلة بالقاعدة أكثر من 800 رهينة في منشأة للغاز بالقرب من أمناس بالجزائر. وداهمت قوات خاصة جزائرية الموقع لكن 40 عاملا قتلوا جميعهم تقريبا باستثناء واحد اجانب بالاضافة الى 29 متشددا.
وجوردل مصور ومرشد طبيعة فرنسي احتجز رهينة عندما أوقف متشددون عربته في الجبال النائية شرقي العاصمة الجزائر حيث كان يخطط لرحلة مشي حسبما جاء في بيان وزارة الداخلية الجزائرية.
وقامت قوات جزائرية بعملية بحث عن جوردل في الجبال في منطقة عرفت باسم "مثلث الموت" اثناء الايام الدامية لحرب الجزائر مع الاسلاميين في التسعينات. ورغم ان هجمات الاسلاميين نادرة فان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي وجماعات اخرى ما زالت نشطة في الجزائر.
وأعلنت جند الخلافة في وقت سابق هذا الشهر انها انشقت عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي لدعم الدولة الاسلامية في توضيح آخر يعمق المنافسة بين الدولة الاسلامية وقيادة تنظيم القاعدة.
(اعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير سيف الدين حمدان)