💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

المتحدثون بالأمازيغية في المغرب يخشون من اندثار لغتهم

تم النشر 30/01/2023, 21:28
© Reuters. خبير الأنثروبولوجيا أفولاي الخطير خلال مقابلة مع رويترز في الرباط يوم 13 يناير كانون الثاني 2023. تصوير: عبد الحق بلحاكي - رويترز.
DX
-

من أحمد الجشتيمي

الرباط (رويترز) - عندما يتحدث والدا حسناء أمزل بلغتهما الأمازيغية الأصلية، فإنها تفهمها بصعوبة، لأنها تنتمي إلى جيل انتقلت عائلاته من جبال المغرب إلى المدن الكبرى الناطقة بالعربية ويشعر بالأسف حاليا بسبب انقطاع صلته بجذوره القديمة.

وعلى الرغم من اعتراف المغرب بالأمازيغية لغة رسمية مع طباعة أبجديتها أو أحرفها الخاصة على لافتات الطرق والمباني الحكومية إلا أنها تُدرس بالكاد في المدارس.

ويخشى المتحدثون الأصليون بالأمازيغية من أن الدولة سعيدة برؤية لغتهم وهي تندثر وتتلاشى فيما يعتبره بعض النشطاء الأمازيغ خيانة بالوعود التي نص عليها دستور جديد وُضع بعد احتجاجات عام 2011.

وقالت أمزل (36 عاما) التي تحاول تعلم الأمازيغية عن طريق تلقي دورات على الإنترنت "يجب تدريس الأمازيغية في المدارس لتمكين المواطنين الذين لم يتعلموا هذه اللغة في البيت مثلي من استرجاع الوعي بجذور الهوية المغربية... اللغة التي لا ندرسها هي لغة نقتلها".

وبحسب نشطاء، انخفض عدد الأطفال الذين يتعلمون الأمازيغية من 14 بالمئة في عام 2010 إلى تسعة بالمئة حاليا رغم تدريسها في بعض المدارس.

وتعمل أمزل في شركة تجارية بالدار البيضاء، وقد سألت والدتها عن سبب تحدثها هي ووالدها بالعربية فقط في المنزل.

وأوضحت "قالت (لي) إنه كان علينا إعطاء الأولوية للغة التعليم بالمدرسة لكي لا يتأثر مسارنا الدراسي".

وتجربة أمزل مألوفة لدى العديد من العائلات المغربية إذ غادر الناس المناطق الريفية الناطقة بالأمازيغية خلال العقود الأخيرة واتجهوا إلى المدن الكبرى التي تسود فيها اللغة العربية باللهجة المغربية.

ولا يتحدث عبد الملك يميني (34 عاما)، وهو من الدار البيضاء تعود جذوره إلى منطقة زاكورة في جنوب المغرب، اللغة الأمازيغية على الإطلاق.

وقال "نتكلم العربية فقط لأن أجدادنا وآباءنا لم يتكلموا معنا بالأمازيغية".

ورغم أن كثيرين من المغاربة من أصل أمازيغي إلا أن المندوبية السامية للتخطيط تقول إن ما يناهز ربع سكان البلاد فقط لا يزالون يتحدثون الأمازيغية.

وقال الكاتب الأمازيغي والناشط الحقوقي أحمد عصيد "هذا الرقم يؤكد أن الأمازيغية فقدت ثلثي الناطقين بها خلال العقود الخمسة الأخيرة".

وذكر خبير الأنثروبولوجيا أفولاي الخطير أن استخدام اللغة العربية باللهجة المغربية يتزايد حتى في المدن الواقعة داخل المناطق الأمازيغية التقليدية مثل مدينة أغادير الجنوبية.

* احتجاجات

في حين أن عاملي الانتقال إلى حياة المدينة والارتياح الشخصي كانا الدافع وراء تحول كثيرين إلى اللغة العربية، يقول العديد من النشطاء إن القرارات السياسية هي أيضا من أسباب انحسار اللغة الأمازيغية أيضا.

وكانت المناطق الناطقة بالأمازيغية معقل المقاومة المسلحة ضد المستعمر الفرنسي والإسباني، لكن المغرب اعتمد العربية لغة رسمية في الخمسينيات فور حصول البلاد على استقلالها.

وتجاهلت النخبة الحاكمة التي اعتبرت نفسها من العرب بالأساس الأمازيغية في سياق موجة القومية العربية.

ورغم تغافل الاقتصاد المغربي عن المناطق الأكثر فقرا، بدأ رفع العلم الأمازيغي ذي الألوان الأزرق والأخضر والأصفر والرمز الأحمر خلال احتجاجات على عدم المساواة.

وعلى الرغم من أن الملك محمد السادس تعهد في عام 2001 بتعزيز اللغة، أثيرت القضية في احتجاجات "الربيع العربي" في عام 2011 التي استطاعت السلطات إخمادها جزئيا من خلال وضع دستور جديد.

وجاء في هذه الوثيقة أن الأمازيغية لغة رسمية لكن لم يُنشر قانون يحكم استخدامها حتى عام 2020 كما تأخر تدريسها في المدارس.

وقالت إلهام بواكال، المعلمة الوحيدة للغة الأمازيغية في مدرسة تضم حوالي 600 تلميذ بالقرب من الرباط، إنها تعلم الأطفال حتى سن الثامنة فقط وتعاني من عدم توافر الكتب المدرسية بهذه اللغة.

© Reuters. خبير الأنثروبولوجيا أفولاي الخطير خلال مقابلة مع رويترز في الرباط يوم 13 يناير كانون الثاني 2023. تصوير: عبد الحق بلحاكي - رويترز.

ورفعت الحكومة ميزانية تدريس الأمازيغية بنسبة 50 بالمئة هذا العام إلى 300 مليون درهم (30 مليون دولار) وتعهدت بتوظيف مئات من الكتبة الرسميين الذين يتقنون هذه اللغة في الإدارات العامة، لكن النشطاء لا يزالون يشعرون بعدم الرضا.

وقال عماد المنياري رئيس الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، وهي أقدم جمعية تدافع عن اللغة والثقافة الأمازيغية بالمغرب "الوتيرة البطيئة لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية تزيد من إضعاف هذه اللغة".

(تغطية صحفية أحمد الجشتيمي - إعداد نهى زكريا للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.