💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

في رحلتهم الأخيرة للوطن.. سوريون يعودون من تركيا في أكياس جثث سوداء

تم النشر 08/02/2023, 20:36
محدث 08/02/2023, 20:42
© Reuters. أعضاء فريق الإنقاذ يحملون جثة في موقع مبنى مدمر في أعقاب الزلزال في مدينة حلب بسوريا يوم الأربعاء. تصوير: فراس مقدسي - رويترز.
USD/TRY
-

من مايا جبيلي

جيلفي جوزو (تركيا) (رويترز) - وصلت أكياس جثث سوداء تحمل لاجئين سوريين لقوا حتفهم في الزلزال الذي هز تركيا إلى الحدود في سيارات أجرة وعربات أو مكدسين على شاحنات مسطحة تمهيدا لنقلهم لمثواهم الأخير في وطنهم الذي دمرته الحرب.

ويحمل أقارب الضحايا أوراقا صادرة عن السلطات المحلية تسمح بعبور الجثث بدون الأقارب الأحياء إلى محافظة حلب عبر معبر جيلفي جوزو الحدودي التركي المغلق أمام حركة المرور العادية منذ بدء الصراع في سوريا قبل 12 عاما.

وعلى الجانب الآخر من الحدود، سيأخذ بعض الأقارب الجثث لدفنها.

وجثم حسين غندورة داخل شاحنة ووضع وجنته على واحد من خمسة أكياس سوداء بداخله جثة ابنه محمد (16 عاما).

وقال غندورة لرويترز يوم الأربعاء "ودعته قبل رحلته الأخيرة".

ولقي أكثر من 8500 شخص حتفهم في تركيا جراء الزلازل التي وقعت يوم الاثنين. ومن بين الضحايا سوريون كانوا قد فروا منذ عام 2011 من الصراع الدائر في وطنهم. وأودت الزلازل بحياة 2500 آخرين في سوريا.

ولا تزال الحدود بين الدولتين الجارتين مغلقة أمام معظم حركة المرور وكذلك عمليات الإغاثة حتى الآن. لكن السلطات التركية تسمح بعبور الجثث التي يحمل ذووها تصريحات من المستشفيات التركية إلى شمال سوريا، الذي يسيطر على معظمه قوات معارضة لحكومة دمشق.

ومنع رجل امرأتين تبكيان كانتا تحاولان البقاء بالقرب من إحدى الشاحنات المليئة بالجثث.

وقال لهما "خلي الميتين يروحوا وشي نهار بيحسنوا العايشين".

وذكر السوري أسامة عبد الرزاق والدموع تنهمر من عينيه بينما كان يفحص الأوراق بحثا عن جثة شقيقته الحبلى "هي في شهرها الأخير وبقالها يومين تولد. المفروض تولد".

* مأساة عائلية

تعيش الكثير من العائلات السورية في مدينة أنطاكية المتضررة بشدة من الزلزال وفي بلدة قري خان الصغيرة على بعد حوالي 50 كيلومترا من الحدود.

وعملت فرق الإنقاذ التركية في قري خان يوم الأربعاء على إزالة أنقاض المنازل بمساعدة سوريين يرتدون قفازات ويبحثون عن أقاربهم.

وبعد انتشال جثة تلو الأخرى، عثر صلاح النعسان (55 عاما) على جثث عائلته.

وأجهش الرجل السوري بالبكاء وهو يحمل صورا لأفراد عائلته بينما أتى إليه رجال الإنقاذ بجثة زوجة ابنه، وهي حامل أيضا، ثم بجثتي حفيديه. ولا يزال ابنه في عداد المفقودين.

وتوسل النعسان وهو يصرخ من الحزن لرجال الإنقاذ كي يتأكدوا مما إذا كان الجنين لا يزال على قيد الحياة. ولا يمكن رؤية إلا عدد قليل من المسعفين.

وسحب أحد رجال الإنقاذ ما كان يغطي أحد الأطفال الصغار ليجد يدا هامدة بها كدمة أرجوانية اللون ووجها شاحبا مغطى بالتراب.

ولا يزال زاهر خربوطلي، وهو رجل ممتلئ الجسم ويبلغ من العمر 43 عاما من محافظة إدلب السورية، يتمسك ببعض الأمل.

فقد وقف أمام الشقة التي كانت تعيش فيها شقيقتاه وأطفالهما في الطابق الأرضي يحصي مرارا وتكرارا عدد الطوابق التي أصبحت كومة من تراب.

وقال "هربنا لتركيا تحت هالقصف لنحمي ولادنا وهلق شوفي كيف صرنا. عم نهرب من موت لموت".

© Reuters. أعضاء فريق الإنقاذ يحملون جثة في موقع مبنى مدمر في أعقاب الزلزال في مدينة حلب بسوريا يوم الأربعاء. تصوير: فراس مقدسي - رويترز.

وذكر خربوطلي أنه إذا تأكدت أسوأ مخاوفه، فسوف يدفن عائلته في سوريا.

وأضاف "أرضنا طردتنا بس في نهايتنا رح تستقبلنا".

(إعداد نهى زكريا للنشرة العربية - تحرير مروة غريب)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.