الأمم المتحدة (رويترز) - حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الخميس على تسهيل سبل وصول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا عبر تركيا، قائلا إنه سيكون "سعيدا للغاية" إذا تمكنت الأمم المتحدة من استخدام أكثر من معبر حدودي واحد لإيصال المساعدات بعد الزلزال القوي الذي ضرب المنطقة هذا الأسبوع وأسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى.
وقال جوتيريش للصحفيين في نيويورك إن الوقت قد حان لاستكشاف جميع السبل الممكنة لتسهيل دخول المساعدات والأفراد إلى المنطقة المتضررة من الزلزال الذي وقع في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين وأودى بحياة ما لا يقل عن 19 ألف شخص في تركيا وسوريا.
وأضاف جوتيريش للصحفيين "هناك العديد من وكالات الإغاثة غير التابعة للأمم المتحدة التي تقدم بالفعل خدماتها عبر معابر أخرى.. سأكون سعيدا جدا إذا كان هناك إمكانية لقيام الأمم المتحدة بذلك أيضا من خلال أكبر عدد ممكن من المعابر".
ولم يذكر جوتيريش ما إذا كان قد طلب من الحكومة السورية على وجه التحديد السماح بتسليم المساعدات عبر المزيد من المعابر الحدودية، لكنه أشار إلى قدرة مجلس الأمن الدولي على الموافقة على مثل هذا الإجراء.
وقال جوتيريش "من الواضح أننا بحاجة إلى دعم هائل"، مضيفا "سأكون سعيدا بالطبع اذا توصل مجلس الأمن إلى توافق للسماح باستخدام المزيد من المعابر".
وأوضح أن مسؤول المساعدات بالمنظمة مارتن جريفيث سيزور غازي عنتاب في تركيا وحلب ودمشق في سوريا مطلع الأسبوع المقبل لتقييم الاحتياجات والاطلاع على أفضل سبل تعزيز الدعم من جانب الأمم المتحدة. واستؤنف تسليم مساعدات الأمم المتحدة إلى شمال غرب سوريا من تركيا يوم الخميس بعد أن توقف لفترة وجيزة بسبب الزلزال.
ولم يرد سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بسام الصباغ على الفور على طلب للتعليق على تصريحات جوتيريش.
وتنظر الحكومة السورية إلى تسليم المساعدات لمناطق الشمال الغربي، التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، عبر تركيا على أنه انتهاك لسيادتها وسلامة أراضيها. ومنذ عام 2014، حصلت الأمم المتحدة على تفويض من مجلس الأمن الدولي يسمح لها بالوصول إلى ملايين المحتاجين في المنطقة عبر معبر واحد.
ولطالما قالت الحكومة السورية إنه يمكن إيصال المزيد من المساعدات إلى جميع الخطوط الأمامية من داخل البلاد. ويخشى معارضو الرئيس السوري بشار الأسد من احتمال وقوع المواد الغذائية والمساعدات الأخرى التي يتم تسليمها تحت سيطرة الحكومة.
* روسيا
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في وقت لاحق إن مسؤولي الأمم المتحدة سيبدؤون محادثات مع أعضاء مجلس الأمن لمعرفة مدى إمكانية زيادة سبل توصيل المساعدات إلى سوريا من تركيا.
لكن من غير المرجح أن توافق روسيا، حليفة دمشق التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في المجلس، على فرض المزيد من المعابر الحدودية.
وقال نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي لرويترز يوم الخميس "توسيع عمليات التسليم عبر الخطوط (على الجبهة) حل واضح. لدى الأمم المتحدة كل الأدوات اللازمة والتعاون من دمشق بهذا الشأن".
وفي البداية، سمح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتسليم المساعدات إلى سوريا في أربع نقاط من تركيا والعراق والأردن وذلك في عام 2014. وبحلول عام 2020، كان قد تقلص هذا العدد إلى المعبر الوحيد المستخدم الآن بسبب معارضة روسيا والصين.
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير محمود عبد الجواد)