من بافل بوليتيوك وآندرو جراي
كييف/بروكسل (رويترز) - قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الخميس إنه سمع من عدد من قادة الاتحاد الأوروبي في قمة أنهم مستعدون لتزويد كييف بالطائرات، في إشارة لما قد يكون أحد أكبر التحولات حتى الآن في الدعم الغربي لأوكرانيا.
ولم يسهب زيلينسكي في تفاصيل بشأن التعهدات ولم يرد تأكيد على الفور من أي دولة أوروبية. لكن تصريحاته جاءت وسط مؤشرات خلال جولة أوروبية على أن هناك دولا تقترب من رفع أحد المحرمات الرئيسية في المساعدات العسكرية لكييف منذ بداية الغزو الروسي العام الماضي.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي "ستظل أوروبا معنا حتى يتحقق لنا النصر. سمعت من عدد من الزعماء الأوروبيين... عن الاستعداد لتزويدنا بما يلزمنا من الأسلحة والدعم بما في ذلك الطائرات".
وأضاف "أجري حاليا عددا من المحادثات الثنائية، سنقوم بإثارة قضية الطائرات المقاتلة والطائرات الأخرى".
ونشر أندريه يرماك، رئيس مكتب زيلينسكي، على وسائل التواصل الاجتماعي أن مسألة الأسلحة بعيدة المدى والطائرات المقاتلة لأوكرانيا "تم حلها" وأن التفاصيل ستأتي لاحقا. لكنه عدل التدوينة بعد ذلك ليجعلها أقل تأكيدا، وغير الصياغة ليقول إن المشكلة "قد يتم حلها".
وقال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني للتلفزيون الأوكراني "نجري محادثات مكثفة للغاية. سنحصل قريبا على تفهم لوجستي عن متى وأين وكيف يمكننا الحصول على الأدوات (الطائرات والأسلحة بعيدة المدى) بالإضافة إلى معدات مدرعة".
ورفضت الدول الغربية التي زودت أوكرانيا بالأسلحة حتى الآن إرسال طائرات مقاتلة أو أسلحة بعيدة المدى قادرة على ضرب أعماق روسيا.
لكن الفكر بدأ يتغير فيما يبدو خلال جولة زيلينسكي الأوروبية، التي بدأت يوم الأربعاء بلقاء في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ثم عشاء في باريس مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس.
ووعد سوناك بتدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة طائرات مقاتلة متقدمة لحلف شمال الأطلسي. ولم يعرض رئيس الوزراء البريطاني تزويد أوكرانيا بالطائرات، لكنه قال إنه لا يوجد شيء غير مطروح على الطاولة.
وقال زيلينسكي إن بعض ما وعده به ماكرون وشولتس في باريس ما زال سرا.
وقال "هناك اتفاقات معينة ليست معلنة لكنها إيجابية. لا أريد أن أجعل روسيا الاتحادية التي تهددنا باستمرار باعتداءات جديدة في وضع استعداد".
لكن زيلينسكي قال في مقابلة مع مجلة شبيجل الألمانية إن علاقة بلاده بألمانيا تشبه الأمواج في حركتها صعودا وهبوطا وإنه يجد نفسه "مضطرا دائما لإقناع" شولتس بمساعدة كييف من أجل أوروبا.
ودعا زيلينسكي، في كلمته أمام قمة زعماء الاتحاد الأوروبي المؤلف من 27 دولة إلى تشديد العقوبات على موسكو ومعاقبة القادة الروس المسؤولين عن إضرام نار الحرب.
وقال "أنا ممتن لكم جميعا يا من تقدمون المساعدة، وممتن لكل من يفهم مدى حاجة أوكرانيا في الوقت الحالي لهذه القدرات. نحن بحاجة إلى أسلحة مدفعية، وقذائف لها، ودبابات حديثة، وصواريخ بعيدة المدى، وطائرات حديثة".
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن الأوكرانيين هم الذين سيعانون إذا أرسلت بريطانيا أو دول غربية أخرى طائرات مقاتلة إلى كييف، وإن الخط الفاصل بين التدخل الغربي غير المباشر والمباشر في الحرب يتلاشى.
وأضاف بيسكوف أن مثل هذه الإجراءات "تؤدي إلى تصعيد التوتر وإطالة أمد الصراع وتجعل الصراع أكثر إيلاما لأوكرانيا".
وقال شارل ميشيل الذي ترأس القمة إن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تقديم "القدر الأقصى" من الدعم لأوكرانيا، موضحا "نتفهم أن الأسابيع والاشهر القادمة ستكون لها أهمية بالغة".
وأضاف ميشيل "المدفعية والذخائر وأنظمة الدفاع... لقد أخبرتنا بالضبط بما تحتاجه وما تحتاجه الآن".
وتلقى زيلينسكي، لدى قيامه برحلته الثانية فقط خارج أوكرانيا منذ الغزو بعد زيارة لواشنطن في ديسمبر كانون الأول، ترحيبا حارا في البرلمان الأوروبي من المشرعين، واتشح بعضهم بلوني العلم الأوكراني الأزرق والأصفر.
وفي كلمته، شكر الأوروبيين لاستقبالهم ملايين اللاجئين، وهو ما وصفه بأنه "مساعدة شعبنا.. مواطنينا العاديين.. أبنائنا الذين أعيد توطينهم هنا"، كما شكرهم على مناشدتهم قادتهم لتقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا.
* طلب بدء محادثات عضوية الاتحاد الأوروبي
قدمت أوكرانيا طلبها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد أيام من شن روسيا غزوها الشامل العام الماضي، وتريد الآن أن تبدأ محادثات العضوية الرسمية في غضون أشهر. وقال مسؤول أوكراني إن كييف "متأكدة تماما من إمكانية اتخاذ قرار بدء مفاوضات الانضمام هذا العام".
وترغب بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في إعطاء أوكرانيا دفعة معنوية تتأتى من بدء المحادثات بسرعة. لكن أعضاء آخرين كانوا أكثر حذرا، مؤكدين أن الأعضاء المحتملين يجب عليهم استيفاء شروط مثل قمع الفساد قبل بدء المحادثات.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تقدم القوات الروسية لأول مرة منذ نصف عام، معززة بعشرات الآلاف من المجندين الجدد، في معارك شتوية لا هوادة فيها يصفها الجانبان بأنها من أكثر الحروب دموية.
وتقول كييف إنها تتوقع أن توسع موسكو نطاق هذا الهجوم بدفعة كبيرة مع اقتراب الذكرى السنوية للغزو الذي بدأ في 24 فبراير شباط.
وقالت روسيا إنها دمرت أربعة مخازن مدفعية أوكرانية في منطقة دونيتسك. وقال الجيش الأوكراني إنه خلال آخر 24 ساعة، واصلت القوات الروسية هجماتها في مناطق كوبيانسك وليمان وباخموت وأفديفكا ونوفوبافليفكا وفوليدار.
وتحدث سيرهي هايداي، الحاكم الأوكراني لمنطقة لوجانسك بشرق البلاد الذي تخضع غالبيته للاحتلال الروسي، عن هجوم روسي جديد كبير حول كريمينا على امتداد الشريط الشمالي من الجبهة الشرقية. وقال للتلفزيون الأوكراني "حتى الآن لم يحرزوا نجاحا كبيرا وقواتنا الدفاعية صامدة هناك".
ولم يتسن لرويترز التحقق حتى الآن من الروايات التي ترد من ساحة المعركة.
شنت روسيا الحرب التي وصفتها بأنها "عملية عسكرية خاصة" لمحاربة ما تصفه بأنه تهديد أمني تتسبب فيه علاقات أوكرانيا بالغرب. وتقول أوكرانيا والغرب إن الغزو الروسي استيلاء غير مبرر على الأرض.
(إعداد مروة غريب ومحمد حرفوش ومحمود سلامة للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)