💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

انتشال أطفال من تحت الأنقاض بعد أيام من الزلزال وعدد القتلى يتجاوز 21 ألفا

تم النشر 10/02/2023, 16:54
محدث 10/02/2023, 20:12
© Reuters. منقذون يحملون امرأة تدعى زينب في ظل تواصل البحث عن ناجين من الزلزال المدمر في كيريخان بتركيا يوم الجمعة. تصوير: بيروشكا فان دي وو – رويترز.
USD/TRY
-

من محمد جيليشكان ومايا جبيلي وخليل عشاوي

أنطاكية (تركيا)/جنديرس (سوريا) (رويترز) - انتشل عمال الإنقاذ يوم الجمعة رضيعا يبلغ من العمر عشرة أيام ووالدته من تحت أنقاض مبنى منهار في تركيا، وأخرجوا عدة أشخاص في مواقع أخرى بعد أربعة أيام من الزلزال الهائل الذي أزهق أرواح الآلاف وأحدث دمارا في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا.

وتأكد مقتل 21 ألفا في كلا البلدين جراء الزلزال الذي خلف عددا من القتلى لم تشهد المنطقة مثله على مدار العقدين الماضيين.

وبات مئات الآلاف بلا مأوى يعانون من نقص الغذاء في ظروف الشتاء الصعبة، وهم في أمس الحاجة إلى جهود إغاثة متعددة الجنسيات للتخفيف من معاناتهم.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الرئيس السوري بشار الأسد زار مستشفى في مدينة حلب في أول زيارة معلنة إلى المناطق المنكوبة بالزلزال. لكن برنامج الأغذية العالمي قال إن مخزونه من مواد الإغاثة بدأ ينفد في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة.

ومن المتوقع أيضا أن يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المناطق المتضررة من الزلزال في بلاده يوم الجمعة وسط انتقادات من الناجين والمعارضين السياسيين بأن استجابة الحكومة للكارثة كانت بطيئة وسيئة التنظيم.

ويرفض أردوغان هذه الاتهامات تماما في الوقت الذي يسعى فيه لإعادة انتخابه في مايو أيار، لكن هذه الانتخابات قد تتأجل بسبب الكارثة.

وذهب المصلون لأداء صلاة الجمعة في مدينة كهرمان مرعش التركية، وهي إحدى المدن المنكوبة الواقعة بالقرب من مركز الزلزال، وسط ضجيج المعدات والمولدات المستخدمة في عمليات الإنقاذ.

وعمل رجال الإنقاذ، بما في ذلك فرق الإغاثة القادمة من عشرات البلدان، طوال الليل لرفع أنقاض آلاف المباني المنهارة.

ووسط أجواء قارسة البرودة، تطالب فرق الإنقاذ بصورة متكررة الأفراد بالتزام الصمت للاستماع إلى أي صوت يدل على حياة من تحت الكتل الخرسانية.

وفي منطقة سامانداغ بإقليم هاتاي، زحف رجال الإنقاذ يوم الجمعة تحت كتل خرسانية وهمسوا "إن شاء الله" وهم يحاولون بحذر رفع الأنقاض وانتشلوا طفلا رضيعا يبلغ من العمر عشرة أيام.

وغطى رجال الإنقاذ الطفل ياجيز أولاس ببطانية ونقلوه إلى مستشفى ميداني. وأظهرت لقطات مصورة عمال الطوارئ وهم يحملون والدته على نقالة وهي في حالة ذهول وشحوب لكنها كانت واعية.

وفي مدينة ديار بكر بشرق تركيا، انتشل عمال الإنقاذ سباحات فارلي (32 عاما) وابنها سرحات ونقلوهما إلى المستشفى صباح يوم الجمعة بعد مئة ساعة من وقوع الزلزال.

وعلى الحدود التركية مع سوريا، استخدم رجال الإنقاذ من منظمة الخوذ البيضاء أيديهم للحفر حتى وصلوا إلى قدم فتاة صغيرة لا تزال على قيد الحياة.

لكن الآمال تتلاشى في العثور على المزيد من الناجين بين الركام.

وفي بلدة جنديرس السورية، بدأ ناصر الوكاع في النحيب أثناء جلوسه على كومة من الركام والمعدن الملتوي حيث كان يقع منزل عائلته، واحتضن ملابس كانت تخص أحد أطفاله.

وقال صارخا "بلال يا بلال" في إشارة إلى أحد أبنائه المتوفين.

تجاوزت حصيلة قتلى الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة والهزات الارتدادية القوية في كلا البلدين العدد المسجل في زلزال مماثل ضرب شمال غرب تركيا في 1999 وأودى بحياة أكثر من 17 ألفا.

ويصنَف الزلزال حاليا في المرتبة السابعة بين أكثر الكوارث الطبيعية فتكا هذا القرن، متجاوزا زلزال وتسونامي اليابان عام 2011 ومقتربا من إجمالي ضحايا زلزال وقع في إيران المجاورة في 2003 وأودى بحياة 31 ألف شخص.

وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية إن عدد القتلى ارتفع إلى 18342 صباح يوم الجمعة بينما بلغ المصابون 74242.

ولقي أكثر من 3300 شخص حتفهم في سوريا جراء الزلزال، لكن رجال الإنقاذ قالوا إن العديد من الأشخاص ما زالوا تحت الأنقاض.

ووفقا لمسؤولين أتراك والأمم المتحدة فقد تضرر نحو 24.4 مليون شخص في سوريا وتركيا في منطقة تمتد على مسافة 450 كيلومترا من أضنة في الغرب إلى ديار بكر في الشرق. وفي سوريا، قُتل أشخاص حتى في حماة في الجنوب، التي تبعد 250 كيلومترا من مركز الزلزال.

وأقام كثيرون ملاجئ لهم في مواقف سيارات المتاجر الكبرى أو في المساجد أو على جوانب الطرق أو حتى وسط الأنقاض.

وتشتد حاجة الناجين إلى الطعام والماء ووسائل التدفئة، إلى جانب ندرة المراحيض في المناطق الأكثر نكبة.

* تداعيات سياسية

ألقت الكارثة بظلال من الشك على إمكانية المضي في إجراء الانتخابات التركية المقررة في 14 مايو أيار في موعدها.

وسيواجه أردوغان في هذه الانتخابات أصعب تحد له منذ عقدين قضاهما في السلطة.

ومع احتدام الغضب بسبب التأخير في توصيل المساعدات وبدء جهود الإنقاذ، من المرجح أن تلعب الكارثة دورا في التصويت إذا أجريت الانتخابات.

وكان أردوغان قد دعا دول العالم للتضامن مع بلاده واستنكر ما وصفه بأنه "حملات سلبية من أجل تحقيق مصالح سياسية".

وانتقد كمال قليجدار أوغلو، رئيس حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، رد فعل الحكومة على الزلزال.

وقال قليجدار أوغلو في بيان مصور "كان الزلزال مدمرا لكن ما هو أسوأ بكثير من الزلزال هو الافتقار إلى التنسيق والتخطيط وعدم الكفاءة".

* قلق بالغ بخصوص الوضع في شمال غرب سوريا

تتعقد جهود الإغاثة في سوريا بسبب الحرب الأهلية الدائرة منذ 11 عاما. وعبر السوريون عن إحباطهم من بطء الاستجابة بما في ذلك في المناطق التي يسيطر عليها الأسد الذي ينبذه الغرب.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة في جنيف إن 14 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية عبرت يوم الجمعة إلى شمال سوريا من تركيا وكان على متنها سخانات كهربائية وخيام وبطانيات وأشياء أخرى.

لكن برنامج الأغذية العالمي قال إن مخزونه من مواد الإغاثة بدأ ينفد في شمال غرب سوريا، حيث يعتمد 90 بالمئة من السكان على المساعدات الإنسانية. ودعا إلى فتح المزيد من المعابر الحدودية مع تركيا.

وناشدت الحكومة السورية، الخاضعة لعقوبات غربية، الأمم المتحدة لمساعدتها وقالت إن كل الدعم يتعين أن يكون بالتنسيق مع دمشق ومن داخل سوريا وليس عبر الحدود التركية.

© Reuters. منقذون يحملون امرأة تدعى زينب في ظل تواصل البحث عن ناجين من الزلزال المدمر في كيريخان بتركيا يوم الجمعة. تصوير: بيروشكا فان دي وو – رويترز.

وتنظر دمشق إلى إيصال المساعدات إلى المناطق التي تسيطر عليها قوى المعارضة من تركيا على أنه انتهاك لسيادتها.

ونشرت الرئاسة السورية صورا للأسد وزوجته أسماء وهما يزوران أهالي حلب الذين أصيبوا في الزلزال.

(شارك في التغطية أورهان كوسكون في أنقرة وإيجي توكساباي في أضنة وجوناثان سبايسر ودارين بتلر وإزجي إركويون في إسطنبول ومايا جبيلي في جنوب تركيا وسليمان الخالدي في عمان ودان ويليامز في القدس - إعداد مروة سلام ومروة غريب للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.