من ميشيل نيكولز
الأمم المتحدة (رويترز) - عبر رئيس جنوب السودان يوم السبت عن قلقه من تركيز قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على حماية المدنيين وسط تجدد أعمال العنف -حسبما تقضي تعليمات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة- بدلا من التركيز على بناء قواعد الدولة.
واندلع القتال في جنوب السودان في ديسمبر كانون الأول الماضي بعد توتر أشعله قرار كير إقالة نائبه السابق ريك مشار الذي أصبح منافسا له. وأججت الانقسامات العرقية العميقة أعمال العنف بين قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار.
وقال كير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "تود حكومتي أن تعبر عن القلق فيما يتعلق بالتفويض الأخير لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان وما لذلك من تداعيات خطيرة فيما يتعلق بتوصيل الخدمات لشعبي."
واشتكى كير من أن بعثة الأمم المتحدة لم تعد تساعد السلطات في جنوب السودان من حيث بناء القدرات وبناء السلام وإصلاح القطاع الأمني وخطط الإنتعاش والتنمية.
وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سمح لقوات حفظ السلام في مايو أيار الماضي بإعطاء الأولوية لحماية المدنيين في قرارات تتعلق ياستخدام القدرة والموارد المتاحة لدى البعثة. وزاد المجلس عدد القوات في ديسمبر إلى 12500 جندي عندما اندلع القتال.
وطالب كير المجلس بإعادة النظر في القرارات التي اتخذها عندما جدد للبعثة في نهاية نوفمبر تشرين الثاني.
لكن رئيس عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة إرفيه لادسوس قال "الوقت ليس وقت التفكير في بناء مؤسسات الدولة" التي قال أن لها صلة غالبا بانتهاكات حقوق الإنسان.
وقال للصحفيين اليوم السبت بعد كلمة كير "من الواضح بشكل كاف أنه منذ أن بدأت هذه الأزمة لم نستطع الاستمرار في مهمتنا الأصلية المتعلقة ببناء الدولة. يجب علينا أن نركز على تخفيف النتائج الرئيسية المترتبة على هذه المأساة وهي حماية المدنيين."
وأضاف "علينا أن نرصد انتهاكات حقوق الإنسان وأن نعكف على حلها لأن هناك انتهاكات خطيرة من جميع الأطراف بما في ذلك الحكومة."
وقال كير "على بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أن تحمي المدنيين في مناطقهم لا في معسكرات في بلد كبير مثل بلدنا الذي يفوق فرنسا مساحة". وأضاف أن حكومته بدأت تحقيقا في انتهاكات حقوق الإنسان وأنحى باللائمة على مشار في أعمال العنف.
ولم يتمكن كير الذي أصبحت بلاده على شفا مجاعة من حضور اجتماع بشأن هذه الأزمة الإنسانية يوم الخميس نظمه الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون والذي قدمت فيه تعهدات بتقديم المساعدات.
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)