بكين (رويترز) - قالت وسائل الإعلام الصينية الرسمية إن الرئيس شي جين بينغ دعا يوم الثلاثاء إلى حل سريع ومناسب للقضية النووية الإيرانية، وعبر عن دعمه للجمهورية الإسلامية في حماية حقوقها ومصالحها.
وقال شي للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال محادثات في بكين إن الصين ستواصل "المشاركة البناءة" في المحادثات لاستئناف المفاوضات بشأن تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني.
وأُبرم الاتفاق النووي عام 2015 للحد من برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، مما يجعل من الصعب على طهران تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات الدولية. وتقول إيران إنها تعمل على تطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية.
لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحب من الاتفاق في عام 2018 وقال إنه لم يقم بما يكفي لكبح أنشطة طهران النووية، وعاود فرض عقوبات على طهران.
وانتقدت الصين الولايات المتحدة لانسحابها من الاتفاق وأصرت على أن تتخذ الأخيرة الخطوة الأولى في إعادة إحياء الاتفاق.
وفرضت الولايات المتحدة في سبتمبر أيلول عقوبات جديدة على الشركات التي تشترك في تصدير النفط الإيراني وكان من بينها خمس في الصين. وقالت واشنطن إنها ستواصل فرض عقوبات على مبيعات النفط والبتروكيماويات الإيرانية طالما تواصل طهران تسريع وتيرة برنامجها النووي.
وقبل زيارته، التي بدأت يوم الثلاثاء وتستغرق ثلاثة أيام، كتب رئيسي مقالة افتتاحية في صحيفة الشعب، التي تسيطر عليها الدولة في الصين، قال فيها إن البلدين يعتقدان بأن الإجراءات الأحادية و"العنيفة" مثل فرض عقوبات "ظالمة" تشكل الأسباب الرئيسية وراء الأزمات وانعدام الأمن في العالم.
ووصف رئيسي الصين في المقالة بأنها "صديق قديم"، وقال إن جهود إيران لتعزيز العلاقات معها لن تتأثر بالأوضاع الإقليمية والدولية.
وقال شي "بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي والإقليمي، ستعمل الصين باستمرار على تطوير التعاون الودي مع إيران وتعزيز التنمية المتواصلة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإيران".
وصرحت الصين بأنها مستعدة لتعزيز التعاون مع إيران في مجالات التجارة والزراعة والصناعة والبنية التحتية ولاستيراد أيضا المزيد من المنتجات الزراعية الإيرانية عالية الجودة.
وتعهد شي ورئيسي بتشكيل تحالف أقوى عندما التقيا شخصيا آخر مرة على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة سمرقند الأوزبكية في سبتمبر أيلول.
وبدأت إيران والصين العام الماضي أيضا مرحلة تنفيذ اتفاق تعاون مدته 25 عاما تستثمر الصين بموجبه مليارات الدولارات في قطاع البترول الإيراني مقابل توريد منتجات نفطية وبتروكيماوية إليها. والصين بالفعل أكبر شريك تجاري لإيران.
وهذا الاتفاق كان في الأصل من اقتراح شي خلال زيارته لإيران في عام 2016.
(إعداد أميرة زهران ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)