إقليم هاتاي (تركيا) (رويترز) - تولاي بارلاكجون.. أم تركية لثلاثة أطفال تضع ابنها صالح في عربة تسوق مليئة بالأغطية وتدفعها أمام مبان منهارة صوب خيمة يحتمون بها في محاولة لرفع معنويات أطفالها في أعقاب الزلزال الذي هز البلاد الأسبوع الماضي.
وقالت وهي تداعب صالح البالغ من العمر ثلاث سنوات وتعانق ابنا أكبر "يحب عربة التسوق. إنها تشبه عربة الأطفال. نحاول تجاوز الأمر هكذا".
وأضافت بوجه بدا عليه الإرهاق "الله يعيننا. أتمنى أن تنتهي هذه الأيام ونعود إلى المنزل".
وفي إقليم هاتاي بجنوب تركيا، تجلس بارلاكجون (38 عاما) برفقة شقيقتها ووالدتها خارج الخيمة وتطهو الحساء في الشارع على موقد. وتستخدم أختها هاتفها كمرآة لمسح وجهها.
دمرت الكارثة، التي حصدت أرواح أكثر من 37 ألفا في تركيا وسوريا المجاورة، مدنا في كلا البلدين تاركة العديد من الناجين بلا مأوى في درجات حرارة شديدة الانخفاض في الشتاء. وليس من المؤكد إن كانت المنازل الصامدة آمنة ولا يوجد بها ماء أو كهرباء.
تقول بارلاكجون "يقضي الأطفال الوقت مع بعضهم البعض ومع أبناء عمومتهم. إنه أمر صعب عليهم حقا. إنهم يبكون كل يوم. نحاول أن نكون أقوياء من أجلهم".
وقالت مستشفيات إنها تعالج الآن أعدادا متزايدة من المرضى الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة إثر تعرضهم لإصابات عقب الزلزال مباشرة.
ولا يزال منزل بارلاكجون قائما.
وقالت "معظم متعلقاتنا تضررت. بعضها تدمر ولكن الحمد لله أن المنزل في حالة جيدة. ببطء وشيئا فشيئا سننظفه".
وتروي أنها عندما دخلت منزلها للمرة الأولى بعد الزلزال، أخذت تبحث عن أغطية لأطفالها.
وقالت "كان أطفالي أول شيء تطرق إلى ذهني. نحاول البقاء على قيد الحياة من أجلهم. إنهم أملنا".
وأضافت "نحن معتادون على مشاهدة الزلازل والكوارث المماثلة على التلفزيون لكننا لم نتخيل أبدا أننا سنمر بهذا يوما ما. هذا يظهر أن أي شيء يمكن أن يحدث لنا".
(إعداد رحاب علاء للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)