من بافل بوليتيوك
كييف (رويترز) - قالت روسيا يوم الأربعاء إن قواتها اخترقت خطين حصينين للدفاعات الأوكرانية على الجبهة الشرقية ووصفت كييف الوضع هناك بأنه صعب ودعت لتسريع وتيرة تقديم المساعدات العسكرية قبل هجوم روسي جديد متوقع.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الأوكرانيين تراجعوا في مواجهة الهجمات الروسية في منطقة لوجانسك، رغم أنها لم تقدم تفاصيل. ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من التقارير الخاصة بساحة القتال.
وذكرت الوزارة على تطبيق تيليجرام "خلال الهجوم... تراجعت القوات الأوكرانية بشكل عشوائي لمسافة تصل إلى ثلاثة كيلومترات من الخطوط التي كانت تشغلها سابقا".
وأضافت "حتى خط الدفاع الثاني الأكثر تحصينا للعدو لم يصمد أمام تقدم الجيش الروسي".
ولم تحدد الوزارة في أي جزء من منطقة لوجانسك وقع الهجوم. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من تقرير ساحة المعركة.
وقال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأربعاء إن قوات بلاده تمكنت من صد بعض الهجمات الروسية على منطقة لوجانسك في الشرق لكن "الموقف في المنطقة لا يزال صعبا".
وقال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوجانسك إن روسيا تحشد عتادا ثقيلا وقوات في المنطقة لكن القوات الأوكرانية ما زالت تدافع عنها.
وأضاف "الهجمات تأتي من اتجاهات مختلفة على موجات... من ينشرون معلومات عن أن قواتنا انسحبت لما وراء الحدود الإدارية (للوجانسك) لا يتطابق كلامهم مع الواقع".
وكثف الكرملين هجماته عبر أجزاء من جنوب وشرق أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، ومن المتوقع على نطاق واسع شن هجوم كبير جديد.
وتركزت الجهود الروسية الرئيسية على مدينة باخموت في منطقة دونيتسك المجاورة للوجانسك.
ولم تشر هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إلى أي انتكاسات كبيرة في لوجانسك في تقريرها الصباحي يوم الأربعاء.
وقالت إن وحدات أوكرانية صدت هجمات في أكثر من 20 منطقة، بما في ذلك باخموت وفوليدار، وهي بلدة تقع على بعد 150 كيلومترا جنوب غربي باخموت.
وقال زيلينسكي يوم الثلاثاء إن روسيا في عجلة من أمرها لتحقيق أقصى ما في وسعها في أحدث هجماتها قبل أن تستجمع أوكرانيا وحلفاؤها قواهم.
وأضاف "لهذا فإن السرعة أمر جوهري... السرعة في كل شيء: اتخاذ القرارات وتنفيذ القرارات وشحن الإمدادات والتدريب. السرعة تنقذ حياة الناس".
وستمنح السيطرة على باخموت لروسيا نقطة انطلاق للزحف نحو مدينتين أكبر هما كراماتورسك وسلوفيانسك في دونيتسك، مما يمنحها زخما بعد إخفاقات على مدى أشهر قبل الذكرى الأولى للغزو في 24 فبراير شباط.
وقال زيلينسكي وهو يصف الأوضاع على الجبهة الشرقية في كلمته مساء يوم الثلاثاء "المعارك تجري حرفيا من أجل كل شبر من الأراضي الأوكرانية".
وذكر المحلل العسكري الأوكراني أوليه جدانوف إن معارك دارت "قرب كل منزل" في باخموت.
* دعم غربي
تستهلك أوكرانيا قذائف بوتيرة أسرع مما يمكن للغرب تصنيعها وتقول إنها تحتاج أيضا إلى مقاتلات وصواريخ بعيدة المدى لصد الهجوم الروسي واستعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها.
وتعهدت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بأن الدعم الغربي لن يفتر في وجه الهجوم الروسي الجديد الوشيك.
وتوقع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن تشن أوكرانيا هجوما في الربيع.
وتابع قائلا "لدى أوكرانيا احتياجات ماسة من أجل مساعدتها على مواجهة تلك اللحظة الحاسمة في مسار الحرب. نعتقد أنه ستلوح أمامهم فرصة لتولي زمام المبادرة" في ساحة المعركة.
وفي 20 يناير كانون الثاني، قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن واشنطن نصحت أوكرانيا بتأجيل شن هجوم كبير حتى تصل أحدث إمدادات الأسلحة الأمريكية وتوفير التدريب اللازم.
واجتمع ممثلون للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الأربعاء لمناقشة فرض مجموعة جديدة من العقوبات على روسيا والتي قالت رئيسة المفوضية الأوروبية إنها قد تفضي لخسائر تجارية تصل إلى 11 مليار يورو (11.8 مليار دولار).
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن تزويد أوكرانيا بمقاتلات سيُطرح حتما للنقاش لكنه ليس محور التركيز في الوقت الراهن وأضاف أنه يساند زيادة الإنفاق العسكري المستهدف لحلف شمال الأطلسي.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس يوم الأربعاء إن الحلفاء الغربيين يمكنهم مساعدة أوكرانيا بسرعة أكبر من خلال دعم موقفها على الأرض بدلا من التركيز على إمدادها بالطائرات.
وتقول موسكو، التي تصف غزوها أوكرانيا بأنه "عملية عسكرية خاصة" للقضاء على تهديدات أمنية، إن حلف الأطلسي يؤكد عمليا ويوميا عداءه لروسيا وأصبح أكثر تورطا في الصراع.
وتقول كييف وحلفاؤها إن الغزو الروسي يهدف إلى الاستيلاء غير المبرر على الأراضي.
وتسيطر روسيا حاليا على مساحات شاسعة من منطقتي خيرسون وزابوريجيا في الجنوب بما يشمل المفاعل النووي هناك كما تسيطر تقريبا على كل لوجانسك وعلى نحو نصف دونيتسك.
وفي العام الماضي، أعلنت روسيا من جانب واحد ضم المناطق الأربعة في خطوة نددت بها أغلب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بوصفها غير قانونية.
وقال رئيس الإدارة المُعين من روسيا في منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا يوم الأربعاء إن موسكو تعتزم استعادة السيطرة على التجمعات السكنية في خاركيف التي خسرتها أمام كييف العام الماضي.
وذكر تقرير مدعوم من الولايات المتحدة ونشر يوم الثلاثاء أن روسيا احتجزت ستة آلاف طفل أوكراني على الأقل في معسكرات في شبه جزيرة القرم بهدف إعادة تأهيلهم سياسيا فيما يبدو، ورجح التقرير أن العدد أكبر بكثير.
وقالت السفارة الروسية في واشنطن إن موسكو قبلت أطفالا اضطروا للفرار مع أسرهم من القصف في أوكرانيا.
(إعداد مروة سلام وسلمى نجم للنشرة العربية - تحرير سها جادو)