سول (رويترز) - أطلقت كوريا الشمالية صاروخا باليستيا طويل المدى سقط في البحر قبالة ساحل اليابان الغربي يوم السبت، بعد أن هددت برد قوي على مناورات عسكرية وشيكة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وقالت السلطات اليابانية إن الصاروخ سقط داخل المنطقة الاقتصادية لليابان بعد مرور ما يزيد على ساعة من إطلاقه، مما يشير إلى أنه من أكبر الصواريخ التي تطلقها كوريا الشمالية.
ويأتي الإطلاق الصاروخي الأول لكوريا الشمالية منذ الأول من يناير كانون الثاني بعد أن هددت بيونجيانج يوم الجمعة برد "متواصل وقوي بشكل غير مسبوق" في وقت تستعد فيه كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لإجراء مناورات عسكرية سنوية ضمن جهود لدرء تهديدات كوريا الشمالية النووية والصاروخية المتزايدة.
وندد البيت الأبيض بشدة بإطلاق كوريا الشمالية للصاروخ وقال إنه سيتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
وذكر بيان صادر عن أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أن الصاروخ "يثير التوتر بلا داع ويهدد بزعزعة استقرار الوضع الأمني في المنطقة".
وقالت القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادي إن الصاروخ لم يشكل تهديدا لحظيا للولايات المتحدة أو حلفائها.
وأطلقت كوريا الشمالية المسلحة نوويا عددا لم يسبق له مثيل من الصواريخ العام الماضي من بينها صواريخ باليستية عابرة للقارات يمكن أن تضرب أي موقع في الولايات المتحدة، كما استأنفت الاستعدادات لإجراء أول تجربة نووية لها منذ عام 2017.
وقال الجيش الكوري الجنوبي إن صاروخ يوم السبت بعيد المدى أطلق من منطقة سونان بالقرب من بيونجيانج. ويوجد في سونان مطار بيونجيانج الدولي الذي أجرت فيه كوريا الشمالية معظم تجاربها الأخيرة للصواريخ البالستية العابرة للقارات.
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في إفادة صحفية إن اليابان نددت بشدة بإطلاق الصاروخ وقدمت احتجاجا قويا، واصفا الإطلاق بأنه تهديد للمجتمع الدولي.
ورغم أن برامج الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية لكوريا الشمالية محظورة بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي، تقول بيونجيانج إن تطوير أسلحتها ضروري لمواجهة "السياسات العدائية" لواشنطن وحلفائها.
وقالت وزارة الدفاع في سول إنه من المقرر إجراء تدريبات نووية يطلق عليها تدريبات المحاكاة للجنة استراتيجية الردع في 22 فبراير شباط في مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وسيشترك فيها كبار صناع السياسة الدفاعية من الجانبين.
وتخطط الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أيضا لإجراء مجموعة من التدريبات الميدانية الموسعة، منها تدريبات بالذخيرة الحية، في الأسابيع والأشهر المقبلة.
ويتمركز نحو 28500 جندي أمريكي في كوريا الجنوبية كإرث من الحرب الكورية 1950-1953 التي توقفت بهدنة وليس معاهدة سلام كاملة، مما يجعل البلدين في حالة حرب من الناحية الفنية.
وأظهر مقطع مصور نشرته وسائل إعلام حكومية عرضا عسكريا في التاسع من فبراير شباط، مشيرة إلى أنه من المحتمل أن تكون بيونجيانج أنشأت وحدة عسكرية مكلفة بتشغيل صواريخ باليستية جديدة عابرة للقارات في إطار أحدث إعادة هيكلة للجيش.
(إعداد أميرة زهران ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير مروة سلام ومحمد علي فرج)