من حميرة باموق
قاعدة إنجرليك الجوية(تركيا) (رويترز) - أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأحد تقديم مزيد من المساعدات لتركيا قائلا إن واشنطن ستقدم دعما طويل الأمد لأنقرة في سعيها لإعادة بناء المناطق التي تضررت من الزلزال الذي وقع في الشهر الجاري.
وهز زلزال بقوة 7.8 درجة جنوب شرق تركيا وسوريا المجاورة في السادس من فبراير شباط مما أدى إلى مقتل أكثر من 45 ألف شخص وتشريد أكثر من مليون آخرين إلى جانب تكلفة اقتصادية من المتوقع أن تصل إلى مليارات الدولارات.
ووصل بلينكن إلى قاعدة إنجرليك الجوية يوم الأحد في زيارة رسمية يبحث خلالها سبل تقديم واشنطن المزيد من المساعدات لأنقرة.
وانطلق بلينكن في جولة بالهليكوبتر بصحبة نظيره التركي مولود جاويش أوغلو من قاعدة إنجرليك لرصد الدمار الذي خلفه الزلزال في إقليم هاتاي جنوب البلاد، وهو أحد أكثر المناطق تضررا.
وأدلى بلينكن بحديث للصحفيين من القاعدة التي تستخدمها واشنطن مقرا فعليا لجهودها الإغاثية، قائلا "سيتطلب الأمر جهدا طويل الأمد".
وأوشكت عمليات البحث والإغاثة على الانتهاء بعد أسبوعين تقريبا من حدوث الزلزال، لكن بلينكن قال إن الولايات المتحدة ستواصل تقديم المساعدات.
وقال "عندما ترى حجم الضرر، وعدد المباني، وعدد الشقق، وعدد المنازل التي دُمرت، فستدرك أن إعادة البناء سيتطلب جهودا مضنية، لكننا ملتزمون بدعم تركيا في هذا المسعى".
وأضاف "الشيء الأكثر أهمية الآن هو تقديم المساعدة للأفراد... ببساطة، الولايات المتحدة هنا".
وأرسلت الولايات المتحدة منذ حدوث الكارثة فريق بحث وإنقاذ إلى تركيا وإمدادات طبية ومعدات لتكسير الخرسانة وتمويلا إضافيا بقيمة 85 مليون دولار كمساعدات إنسانية تغطي سوريا أيضا.
وأضاف بلينكن أن الرئيس جو بايدن يعتزم الموافقة على تخصيص 50 مليون دولار من صندوق مساعدة اللاجئين والهجرة في حالات الطوارئ بعد الزلزال الذي ضرب البلدين.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن إجمالي المساعدات الإنسانية الأمريكية لدعم الاستجابة للزلزال في تركيا وسوريا بلغت 185 مليون دولار بعد تخصيص الوزارة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 50 مليون دولار إضافية.
* زيارة طال انتظارها
من المقرر أن يجري بلينكن المزيد من المحادثات الثنائية مع جاويش أوغلو في أنقرة غدا الاثنين. وقالت مصادر مطلعة إن من المتوقع أيضا أن يلتقي بلينكن مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وكان يجري الإعداد لأولى زيارات بلينكن لتركيا منذ بعض الوقت لكنها تأتي بعد عامين من توليه منصبه في تناقض واضح مع بعض وزراء الخارجية السابقين الذين زاروا تركيا في غضون أول ثلاثة أشهر من توليهم المنصب ومن بينهم هيلاري كلينتون وريكس تيلرسون.
ويقول محللون إن هذا التأخير يشير إلى توتر العلاقة بين البلدين والتي تدهورت على نحو خاص منذ عام 2019 عندما حصلت أنقرة على أنظمة دفاع صاروخي روسية.
ويقول خبراء إنه على الرغم من إشادة الولايات المتحدة بتركيا لبعض أفعالها خلال الغزو الروسي لأوكرانيا فإنها لا تزال قلقة بشأن علاقتها الوثيقة مع موسكو.
ومن المتوقع أن تتناول المباحثات بين واشنطن وأنقرة مساعي السويد وفنلندا المتعثرة للانضمام لحلف شمال الأطلسي والتي ترفض تركيا حتى الآن التصديق عليها قائلة إن ستوكهولم على وجه الخصوص توفر مأوى لمن تصفهم أنقرة بأنهم أعضاء في جماعات إرهابية.
وقال أردوغان الشهر الماضي إنه مستعد للتصديق على طلب هلسنكي فحسب.
وتقدمت السويد وفنلندا العام الماضي بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعد غزو روسيا لأوكرانيا ولكنهما واجهتا اعتراضات غير متوقعة من تركيا وتسعيان منذ ذلك الحين لكسب دعمها.
وتريد أنقرة من هلسنكي وستوكهولم على وجه الخصوص اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية وضد جماعة أخرى تنحي باللوم عليها في محاولة الانقلاب عام 2016.
(إعداد أحمد صبحي ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)