من كلوداغ كيلجوين وهنريت شقر وماركو تروجيلو
أنطاكية/كهرمان مرعش (تركيا) (رويترز) - قالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية إن قافلة من 14 شاحنة تابعة لها دخلت شمال غرب سوريا يوم الأحد للمساهمة في عمليات الإغاثة من الزلزال مع تنامي المخاوف من تعذر دخول المنطقة التي تمزقها الحرب.
ويضغط برنامج الأغذية العالمي على السلطات في تلك المنطقة من سوريا للكف عن منع الدخول مع سعيها لمساعدة مئات الآلاف في أعقاب الزلزال المدمر الذي هز المنطقة يوم السادس من فبراير شباط.
وقال ديفيد بيزلي مدير برنامج الأغذية العالمي لرويترز على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن يوم السبت إن الحكومتين السورية والتركية تتعاونان على نحو جيد جدا لكن عمليات البرنامج تتعثر في شمال غرب سوريا.
كان البرنامج قد قال الأسبوع الماضي إن مخزوناته هناك تنفد ودعا إلى فتح المزيد من المعابر الحدودية مع تركيا.
وفي سوريا التي تعاني ويلات الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات، سقط العدد الأكبر من القتلى في شمال غرب البلاد الذي تسيطر عليها جماعات المعارضة المسلحة المناهضة للرئيس بشار الأسد مما عقد جهود توصيل المساعدات للناس.
وفي تلك الأثناء، تشرف جهود الإنقاذ في المناطق المنكوبة بالزلزال في تركيا على نهايتها يوم الأحد في وقت ينحصر فيه دعاء الكثيرين على تسلم جثث لتشييعها.
وقال أكين بوزكورت الذي يشغل جرافة تحاول إزالة ركام مبنى منهار في مدينة كهرمان مرعش "هل تتوجه بالدعاء لتجد جثة؟ نحن ندعو بذلك... لتسليم الجثة للأسرة".
وتابع قائلا "تنتشل جثة من تحت أطنان الأنقاض. والأسر تنتظر بأمل... يريدون تشييع الموتى ويريدون قبرا لذويهم".
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد وصل إلى تركيا يوم الأحد في زيارة رسمية يناقش خلالها سبل تقديم واشنطن المزيد من المساعدات لأنقرة التي تبذل جهودا مضنية في التعامل مع آثار الزلزال المدمر.
وأدى الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة وهز مناطق في جنوب شرق تركيا وسوريا المجاورة إلى مقتل أكثر من 46 ألف شخص وتشريد ما يربو على مليون، فضلا عن خسائر مادية من المتوقع أن تصل إلى مليارات الدولارات.
وقال يونس سيزر مدير إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) إن معظم جهود البحث والإنقاذ ستنتهي مساء الأحد.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى بعدما تبين أن نحو 345 ألف شقة في تركيا دُمرت ومع اعتبار الكثيرين في عداد المفقودين.
ولم تفصح تركيا ولا سوريا عن عدد المفقودين بعد الزلزال.
وفي ظل جهود اللحظة الأخيرة لانتشال الناس من تحت الأنقاض بعد 12 يوما من الزلزال، بدأت فرق إنقاذ مساء أمس السبت في إزالة الحطام بأيديهم في أحد المواقع بأنطاكية.
وقال منقذون إن كلاب البحث والكاميرات الحرارية رصدت علامات على وجود شخصين على قيد الحياة لكن الفرق ألغت مهمة الإنقاذ بعد منتصف الليل وبعد بدء العملية بثماني ساعات.
وقال مجدت أردوغان، عضو آفاد، بينما تغطي الأتربة وجهه "ليس هناك أي أحد على قيد الحياة... لا أعتقد أنه يمكننا إنقاذ أحد بعد الآن".
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 26 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية في تركيا وسوريا.
(شارك في التغطية إزجي إركويون وإيجي توكساباي وتوم بيري وعبير الأحمر وجوناثان سبايسر وصهيب سالم وجون أيريش - إعداد سلمى نجم ومروة غريب ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين ومحمد علي فرج)