من جوناثان لانداي
ميونيخ (ألمانيا) (رويترز) - قال مشرعون إن مسؤولين أوكرانيين طالبوا أعضاء الكونجرس الأمريكي بالضغط على إدارة الرئيس جو بايدن لإرسال مقاتلات إف-16 إلى كييف، وأكدوا أن من شأن تلك الطائرات تعزيز قدرة أوكرانيا على ضرب وحدات الصواريخ الروسية بصواريخ أمريكية الصنع.
وجاءت المطالبات مطلع الأسبوع على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن خلال محادثات بين مسؤولين أوكرانيين، من بينهم وزير الخارجية دميترو كوليبا، وأعضاء ديمقراطيون وجمهوريون من مجلسي الشيوخ والنواب.
وقال السناتور مارك كيلي لرويترز مساء يوم السبت "أخبرونا بأنهم يريدون (طائرات إف-16) لسحق الدفاعات الجوية للعدو ليتسنى لهم إطلاق مسيّراتهم" خلف خطوط المواجهة الروسية. ومارك كيلي هو رائد فضاء سابق حلق بمقاتلات تابعة للبحرية الأمريكية في معارك.
وكان بايدن رد بكلمة "لا" حينما سُئل الشهر الماضي إن كان سيوافق على طلب أوكرانيا بإرسال طائرات إف-16 من تصنيع لوكهيد مارتن (NYSE:LMT).
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأحد إنه يتعين على الولايات المتحدة التركيز على توفير الأسلحة التي يمكن استخدامها فورا في ساحة المعركة بدلا من الطائرات المقاتلة التي تتطلب تدريبات مكثفة.
وأضاف في برنامج على شبكة إيه.بي.سي التلفزيونية "يجب أن ينصب التركيز على ما سيتمكنون من استخدامه بفعالية خلال الأشهر القليلة القادمة، وليس السنوات القليلة المقبلة".
وتضافرت أربعة وفود من مجلسي الشيوخ والنواب فيما وصفه الأعضاء بأنه أكبر عدد من المشرعين الأمريكيين لحضور أبرز مؤتمر أمني في أوروبا منذ بدئه عام 1963، مما يدل على دعم المجلسين الواضح لأوكرانيا.
ويركز المؤتمر بشكل خاص على الوضع في أوكرانيا، كما أنه يأتي قبل أيام من الذكرى الأولى للغزو الروسي لها، الذي بدأ في 24 فبراير شباط الماضي. وانخرطت القوات الروسية والأوكرانية في معارك طاحنة منذ ذلك الوقت، معظمها في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، بعد سلسلة من الهزائم الروسية.
وقال كيلي وثلاثة مشرعين تحدثوا إلى رويترز بشأن مشاوراتهم مع المسؤولين الأوكرانيين إنهم يعتقدون أن الدعم يتزايد في الكونجرس لتزويد أوكرانيا بطائرات إف-16، وهي واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة متعددة الأدوار في العالم.
وأجرت القوات الجوية الأوكرانية تعديلات على صواريخ جو أرض طراز إيه.جي.إم-88 هارم أمريكية الصنع لإطلاقها من طائرات ميج-29 التي يعود تصميمها إلى الحقبة السوفيتية.
ونقل المشرعون الأمريكيون عن الأوكرانيين قولهم إن الطيارين في كييف يمكن أن يستهدفوا بفعالية أكبر منظومتي صواريخ الدفاع الجوي الروسية إس-300 وإس-400 بصواريخ إيه.جي.إم-88 إذا ما أُطلقت باستخدام إلكترونيات الطيران الأكثر تطورا المتاحة في مقاتلات إف-16.
وقال كيلي "أكدوا أنهم بحاجة إلى تلك الطائرات من أجل ردع دفاعات العدو الجوية... ربما يرون أنهم يمكنهم القيام بعمل أفضل فيما يتعلق بتدمير أنظمة إس-400".
وأضاف أنه يمكن للطيارين الأوكرانيين تعلم "عدد محدود من الأشياء...في غضون بضعة أشهر" نظرا لأن الإلمام بجميع قدرات مقاتلات إف-16 سيستغرق على الأقل عاما من التدريب.
ويتزايد الدعم من جانبي المحيط الأطلسي لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة متطورة متوافقة مع معايير حلف شمال الأطلسي. وتقول بريطانيا إنها ستوفر التدريب للقوات الأوكرانية.
ولكن الجانبين ما زالا في حالة تردد بشأن استخدام قوتهما الجوية بطريقة جوهرية منذ بدء الحرب.
وقال السناتور الجمهوري ليندسي جراهام إن المشرعين الأمريكيين يدعمون للغاية تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات إف-16، مشيرا إلى أنه يعتقد أن إدارة بايدن ستوافق على القيام بذلك قريبا.
وأضاف أنه لا يخشى أن يؤدي استخدام طائرات إف-16 إلى تصعيد حدة الصراع بين روسيا وأوكرانيا. وقال على شبكة إيه.بي.سي "لا تقلقوا من استفزاز بوتين، بل اقلقوا من ضربه".
وتأتي المطالبات بتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة متطورة في أعقاب اتفاقيات أبرمتها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا الشهر الماضي لتزويد كييف بدبابات قتال حديثة.
وقدمت واشنطن نحو 30 مليار دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا منذ بداية ما تسميه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة".
(إعداد محمد أيسم ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)