💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

"لا أنام".. أشباح الخوف تطارد سكان أنطاكية التركية بعد ثالث زلزال

تم النشر 21/02/2023, 17:55
© Reuters. امرأة تتلقى رعاية طبية بعد وقوع زلزال في أنطاكيا في إقليم هاتاي في تركيا يوم الاثنين. تصوير: كلودا كيلكوين- رويترز.

من هنريت شقر وعلي كوتشك جوتشمن

أنطاكية (رويترز) - كانت‭‭‭ ‬‬‬هافا تونجاي تعيش في خيمة في وسط مدينة أنطاكية التركية حين وقع زلزال جديد مساء يوم الاثنين. وكانت أصلا تواجه صعوبات في النوم بعد أن حولتها الهزات الزلزالية السابقة هي وأطفالها إلى مشردين بلا مأوى منذ أسبوعين.

وقالت لرويترز خارج خيمتها "لا أستطيع النوم ليلا. هل سيحدث نفس الشيء هل سنشهد زلزالا آخر؟ نحن خائفون جدا. لم أنم منذ أسبوع".

وبعد دقائق، بدأت الأرض تميد تحت قدميها، وسقط الموقد الذي كان عليه إبريق شاي يغلي.

واهتزت بعنف المباني المتضررة القليلة التي نجت من الهزات السابقة قبل أسبوعين، وسقط مزيد من واجهاتها.

تصاعد الغبار من الأرض مع تحطم الخرسانة والطوب، مما أثار سحابة داكنة في الهواء أعاقت الرؤية. وظلت بعض المباني المحيطة بالمتنزه ينبعث منها صرير التصدع بعد دقائق من وقوع الزلزال.

تعالت الصرخات وارتفعت الأصوات بالتكبير في المخيم المقام بالمتنزه المركزي.

وحين استبد الخوف بالناس لاذوا بالفرار بعضهم بلا أحذية.

وأمسك البعض بأطفالهم وزوجاتهم واحتضنوهم بشدة، وركض البعض بلا حول ولا قوة. ووقع آخرون على الأرض.

وهربت هافا (33 عاما)، وهي أم لثلاثة أطفال وبلا زوج، أولا من خيمتها وهي تصرخ وتبكي. وخرت على الأرض، وكادت تفقد الوعي. فالخوف الذي منعها النوم ليلا أسبوعين قد تجسد الآن وصار حقيقة تعيشها وتكابد مرارتها.

وركض محمد أوسلو (18 عاما)، ابن هافا، وسكان آخرون إليها محاولين مواساتها. قالت "قلبي يخفق بشدة".

وطلب منها عمال الإغاثة الذين انتشروا في المتنزه لتفقد الناس أن تجلس وتهدأ وتشرب بعض الماء. لكن قلبها كان في مكان آخر فقد كانت تريد الاطمئنان على ابنتيها اللتين مكثتا مع جدتهما في قرية مجاورة طوال الليل حتى يتمكنا من الاستحمام.

وأخبر محمد شقيقتيه عبر الهاتف ألا يدخلوا أي مبنى. وردت واحدة منهن قائلة "حدث زلزال وخرجنا" وأضافت أن الكهرباء انقطعت.

وقالت هافا إنها ستغادر المدينة وتذهب إلى أدرنة على الحدود الشمالية الغربية لتركيا على بعد 1350 كيلومترا.

وقالت لابنتها "سأصطحبك وسنغادر". فأجابت الابنة "إلى أين نذهب؟ ألن يكون هناك زلزال؟ سيقع زلزال هناك أيضا".

وشاهدت رويترز يوم الثلاثاء هافا مع محمد وابنتيها خارج وسط مدينة أنطاكية وهم يستقلون حافلة تنقلهما إلى أدرنة مجانا.

وقالت هافا لرويترز "أعاني من صداع شديد.. رأيتم كيف كنا بالأمس".

وشعر مراد فورال، وهو حداد يبلغ من العمر 47 عاما، كان في المخيم يوم الاثنين، أن الزلزال كما لو أنه القيامة. وقال "بالنسبة لي هذه واحدة من علامات الساعة. شعرت أننا سنموت، وأننا سندفن هنا".

© Reuters. امرأة تتلقى رعاية طبية بعد وقوع زلزال في أنطاكيا في إقليم هاتاي في تركيا يوم الاثنين. تصوير: كلودا كيلكوين- رويترز.

واتصل بصديقه بعد وقت قصير من وقوع الزلزال يوم الاثنين ليخبره أن عليهما مغادرة المدينة أيضا.

وقال "هذا لم يعد مكانا يمكننا البقاء فيه. نحن قلقون على حياتنا في أغلب الوقت. الموت راحة للجميع لكن الحياة جميلة أيضا".

(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.