💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

أنطاكية التركية تتحول إلى مدينة أشباح بعد الزلازل

تم النشر 23/02/2023, 01:50
© Reuters. Emergency workers search through rubble for the bodies of a mother and child, in the aftermath of a deadly earthquake, in Antakya, Hatay province, Turkey, February 21, 2023. REUTERS/Clodagh Kilcoyne
USD/TRY
-

من علي كوتشوك جوتشمن وهنريت شقر

(أنطاكية) تركيا (رويترز) - اصطفت الشاحنات وسيارات الطوارئ والحفارات في الشوارع المهجورة بمدينة أنطاكية التركية ليل الثلاثاء، بعد أن أدى ثالث زلزال كبير في أسبوعين إلى تسريع حركة الهجرة الجماعية من المدينة التي كانت ذات يوم تنبض بالحياة.

وفي الشوارع حالكة الظلام، تكشف المصابيح الأمامية للسيارات عن أكوام الحطام وإطارات النوافذ المكسورة والحديد المتشابك. وانعكست الأضواء الساطعة باللونين الأحمر والأزرق الصادرة من المركبات العسكرية وسيارات الشرطة على الواجهات المشوهة للمباني المائلة.

ترددت أصداء أصوات الحفارات وهي تنثر الحطام في الشوارع بينما كانت الشرطة والجنود والمنقذون ينظرون إليها من أماكنهم حول مواقد صغيرة على الأرصفة المتصدعة. ومن حين لآخر، يتوقف الحفر لكي يبحث عمال الطوارئ عن جثامين يحتمل وجودها في المكان.

وقال محمد آي، وهو ناج من الزلازل يبلغ من العمر 50 عاما وهو أحد السكان القلائل الباقين في أنطاكية "لقد ذهب الجميع" .

وأضاف "ماتوا أو فروا".

ومن بعيد، تظهر المدينة بصورة مناقضة لما كانت عليه بمبانيها الشاهقة في السابق.

وسقطت أجزاء من ضفاف النهر في المياه، فيما أغلق الجنود الجسور التي لحقت بها أضرار.

وتحطمت لوحات الإعلانات على الأرض وتحولت اللافتات المتناثرة وسط الأنقاض إلى شواهد على المتاجر التي كانت تملأ الشوارع المزدحمة.

وقال آي "كانت شوارعنا جنة.. في ليلة واحدة أصاب الدمار كل شيء".

لاذ آي وزوجته فاطمة وابنتهما بأحد المخيمات التي أقيمت لتوفير مأوى مؤقت لمن فقدوا منازلهم. وغطى صوت مولد كهربائي على ثرثرة المتجمعين حول مواقد الحطب خارج الخيام.

وقال "لا يمكننا مغادرة المخيم.. من الصعب أن تتجول لأن الخطر في أي مكان تذهب إليه. المباني خطيرة. من الممكن أن ينهار عليك مبنى قبل أن تتعرف على وجوده".

وفي وقت سابق، مع غروب الشمس فوق ساحة بجوار مجلس المدينة، اصطف الجنود والمتطوعون والناجون عند شاحنات الطعام لتناول العشاء والشاي.

وعند مفترق للطرق، لا يزال تمثال لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك على حصان يشب على ساقيه الخلفيتين موجودا في مكانه. وأسفله مباشرة، تحطمت على الأرض لوحة رخامية تحمل اقتباسا شهيرا له.

قال سليم فواخرجي، الذي يعمل في غسل الأطباق ويبلغ من العمر 57 عاما ويعيش في أنطاكية منذ 12 عاما بعد فراره من سوريا "الكارثة حلت بنا جميعا". وقالت زوجته ولاء "الغني والفقير على حد سواء".

ونجا الزوجان وابنتاهما وابنهما من زلزال السادس من فبراير بالزحف عبر صدع صغير في الأنقاض. ولم ينجُ أكبر أبنائهما.

قال فواخيرجي إن الأسرة لا تنوي مغادرة المدينة المهجورة. وأضاف "منحنا الله جميعا حياة أخرى ما عدا ابني. لماذا المجازفة الآن؟".

وقال آي أيضا إنه يعتزم البقاء.

© Reuters. رجال إنقاذ يبحثون في الركام عن جثماني أم وطفلها عقب الزلزال بمدينة أنطاكية بتركيا يوم 21 فبراير شباط 2023. تصوير: كلودا كيلكوين – رويترز.

وأضاف آي وهو عامل بناء "سيستغرق الأمر وقتا طويلا.. سيستغرق سنوات..  لكننا سنعيد بناءها".

"إن شاء الله تكون أفضل مما كانت عليه".

(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير مروة سلام)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.