من غيداء غنطوس
دبي (رويترز) - قالت سلطنة عُمان إن جميع شركات الطيران المدني يمكنها عبور مجالها الجوي بدءا من يوم الخميس، لتنضم السلطنة إلى المملكة العربية السعودية المجاورة في توفير ممر لشركات الطيران الوطنية لإسرائيل التي لا تعترف بها أي من الدولتين الخليجيتين رسميا.
وأشاد زعماء إسرائيليون بالإعلان باعتباره مكسبا للطيران المدني إلى آسيا وأستراليا لكنه ليس علامة على أي انفراجة في الدبلوماسية الثنائية مع مسقط.
وكتب إيلي كوهين، وزير خارجية إسرائيل، على تويتر قائلا "خطوة عظيمة أخرى نحو التكامل الإقليمي... هذا بالتأكيد يوم احتفال لإسرائيل".
وتأمل إسرائيل أن تنضم عُمان إلى اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة، وبموجبها أقامت إسرائيل أو عززت علاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب في عام 2020.
وصحيح أن المملكة العربية السعودية ما زالت بعيدة عن الاتفاقيات، لكنها دعمتها ضمنيا من خلال السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق فوقها في طريقها إلى أبو ظبي أو دبي أو المنامة.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في شهر يوليو تموز أن الرياض ستسمح بعبور الطيران المدني الإسرائيلي دون قيود. لكن التنفيذ ظل معلقا بموافقة عُمان، حيث يمتد الممر السعودي فوق أراضيها على الطرق الشرقية.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض "هذه الخطوة التاريخية تكمل عملية بدأت العام الماضي خلال زيارة الرئيس بايدن لمنطقة الشرق الأوسط".
ومضى المتحدث يقول "لأول مرة في التاريخ، سيتمكن المسافرون من وإلى إسرائيل الآن من السفر على طرق مباشرة بين إسرائيل وآسيا ونقاط بينهما".
وكتبت هيئة الطيران المدني العمانية في تغريدة على حسابها على تويتر تقول "إنفاذا للمتطلبات الدولية والمحلية بعدم التمييز بين الطائرات المدنية في المعاملة، فإن هيئة الطيران المدني تؤكد بأن أجواء سلطنة عمان مفتوحة أمام جميع الناقلات الجوية التي تستوفي شروط عبور الأجواء العمانية".
وقال كوهين إن الممر سيقلص الوقت المستغرق في الرحلات أكثر من ساعتين بين بعض الوجهات في آسيا وإسرائيل. وقالت شركة العال الإسرائيلية إنها ستدرس الآن فتح طرق جديدة إلى أستراليا واستئناف الرحلات إلى الهند.
واستقبلت سلطنة عُمان قادة إسرائيليين على مدار سنوات. لكن مسقط، مثل الرياض، تقول إن أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل يتطلب إحراز تقدم في مسعى إقامة الدولة الفلسطينية المتعثر منذ فترة طويلة.
وقال وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي في مقابلة مع صحيفة لو فيجارو اليومية في مايو أيار، نشر نصها على موقع وزارة الخارجية العُمانية على الإنترنت "ما زلنا نعتقد أنه لا يمكن تحقيق تسوية نهائية ودائمة وعادلة للقضية الفلسطينية إلا على أساس حل الدولتين. وللقيام بذلك، يجب أن تشمل الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، وهو ما لا ينطبق على اتفاقات إبراهيم".
وأضاف "السلام الاقتصادي وحده لن ينجح".
(تغطية إضافية من نيرة عبد الله من دبي وستيف هولاند من واشنطن ودان وليامز وآري رابينوفيتش من القدس - إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)