من أندرو جراي وجوني كوتون وسابين سيبولد
بروكسل (رويترز) - قال ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، يوم الخميس إن الحرب في أوكرانيا يتعين أن تنهي "دورة العدوان الروسي" التي تعود إلى أبعد بكثير من الغزو الذي شنته موسكو قبل عام.
وفي مقابلة مع رويترز عشية الذكرى السنوية الأولى لهجوم موسكو، قال ستولتنبرج إن الغزو جزء من نمط يشمل العمل العسكري الروسي في جورجيا عام 2008 ودونباس وشبه جزيرة القرم في أوكرانيا عام 2014.
وأضاف ستولتنبرج "لا نعرف متى ستنتهي الحرب. لكن ما نعرفه هو أنه عندما تنتهي الحرب، يتعين علينا أن نتأكد من أن التاريخ لا يعيد نفسه".
وأردف لرويترز في مقر حلف شمال الأطلسي في ضواحي بروكسل "يتعين علينا التأكد من أننا نكسر دائرة العدوان الروسي. ويتعين علينا منع روسيا من تقويض الأمن الأوروبي".
وقال إن هذا يعني أن نتأكد أن "أوكرانيا لديها قدرات عسكرية وقوة لردع مزيد من العدوان".
وتابع ستولتنبرج أنه بخلاف تزويد أوكرانيا بالأسلحة للمساعدة في دحر الغزو الروسي، بدأ أعضاء الحلف أيضا في التحدث إلى كييف حول شراكة طويلة الأمد.
ويتضمن هذا مساعدة كييف في تحديث مؤسساتها الدفاعية والأمنية وتجاوز عتاد ومعتقدات ومعايير الحقبة السوفيتية إلى نظيراتها في حلف شمال الأطلسي.
وأرسلت روسيا عشرات الآلاف من القوات عبر حدودها إلى أوكرانيا العام الماضي فيما وصفته بأنه "عملية عسكرية خاصة" قائلة إنها استهدفت التصدي لتهديدات لأمنها.
ودأبت موسكو على تفنيد حجج الغرب وكييف وتفليس بشأن أعمالها العسكرية، قائلة إنها تدخلت في جورجيا لحماية الناس في المناطق المتنازع عليها هناك.
ونفت دعمها للانفصاليين في منطقة دونباس الأوكرانية في 2014 وقالت إن ضمها لشبه جزيرة القرم حظي بدعم استفتاء تقول كييف والغرب إنه ينتهك الدستور الأوكراني والقانون الدولي.
* "تجربة لا تصدق"
في إشارة إلى اليوم الذي أرسل فيه الرئيس فلاديمير بوتين القوات الروسية إلى أوكرانيا العام الماضي، قال ستولتنبرج إن الأهمية الكبرى لهذه اللحظة باتت واضحة على الفور.
وعلى الرغم من أن الحلف قد تلقى تحذيرات استخباراتية وتبادلها على نطاق واسع بأن موسكو ستغزو، لكن ستولتنبرج قال إنها ما زالت "تجربة لا تصدق" أن نرى "أكثر من 100 ألف جندي يدخلون دولة ديمقراطية وحرة ومستقلة في أوروبا".
وقال ستولتنبرج (63 عاما)، رئيس وزراء النرويج السابق والذي يتولى منصبه الحالي منذ 2014 "هذه الآن أكبر أزمة أمنية، أكبر حرب نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية".
وأضاف "لقد أدركنا جميعا في ذاك اليوم أنه كان هناك أوروبا، وكان هناك عالم، قبل 24 فبراير شباط وعالم بعده".
ودعم الحلف بقيادة الولايات المتحدة أوكرانيا بمليارات الدولارات من الأسلحة والذخيرة وعزز إيقاع تزويدها بأنظمة أسلحة متطورة مع استمرار الحرب.
وأرسل الحلف آلاف الجنود الإضافيين إلى أوروبا الشرقية خشية أن تصبح هدف موسكو التالي.
وقال ستولتنبرج إن أعضاء الحلف يعملون على دعم أوكرانيا ومنع تصاعد الصراع إلى "حرب كاملة بين روسيا والحلف".
وأضاف "هذا هو سبب تعزيز وجودنا العسكري بشكل كبير في الجزء الشرقي من الحلف، لإرسال رسالة شديدة الوضوح لموسكو مفادها أن هجوما على أحد الحلفاء سيؤدي إلى رد من الحلف برمته".
وأردف "هذا ليس لإثارة صراع بل لمنع الصراع وحفظ السلام وإزالة أي مجال لسوء التقدير في موسكو".
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)