💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

رجل في الأخبار-أردوغان يعلق آماله الانتخابية على إعادة بناء تركيا بعد الزلزال

تم النشر 24/02/2023, 17:24
© Reuters. أردوغان خلال زيارة لإقليم هاتاي التركي يوم 20 فبراير شباط 2023.. صورة من الرئاسة الأوكرانية محظور إعادة بيعها أو وضعها في أرشيف.
USD/TRY
-

من أورهان جوشكون ودارين باتلر

أنقرة (رويترز) - صعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السلطة قبل 20 عاما بينما كانت تركيا تنهض بعد مشكلتين عويصتين متمثلتين في استشراء التضخم وزلزال مميت، وقطع على نفسه وعدا حينها ببدء عصر جديد من الأداء الحكومي السليم بعد اتهام الحكومة الائتلافية في ذلك الوقت بسوء إدارة الأزمتين.

وفي الوقت الذي يسعى فيه أردوغان لتمديد فترة حكمه إلى عقد ثالث، يلقي المعارضون باللوم عليه في زيادة حدة التضخم مجددا والسماح لمقاولي البناء بانتهاك اللوائح المتعلقة بالزلازل التي كان من الممكن أن تنقذ المزيد من الأرواح.

وتمثل الانتخابات المقرر تنظيمها في يونيو حزيران، إذا قررت السلطات إجراءها في منطقة الزلزال بجنوب تركيا حيث شُرد الملايين، أصعب اختبار انتخابي لأردوغان حتى الآن.

وتولى حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية مقاليد السلطة عام 2002 وسط أزمة مالية وبعد انهيار حكومة ائتلافية واجهت انتقادات شديدة بسبب طريقة تعاملها مع زلزال مدمر وقع عام 1999.

ومنذ الزلزال الأخير، زار أردوغان (68 عاما) عدة مدن مدمرة ووعد بإعادة إعمارها ومحاسبة مقاولي البناء بسبب عدم امتثالهم للوائح الأمان في المباني.

لكن هذا قد لا يكون كافيا لإقناع الناجين الغاضبين الذين تحولت منازلهم إلى أنقاض في الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة وأودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص.

وانتقد الناجون من الزلزال الاستجابة البطيئة للغاية لفرق الإنقاذ في أعقاب الزلزال.

وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال قليجدار أوغلو، الذي من المحتمل أن ينافس أردوغان في الانتخابات الرئاسية، إن الضرر الناجم عن الزلزال سببه "سياسات التربح الممنهجة" خلال عقدين من حكم أردوغان.

وأضاف "إذا كان هناك أي شخص مسؤول عن هذا فهو أردوغان. هذا الحزب الحاكم فشل لمدة 20 عاما في تجهيز البلاد لزلزال".

وقال مسؤولون إن أردوغان الذي سيبلغ عامه التاسع والستين يوم الأحد فكر في تأجيل الانتخابات لكنه يفضل الآن المضي قدما.

وأضافوا أن أردوغان على ثقة من قدرته على حشد الناخبين الأتراك حول شعار حملته التي أطلقها بعد الزلزال "نبني تركيا معا".

وقال مصدر مقرب من الرئيس "يشعر أردوغان بالأسى حقا، حتى أنه انهار بسبب الزلزال. لكنه لم يستسلم بأي حال من الأحوال ولم ييأس".

وأضاف المصدر "لقد أصبح عمله أصعب. كان مشغولا بالفعل. في زياراته لمواقع الزلزال... قد يبدو متعبا، وهذا أمر طبيعي".

* النجاة من انقلاب

في الوقت الذي تستعد فيه البلاد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، تلوح في الأفق مخاطر حول مسار البلد الذي دأب أردوغان على محاولة تشكيله ليصبح متدينا ومحافظا ولاعبا إقليميا ذا ثقل.

وتعهد المعارضون بإلغاء الرئاسة التنفيذية القوية التي أنشأها أردوغان، وإعادة تركيا إلى الديمقراطية البرلمانية وعودة الاستقلال للبنك المركزي الذي نفذ خطط أردوغان بخفض معدلات فائدة، مما قاد نموا اقتصاديا لكنه تسبب في انهيار الليرة وارتفاع التضخم بشدة.

وهذه المخاطر ليست أمرا جديدا يتعرض له أردوغان الذي قضى في يوم من الأيام عقوبة السجن بعد أن ألقى قصيدة دينية. كما نجا من محاولة انقلاب عسكري في عام 2016 عندما هاجم جنود مارقون البرلمان وقتلوا 250 شخصا.

وُلد أردوغان لأب فقير كان يعمل قبطانا بحريا ونشأ في بيئة يرثى لها في حي فقير في إسطنبول حيث التحق بمدرسة مهنية إسلامية واشتغل بعد ذلك بالعمل السياسي كزعيم لذراع محلية للشباب تابعة لأحد الأحزاب.

بعد أن شغل منصب رئيس بلدية إسطنبول، دخل أردوغان ساحة العمل الحزبي على المستوى الوطني كرئيس لحزب العدالة والتنمية، الذي فاز في الانتخابات عام 2002. وفي مارس آذار 2003، تقلد أردوغان منصب رئيس الوزراء.

وفي ذروة نجاحه، تمتعت تركيا بازدهار اقتصادي طويل الأمد مع إنشاء طرق ومستشفيات ومدارس جديدة وارتفاع مستويات المعيشة لسكانها البالغ عددهم 80 مليون نسمة.

وقيّد حزب العدالة والتنمية سلطات الجيش التركي الذي كان قد أطاح بأربع حكومات منذ عام 1960. وفي عام 2005 بدأت محادثات لتحقيق طموح استمر عقودا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهي عملية توقفت الآن تماما.

وكان الحلفاء الغربيون ينظرون إلى تركيا تحت حكم أردوغان في البداية على أنها مزيج حيوي من الإسلام والديمقراطية يمكن أن يكون نموذجا لدول الشرق الأوسط التي تكافح للتخلص من الاستبداد والركود.

لكن سعيه لفرض سيطرة أكبر أثار قلق الشركاء الدوليين.

ويرى المؤيدون لأردوغان أنه زعيم أعاد التعاليم الإسلامية إلى صميم الحياة العامة ودافع عن الطبقات العاملة المتدينة، بينما يصوره المعارضون على أنه مستبد ومدمن للسلطة.

وبعد محاولة الانقلاب، شنت السلطات حملة قمع وسجنت أكثر من 77 ألف شخص على ذمة المحاكمات وفصلت أو أوقفت عن العمل 150 ألفا من موظفي الدولة. وتقول جماعات حقوقية إعلامية إن تركيا أصبحت أكثر دول العالم سجنا للصحفيين.

وقالت حكومة أردوغان إن التطهير سببه التهديدات التي يمثلها مساندو الانقلاب وكذلك تنظيم الدولة الإسلامية ومسلحو حزب العمال الكردستاني.

وفي الداخل، أصبح مجمع القصر الرئاسي الجديد مترامي الأطراف على مشارف أنقرة علامة واضحة على سلطاته الجديدة، بينما أصبحت تركيا في الخارج أكثر حزما، إذ تدخلت في سوريا والعراق وليبيا، ناشرة في كثير من الأحيان طائرات مسيرة محلية الصنع.

وسعى أردوغان إلى التقارب مع دول في أنحاء المنطقة فيما يواجه تعثر اقتصاد بلاده وتدهور العملة المحلية وانطلاق العد التنازلي لانتخابات هذا العام.

© Reuters. أردوغان خلال زيارة لإقليم هاتاي التركي يوم 20 فبراير شباط 2023.. صورة من الرئاسة الأوكرانية محظور إعادة بيعها أو وضعها في أرشيف.

وقد أتت هذه الخطوة ثمارها جزئيا، فقد تعهدت الإمارات بضخ استثمارات في تركيا، كما عزز تحسين أنقرة علاقاتها مع الرياض الآفاق الاقتصادية للبلاد في هذا العام الانتخابي الصعب. ولكن جاء زلزال السادس من فبراير شباط ليقلب خطط أردوغان رأسا على عقب.

الآن بات لزاما عليه إقناع الناخبين بأنه الزعيم الذي سيقود إعادة بناء تركيا بعد الزلزال.

(إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.