إسطنبول (رويترز) - دوت هتافات من ملاعب كرة القدم التركية مطلع هذا الأسبوع تنادي بضرورة "استقالة الحكومة" وسط انتقاد مشجعين استجابتها للزلازل التي وقعت الشهر الجاري وأودت بحياة أكثر من 50 ألفا في جنوب تركيا وشمال سوريا.
وفي مظاهرة منفصلة بإسطنبول، تحركت شرطة مكافحة الشغب بسرعة لاعتقال محتجين وكبلتهم بالأصفاد وسحبتهم إلى حافلات تابعة لها.
فبعد ثلاثة أسابيع من الزلازل المدمرة، التي شردت 1.5 مليون شخص، يتزايد الغضب العام والمعارضة تجاه الرئيس رجب طيب أردوغان قبل أشهر من أصعب انتخابات برلمانية ورئاسية خلال فترة حكمه الممتدة منذ 20 عاما.
وزار أردوغان عدة مدن مدمرة، وتعهد بسرعة إعادة الإعمار ومحاسبة مقاولي البناء الذين لم يلتزموا بمعايير السلامة، لكن هذا قد لا يكون كافيا لإقناع الناجين الغاضبين الذين يقولون إن فرق الإنقاذ كانت بطيئة للغاية في استجابتها للزلازل.
ولا يزال الآلاف يعانون نقص الاحتياجات الأساسية، مثل المأوى والمرافق الصحية في أعقاب الزلزال.
وطالب مشجعو فريق بشيكطاش في إسطنبول باستقالة الحكومة وألقوا بآلاف الدمى اللينة على أرض الملعب للتبرع بها للأطفال المتضررين من الزلزال خلال مباراة الدرجة الأولى التي أقيمت يوم الأحد ضد أنطاليا سبور.
وبعد المباراة، وصف زعيم حزب الحركة القومية وحليف حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان الهتافات بأنها غير مسؤولة ولا تحترم ضحايا الزلزال.
وكتب دولت بهجلي على تويتر "حزب الحركة القومية يدين بشدة استخدام الرياضة في السياسة القذرة خلال مثل هذه الأيام العصيبة والمؤلمة التي يمر بها بلدنا"، ودعا لإقامة المباريات بدون جماهير لمنع مزيد من الاحتجاجات.
وأعلن الحزب في بيان إلغاء بهجلي عضويته في نادي بشيكطاش عقب الاحتجاجات.
وردد مشجعون من فريق فناربخشة في إسطنبول هتافات مناهضة للحكومة خلال مباراة فريقهم التي أقيمت يوم السبت ضد كونيا سبور وانتهت بفورهم 4-0.
وهتف المشجعون قائلين "عشرون عاما من الأكاذيب والغش، استقيلوا".
وأبدت بعض أندية كرة القدم التركية اعتراضها على الاحتجاجات. ووصف نادي تشايكور ريزة سبور، ومقره ريزة مسقط رأس أردوغان، الاحتجاجات بأنها "أعمال استفزازية"، كما وصف المتظاهرين بأنهم "جرذان مجاري" في بيان على تويتر.
وكتب وزير الداخلية سليمان صويلو على تويتر "إذا أراد أي شخص ممارسة السياسة فستُجرى انتخابات في الأيام المقبلة".
وأضاف "لكن من يريد تحويل الرياضة إلى ساحة سياسية يجب أن ينتبه لجهود الدولة والأمة والمجتمع المدني".
وقال وزير الرياضة محمد قصاب أوغلو إن الرياضة ليست مكانا لممارسة السياسة وألقى باللوم على بعض الجماعات صاحبة المصالح في توجيه "استفزازات متعمدة" لكسر وحدة البلاد.
وقال حزب العمال اليساري المعارض في تركيا إن السلطات اعتقلت العشرات من أعضائه وأنصاره في وسط إسطنبول يوم الأحد في احتجاج مناهض للحكومة.
(إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)