من إليزابيث بايبر وساتشين رافيكومار
لندن (رويترز) - أبرم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يوم الاثنين اتفاقا جديدا مع الاتحاد الأوروبي بشأن قواعد التجارة مع أيرلندا الشمالية بعد خروج بريطانيا من التكتل، وقال إن الاتفاق سيمهد الطريق لفصل جديد من علاقات لندن مع الاتحاد.
وأضاف سوناك، بينما كان يقف إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في مؤتمر صحفي في وندسور، إن الجانبين اتفقا على إزالة "أي إحساس بالحدود" بين بريطانيا وإقليم أيرلندا الشمالية، وهو الوضع الذي أثار غضب الساسة من الجانبين.
ويمثل الاتفاق استراتيجية عالية المخاطر بالنسبة لسوناك بعد أربعة أشهر فقط من توليه منصبه بينما يتطلع إلى تحسين العلاقات مع بروكسل والولايات المتحدة دون إغضاب جناح حزبه الأكثر ارتباطا بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقوبل الاتفاق على الفور باستحسان مجموعات الأعمال التي رحبت بتخفيف قواعد التجارة، ووعد من فون دير لاين بأنها ستكون على استعداد للسماح للعلماء البريطانيين بالانضمام إلى برنامج أبحاث واسع في الاتحاد الأوروبي إذا وافق حزب سوناك على الاتفاق.
ومن المرجح أن يتوقف نجاح الاتفاق على ما إذا كان سيقنع الحزب الوحدوي الديمقراطي بإنهاء مقاطعته لترتيبات تقاسم السلطة في أيرلندا الشمالية. وكانت تلك الترتيبات محورية لاتفاق السلام الذي أبرم عام 1998 والذي أنهى أغلب العنف الطائفي والسياسي في أيرلندا الشمالية والذي استمر لثلاثة عقود.
وقال سوناك "يسعدني أن أبلغكم أننا حققنا الآن تقدما حاسما"، مضيفا أنهم وافقوا على تغيير الاتفاق الأصلي الخاص بأيرلندا الشمالية، المعروف باسم البروتوكول، لإنشاء "إطار عمل وندسور".
وأردف قائلا "هذه بداية فصل جديد في علاقتنا".
والقضية واحدة من أكثر القضايا تعقيدا فيما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2020.
وقالت فون دير لاين إنها تأمل في تجنب وقوع الخلاف عندما يتشاور الجانبان على نطاق واسع عند إدخال قوانين جديدة وتعديل الإجراءات التنظيمية، مضيفة أن محكمة العدل الأوروبية لها القول الفصل فيما يتعلق بقانون الاتحاد الأوروبي.
ولا يزال هناك ترقب لما إذا كان الاتفاق سيذهب المدى الكافي لإنهاء المأزق السياسي في أيرلندا الشمالية وإرضاء المنتقدين في بريطانيا والإقليم.
وقال جيفري دونالدسون زعيم الحزب الوحدوي الديمقراطي إنه تم إحراز "تقدم كبير"، لكن الحزب لن يتسرع في اتخاذ قرار. وأضاف "لا يمكن أن يكون هناك إخفاء لحقيقة أنه في بعض قطاعات اقتصادنا يظل قانون الاتحاد الأوروبي ساريا في أيرلندا الشمالية".
وفي إطار اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وقعت بريطانيا اتفاقا مع بروكسل معروفا باسم بروتوكول أيرلندا الشمالية لتفادي نقاط التفتيش المثيرة للاحتقان السياسي على امتداد الحدود البرية البالغ طولها 500 كيلومتر مع أيرلندا العضو بالاتحاد الأوروبي.
لكن بموجب البروتوكول نشأت قيود تمنع نقل بعض البضائع من بريطانيا لأنه أبقى أيرلندا الشمالية في السوق الأوروبية الموحدة.
(إعداد نهى زكريا ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)