كروتوني (إيطاليا) (رويترز) - أقام أقارب ضحايا قارب مهاجرين غرق قبالة سواحل إيطاليا الصلوات وابتهلوا بالدعاء تأبينا لأحبائهم يوم الأربعاء في قاعة رياضية في مدينة كروتوني بإقليم كالابريا الإيطالي، والتي تراصت فيها توابيت أكثر من 60 مهاجرا لقوا حتفهم في حادث الغرق الذي وقع يوم الأحد.
وقال مسؤولون محليون يوم الأربعاء إن عدد الأشخاص الذين لاقوا حتفهم جراء تحطم قارب المهاجرين بالقرب من ساحل إيطاليا الجنوبي ارتفع إلى 67 شخصا يوم الأربعاء، ولا يزال كثير من ركاب القارب في عداد المفقودين. وأضافوا أن رجال الإنقاذ عثروا على جثتي طفلين آخرين ليرتفع عدد ضحايا المأساة من القُصر إلى 16 شخصا.
ووصل بعض أفراد الأسر من شمال أوروبا للمشاركة في مراسم تأبين الموتى ومحاولة تتبع أثر الناجين. وقال رجال إنقاذ إن أغلب المهاجرين جاءوا من أفغانستان فيما جاء آخرون من باكستان وإيران والصومال وسوريا.
وكان القارب، الذي تعتقد السلطات أنه كان يقل ما يصل إلى 200 مهاجر، قد أبحر من تركيا وغرق بسبب ارتفاع أمواج البحر قبل فجر يوم الأحد بالقرب من منتجع ستيكاتو دي كوترو على الساحل الشرقي لكالابريا.
وشارك سكان أيضا في تأبين الضحايا، ووضعوا أكاليل من الزهور ورسائل وشموعا وتذكارات أخرى بجوار سور حديدي خارج القاعة الرياضية.
وأججت المأساة جدلا حول الهجرة في أوروبا وإيطاليا التي تلقت حكومتها اليمينية المنتخبة مؤخرا انتقادات من الأمم المتحدة وجهات أخرى بسبب قوانين صارمة جديدة اقرتها تتعلق بعمل المنظمات الخيرية المهتمة بإنقاذ المهاجرين.
وفي إيطاليا، ثار الجدل حول إذا ما كان بإمكان خفر السواحل والشرطة بذل جهد أكبر لمنع غرق القارب.
وقالت السلطات إن قوارب دورية أُرسلت لاعتراض سبيل المهاجرين، لكن الطقس السيئ أجبرها على العودة إلى الميناء. وكثفت الشرطة بعد ذلك من نشر وحدات البحث بطول الساحل وعثرت على جثث ألقتها الأمواج على الشاطئ.
وقال فيتوريو ألوي قائد هيئة ميناء كورتوني للصحفيين إن جميع الإجراءات الصحيحة جرى اتباعها.
وقال ألوي قبل دخول القاعة الرياضية "أنا محطم على الصعيد الإنساني (بسبب المأساة)، لكنني على ما يرام على المستوى المهني، يمكنني أن أؤكد ذلك لكم".
وشمل جدل آخر وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوزي بسبب تعليقاته التي بدا فيها أنه يلقي بالمسؤولية على المهاجرين ومجرمي الاتجار بالبشر في الإبحار في رحلات خطرة مع أسرهم.
ووصل مئات الآلاف من المهاجرين إلى إيطاليا بالقوارب على مدى العقد المنصرم هربا من الصراعات والفقر في بلادهم. وفي العام الماضي، وصل أكثر من 105 آلاف مهاجر، من بينهم 15 بالمئة تقريبا وصلوا بقوارب أبحرت من تركيا.
(إعداد ماهيتاب صبري ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير محمود عبد الجواد ومحمود رضا مراد)