من ميشيل نيكولز
الأمم المتحدة (رويترز) - أهابت الولايات المتحدة برئيس جنوب السودان وزعيم المتمردين فيها يوم الثلاثاء بخوض محادثات سلام جادة لإنهاء عنف مستمر منذ عام في أحدث دولة في العالم أو أن تواجه البلاد عقوبات تفرضها الأمم المتحدة.
واندلع القتال في ديسمبر كانون الأول في جمهورية جنوب السودان التي أعلنت استقلالها عن السودان عام 2011. وجاء ذلك بعد شهور من التوتر بين الرئيس سلفا كير ونائبه المعزول وغريمه السياسي ريك مشار. واستؤنفت في الأسبوع الماضي محادثات سلام بوساطة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد).
وحذرت سامانثا باور سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة كير ومشار بأنه ما لم يتم التوصل لاتفاق سلام خلال المحادثات الجارية في إثيوبيا فإن من المرجح أن تفرض العقوبات التي لوح بها مجلس الأمن منذ وقت طويل.
وقالت إن إيجاد "تجلس الآن مع الطرفين وتؤكد بوضوح شديد على أنه إذا لم تنجح الجولة الحالية من المحادثات فإن إيجاد ومجلس (الأمن) سيحتاجان للتحرك على تلك العقوبات التي تم التلويح بها منذ فترة طويلة."
وأثار كير مخاوف يوم السبت في الأمم المتحدة بأن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تركز حاليا على حماية المدنيين بدلا من بناء الدولة في جنوب السودان.
وقالت باور للصحفيين "أدعو الرئيس كير للخوض في محادثات بأقصى درجات الجدية والإلحاح إذا كان يريد أن يكتسب وجود الأمم المتحدة على الأرض تحركا في المرحلة الحالية وأن يعود إلى الوظائف التي كان يقوم بها من قبل."
وفوض مجلس الأمن قوات حفظ السلام في مايو أيار بإعطاء الأولوية لحماية المدنيين. وزاد المجلس عدد أفراد حفظ السلام في أواخر ديسمبر كانون الأول إلى 12500 حينما اندلع القتال.
وأدت الانقسامات العرقية أيضا إلى إذكاء الصراع وتجلى ذلك في مواجهة الدنكا الذين ينتمي لهم كير مع النوير الذين ينتمي لهم مشار.
وخلال خطاب كير في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم السبت اشتكى من أن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان لم تعد تساعد في بناء القدرات وفي إصلاح القطاع الأمني وفي مجال التنمية.
وقالت باور "للأسف.. نظرا لأن رئيس جنوب السودان وزعيم المعارضة ريك مشار لم يظهرا بعد روح المصالحة اللازمة.. لا يمكننا حتى البدء في خوض النقاش بشأن موعد بدء تغيير المسار ومساعدة مؤسسات الحكومة."
وأضافت أن مدنيي جنوب السودان وضعوا في محنة عسيرة بسبب الهجمات التي تشنها القوات الحكومية وقوات المتمردين وكذا منع وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها.
وأدت المواجهة إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص ونزوح أكثر من مليون شخص. ودفعت البلاد البالغ تعداد سكانها 11 مليونا إلى شفا الوقوع في مجاعة. وتقول الأمم المتحدة إنه مع نهاية العام يمكن أن يواجه ثلث السكان خطر الموت جوعا.
ولم يحضر كير اجتماعا عقد يوم الخميس بشأن الأزمة الإنسانية نظمه الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون.
وأضافت باور "هذا شيء أثرته معه شخصيا.. قال إنه تم إبلاغه أن هذا اجتماع وزاري ولم يكن على علم بأن حضور رئيس الدولة مطلوب. أترك للجميع أن يخلصوا إلى استنتاجاتهم الخاصة في هذا الشأن."
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير محمد اليماني)