من فرنسوا ميرفي
فيينا (رويترز) - اعترف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي يوم الاثنين بأن الامتيازات التي أبدت إيران استعداداً لتقديمها للوكالة خلال زيارته لطهران هذا الأسبوع تعتمد إلى حد بعيد على المفاوضات في المستقبل، متراجعا عن بعض التعليقات التي أدلى بها لدى عودته.
وقبل يومين من الاجتماع ربع السنوي لمجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة، قالت المنظمة وإيران إنهما اتفقتا على إحراز تقدم في مختلف القضايا، بما في ذلك تحقيق وكالة الطاقة الذرية المتوقف منذ فترة طويلة بشأن جزيئات يورانيوم عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة في إيران.
وأعلن جروسي في مؤتمر صحفي يوم السبت إن الطرفين اتفقا على إعادة تركيب جميع معدات المراقبة الإضافية، مثل كاميرات المراقبة، التي تم وضعها في المواقع النووية بموجب الاتفاق المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى، لكن تمت إزالتها العام الماضي مع انهيار الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018.
وأبلغ جروسي مؤتمرا صحفيا يوم الاثنين "سيتعين علينا أن نناقش... كيف نفعل ذلك"، معترفا بأن هذه القضية وغيرها متعلق بشكل كبير بالمحادثات الفنية في المستقبل.
وأضاف "لدينا أفكارنا وستكون جزءا من المناقشات الفنية التي ستجرى كمتابعة لزيارتي وللبيان المشترك. وسيسافر فريق تقني إلى إيران قريبا للقيام بذلك".
ويبدو أن الإعلان عن إحراز تقدم واضح في البيان المشترك، الذي صدر يوم السبت وتطرق للقليل من التفاصيل، كان كافيا لدرء مسعى غربي لإصدار قرار مثل ذلك الذي تم تمريره في الاجتماع الربع سنوي السابق لمجلس المحافظين ويأمر إيران بالتعاون مع التحقيق في آثار اليورانيوم.
وعادة ما تنتقد الجمهورية الإسلامية مثل هذه القرارات وردت في الماضي من خلال تسريع الأنشطة النووية ذاتها التي من أجل كبح جماحها وُضع اتفاق 2015.
وعند الضغط عليه بأسئلة حول التزامات إيران وإلى أي مدى يعتمد موقفها على المفاوضات المستقبلية، قال جروسي "لماذا لا تدعونا نقوم بعملنا؟ ما لم ترغبوا في الانضمام إلينا كمفتشين... نحن نعرف كيف نقوم بهذه الأمور".
وأردف "أعتقد أن هناك فرصة جيدة. لا يمكنني ضمان ذلك بالطبع. عندما يقول الناس أن هذه كانت مجرد وعود: حسنا، أولا، إنها ليست مجرد وعود. لدينا اتفاقيات معينة محددة. وفي الوقت نفسه أحتاج إلى القيام بعملي وعدم الاستسلام أبدا".
ولم تصدر عن الولايات المتحدة أي إشارة للمدى الذي ستذهب إليه في دفع إيران للامتثال في اجتماع مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية هذا الأسبوع، واكتفت بالقول إن واشنطن تجري محادثات مع الحلفاء الأوروبيين والوكالة بشأن "أكثر الوسائل فعالية" لحمل طهران على الوفاء بالتزاماتها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين في إفادة دورية "يجب أن تتعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل كامل ودون إبطاء، ونتطلع إلى تقارير إضافية من الوكالة في الأسابيع المقبلة عن الخطوات التي تتخذها إيران".
(إعداد رحاب علاء وعلي خفاجي للنشرة العربية)