من فرانسوا ميرفي
فيينا (رويترز) - قال دبلوماسيون حضروا الاجتماع المغلق لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن المجلس أيد يوم الجمعة إعادة تعيين الأرجنتيني رافائيل جروسي مديرا عاما لولاية ثانية مدتها أربع سنوات.
وكان القرار مجرد إجراء شكلي، إذ لم يكن هناك أي مرشح منافس.
وأوضح الدبلوماسيون أن المجلس المؤلف من 35 دولة وافق على إعادة تعيينه بالتزكية، مما يعني أنه لم يتم إجراء تصويت ولم تعبر أي دولة عن معارضتها. والقرار مرهون بموافقة المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو اجتماع سنوي لجميع الدول الأعضاء يعقد في الخريف المقبل.
ومن المتوقع أن يوافق المؤتمر العام على القرار. وتنتهي ولاية جروسي الحالية في ديسمبر كانون الأول.
وقال جروسي لرويترز أمام غرفة الاجتماع بعد صدور القرار "أعتقد أنها علامة على الثقة. لدينا الكثير لنفعله، مع إيران ومع أوكرانيا ومع الطاقة النووية".
وأضاف "أعتقد أن من الأشياء التي أثلجت صدري هي وجود تعبير رائع عن الدعم من كامل... أطياف الممثلين والرؤية السياسية وذلك بالطبع بالنسبة لمدير منظمة دولية هو أفضل علامة على الثقة. أحتاج إلى الثقة لأكون ناجعا".
وأشرف جروسي على فترة عصيبة في العلاقات مع إيران، ففي نفس العام الذي تولى فيه منصبه، بدأت طهران في خرق القيود المفروضة على أنشطتها النووية بموجب اتفاقها النووي المبرم في 2015 مع القوى العالمية.
وجاءت خطوات إيران، التي تجاوزت هذه القيود بشكل كبير في الوقت الراهن، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018 إبان رئاسة دونالد ترامب الذي أعاد فرض العقوبات الأمريكية على الجمهورية الإسلامية.
وتشرف الوكالة على ذلك الاتفاق، على الرغم من أنها ليست طرفا فيه، كما تخوض مواجهة مستمرة مع إيران منذ أعوام حول قضية منفصلة هي جزيئات اليورانيوم التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع لم يُعلن عنها، وهو أمر لم تفسره إيران بعد بشكل مقنع.
وبعدما زار جروسي إيران في مطلع هذا الأسبوع، أصدر الطرفان بيانا مشتركا مفاده أن إيران مستعدة لتقديم المزيد من المعلومات بشأن آثار اليورانيوم والسماح بمزيد من المراقبة المتعلقة بالاتفاق النووي لعام 2015، لكن البيان لم يخض في التفاصيل وهو مرهون بالمحادثات المقبلة.
ويحاول جروسي، الذي يعبر عن آرائه أكثر من سلفه الياباني يوكيا أمانو الذي توفي في أثناء توليه المنصب، التوسط في إقامة منطقة حماية حول محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، وهي محطة تسيطر عليها روسيا.
وتسبب القصف بالقرب من زابوريجيا، التي تتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بشنه، في تكرر قطع خطوط الكهرباء الخارجية اللازمة لتبريد وقود المفاعل وتفادي احتمال حدوث انصهار كارثي في أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.
(إعداد سها جادو ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)