💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

إيران والسعودية تتفقان على استئناف العلاقات بعد محادثات بوساطة صينية

تم النشر 10/03/2023, 15:09
محدث 11/03/2023, 00:12
© REUTERS
LCO
-

من باريسا حافظي ونيرة عبد الله وعزيز اليعقوبي

دبي/الرياض (رويترز) - اتفقت إيران والسعودية يوم الجمعة على استئناف العلاقات بعد قطيعة استمرت سنوات وهددت الاستقرار والأمن في الخليج وساعدت في تأجيج الصراعات في الشرق الأوسط من اليمن إلى سوريا.

وجاء الإعلان عن الاتفاق الذي توسطت فيه الصين بعد محادثات لم يعلن عنها من قبل استمرت أربعة أيام في بكين بين كبار مسؤولي الأمن من البلدين.

وذكر بيان صادر عن إيران والسعودية والصين أن طهران والرياض اتفقتا "على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران". وأضاف "الاتفاق يتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".

وقطعت السعودية العلاقات مع إيران في 2016 بعد اقتحام سفارتها في طهران في أثناء خلاف بين البلدين بشأن إعدام الرياض رجل دين شيعيا.

حملت السعودية إيران المسؤولية في السنوات القليلة الماضية عن هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة على منشآت نفطية بالمملكة في 2019، وكذلك هجمات على ناقلات في مياه الخليج. ونفت إيران الاتهامات.

وكثيرا ما نفذت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة عبر الحدود على السعودية التي تقود تحالفا يقاتل الحوثيين، وفي 2022 اتسع نطاق الضربات إلى الإمارات.

وقع اتفاق يوم‭ ‬الجمعة كل من علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ومساعد بن محمد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ومستشار الأمن الوطني السعودي، واتفق خلاله البلدان على إعادة تفعيل اتفاقية للتعاون الأمني تعود لعام 2001، بالإضافة إلى اتفاقية أخرى سابقة للتجارة والاقتصاد والاستثمار.

ووصف وانغ يي كبير الدبلوماسيين الصينيين الاتفاق بأنه انتصار للحوار والسلام، مضيفا أن بكين ستواصل لعب دور بناء في تسوية القضايا العالمية الصعبة.

وذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي يوم الجمعة أن السعودية أبقت واشنطن على اطلاع بشأن محادثاتها مع إيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية لكن الولايات المتحدة لم تشارك فيها بصورة مباشرة.

وأوضح أن واشنطن أيدت هذه العملية باعتبار أنها تسعى لإنهاء الحرب في اليمن.

وقال "لا يتعلق الأمر بالصين. ندعم أي جهود من شأنها تخفيف حدة التوترات في المنطقة. نعتقد أن هذا في مصلحتنا، وهو شيء عملنا عليه من خلال مزيجنا الفعال من الردع والدبلوماسية".

توترت العلاقات الاستراتيجية الممتدة منذ عهد بعيد بين السعودية والولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس جو بايدن بسبب سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان والحرب في اليمن وفي الآونة الأخيرة بسبب علاقاتها مع روسيا وسياسة أوبك+ بشأن إنتاج النفط.

وفي المقابل، سلطت الزيارة رفيعة المستوى التي قام بها الرئيس شي جين بينغ للسعودية قبل ثلاثة أشهر الضوء على العلاقات المتنامية للمملكة مع الصين.

وجاء إعلان الاتفاق في نفس اليوم الذي فاز فيه شي بفترة رئاسية ثالثة وسط مجموعة من التحديات.

* "تحرك في الاتجاه الصحيح"

ظل البلدان على خلاف على مدى سنوات ودعما أطرافا متصارعة في حروب بالوكالة في اليمن وسوريا وغيرهما.

ويقول محللون إن الجانبين سيستفيدان من تقلص التصعيد في ظل سعي إيران لتقويض الجهود الأمريكية لعزلها في المنطقة ومحاولة السعودية التركيز على التنمية الاقتصادية.

ورحبت الإمارات وسلطنة عمان وقطر والبحرين والعراق ومصر والكويت وتركيا باستئناف العلاقات السعودية الإيرانية.

وقال كريستيان كوتس أولريشسن أستاذ العلوم السياسية في معهد بيكر بجامعة رايس في الولايات المتحدة "تفاقم عدم الاستقرار الإقليمي ليس في مصلحة السعودية أو الإيرانية حاليا".

وأضاف "معالجة الصين لهذا الأمر في وقت أصبح فيه موقف الولايات المتحدة تجاه إيران أكثر تشددا ينقل رسالة قوية في حد ذاته".

وقال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير الخارجية السعودي، في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي، إن الرياض "تفضل الحلول السياسية والحوار" وتحرص على توطيد هذا في المنطقة.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن تطبيع العلاقات يوفر آفاقا كبيرة لكلا البلدين وللشرق الأوسط، مشيرا إلى إمكانية اتخاذ خطوات أخرى.

وكتب أمير عبد اللهيان على تويتر "السياسة مع دول الجوار، كونها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة الإيرانية، تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح والجهاز الدبلوماسي يعمل بنشاط للتحضير لمزيد من الخطوات على الصعيد الإقليمي".

وقال مسؤول إيراني كبير إن معالجة التوتر مع السعودية صار أولوية قصوى لطهران في الأشهر القليلة الماضية، وستساعد في دفع المحادثات المستمرة منذ فترة طويلة بشأن برنامج إيران النووي.

وقال المسؤول لرويترز "سيشجع ذلك الغرب على التوصل لاتفاق نووي مع إيران".

وضغطت السعودية وحلفاؤها لفترة طويلة على القوى العالمية لمعالجة مخاوفها بشأن برامج إيران للصواريخ والطائرات المسيرة في إطار مساعيها لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع طهران.

وقالت سينزيا بيانكو الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن الرياض كانت تسعى للحصول على ضمانات أمنية من الإيرانيين، وهو ما قد يكون توافر من خلال إعادة تفعيل الاتفاقية الأمنية لعام 2001.

وقالت إن إيران ربما استجابت أيضا بشكل إيجابي لدعوات الرياض لها "لدفع الحوثيين لتوقيع اتفاقية سلام مع السعودية تحرر السعوديين من حرب اليمن التي صارت خاسرة بالنسبة لهم".

وأضافت "إذا تمت تسوية هاتين المسألتين فأنا على ثقة في الاتفاق ومشاعري إيجابية تجاهه".

© Reuters. علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في صورة من أرشيف رويترز.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود قد قال في يناير كانون الثاني إنه يجري إحراز تقدم نحو إنهاء الصراع في اليمن.

ورحبت جماعة الحوثي في اليمن وحزب الله اللبناني المتحالف مع إيران يوم الجمعة بالاتفاق.

(إعداد محمد حرفوش دعاء محمد ورحاب علاء ومحمود سلامة ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير مروة غريب ومحمود عبد الجواد)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.