من جوناثان لانداي
واشنطن (رويترز) - قالت هيومن رايتس ووتش يوم الأربعاء إن السلطات الإماراتية تحتجز تعسفيا منذ أكثر من 15 شهرا ما يصل إلى 2700 أفغاني تم إجلاؤهم من بلادهم وغير مؤهلين لإعادة توطينهم في أماكن أخرى.
وذكرت المنظمة في تقرير أن الكثير من الأفغان المحتجزين في مدينة الإمارات الإنسانية يعانون من الاكتئاب وحالات نفسية أخرى ولا يمكنهم الحصول على المشورة القانونية إلى جانب وجود نقص في الخدمات التعليمية لأطفالهم.
وأضاف التقرير عن المنشأة في أبوظبي "تدهورت الظروف المعيشية بشكل كبير، حيث وصف المحتجزون الاكتظاظ، وتدهور البنية التحتية، وانتشار الحشرات".
وصرح مسؤول إماراتي لرويترز بأن الدولة تواصل العمل مع الولايات المتحدة وشركاء دوليين آخرين لإعادة توطين الأفغان الذين تم إجلاؤهم في الوقت المناسب وفقا للاتفاقية الأصلية. ولم يعلق المسؤول على الاتهام باحتجاز الأفغان.
وقال المسؤول "نتفهم أن هناك مشاعر خيبة أمل وأن الأمر استغرق وقتا أطول مما كان مفترضا".
وأضاف أن دولة الإمارات ملتزمة بضمان العيش بسلامة وأمن وكرامة للاجئين الأفغان، وقال إن اللاجئين حصلوا على مأوى بجودة عالية ومرافق صحية ورعاية صحية ومشورة قانونية وتعليم وخدمات غذائية.
وقالت هيومن رايتس ووتش إنها لم تتلق ردا على طلبات التعليق من وزارتي الداخلية والخارجية بالإمارات.
وقال المكتب المسؤول عن نقل الأفغان بوزارة الخارجية الأمريكية في رسالة إلى المنظمة إن التزام الولايات المتحدة بإعادة توطين الأفغان المؤهلين، بما يشمل الموجودين في منشأة الإمارات الإنسانية، هو "التزام ثابت"، وذلك حسبا ذكر التقرير.
ونقلت جماعات إجلاء خاصة والجيش الإماراتي آلاف الأفغان إلى الإمارات في أثناء الانسحاب الفوضوي الأمريكي من أفغانستان الذي أنهى حربا دامت 20 عاما. واستمرت عدة جماعات خاصة في نقلهم بعد رحيل القوات الأمريكية.
ونُقل الأفغان إلى مدينة الإمارات الإنسانية ومدينة تصميم العمالية، وهما مجمعان سكنيان تم تحويلهما إلى سكن للاجئين، قبل أن تتم بعد ذلك إعادة توطين الكثير منهم في الولايات المتحدة وكندا ودول أخرى.
ومع ذلك، لم يتمكن ما بين 2500 و2700 أفغاني من التأهل لإعادة التوطين في أماكن أخرى. وظلوا حتى يناير كانون الثاني رهن ما وصفه التقرير بأنه "احتجاز تعسفي".
وقال المسؤول الإماراتي إن بلاده استضافت أكثر من 17 ألف لاجئ أفغاني تم إجلاؤهم بعد سيطرة طالبان على كابول في أغسطس آب 2021، وأعادت توطين نحو 87 بالمئة منهم.
وقالت جوي شيا، الباحثة في شؤون الإمارات في هيومن رايتس ووتش، "تحتجز السلطات الإماراتية الآلاف من طالبي اللجوء الأفغان منذ أكثر من 15 شهرا في أماكن مكتظة وظروف مزرية دون أمل في إحراز تقدم في قضاياهم."
وقال 16 أفغانيا قابلتهم هيومن رايتس ووتش في أواخر العام الماضي إنه لا يُسمح لهم بمغادرة المجمع السكني ويخضعون لمراقبة دقيقة من حراس الأمن أو مرافقين في أثناء زيارة المستشفى. كما خضعوا لمراقبة شديدة خلال المرة الوحيدة التي سُمح لهم فيها بالذهاب إلى أحد مراكز التسوق.
وقال التقرير إن السلطات الإماراتية لا تلتزم بالقانون الدولي وتوجيهات الأمم المتحدة بشأن التعامل مع طالبي اللجوء والمهاجرين، مما يجعل احتجازهم "تعسفيا".
والإمارات ليست طرفا في ميثاق الأمم المتحدة بشأن اللاجئين.
ودعت هيومن رايتس ووتش الإمارات إلى الإفراج الفوري عن الأفغان الذين تم إجلاؤهم مع ضمان حصولهم على إجراءات عادلة وفردية لتحديد وضع اللجوء واحتياجات الحماية والسماح لهم بالتنقل بحرية والإقامة في المكان الذي يختارونه طوال مدة النظر في قضاياهم.
وطالبت المنظمة وزارة الخارجية الأمريكية باستخدام نفوذها لإطلاق سراح الأفغان والإسراع في النظر في طلبات اللجوء أو الإفراج المشروط لأسباب إنسانية.
وأعادت الولايات المتحدة توطين أكثر من 88 ألف أفغاني تم إجلاؤهم في أثناء انسحاب القوات الأمريكية وبعده.
لكن الآلاف ممن عملوا لدى الحكومة الأمريكية ما زالوا في أفغانستان في انتظار النظر في طلباتهم للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة.
(إعداد محمود عبد الجواد وأميرة زهران للنشرة العربية - تحرير رحاب علاء)