من دان بيليتشوك وسيرجي تشالي
كييف/زابوريجيا (أوكرانيا) (رويترز) - قصفت روسيا مبنى سكنيا في أوكرانيا بالصواريخ يوم الأربعاء واجتاحت مدنا بالطارات المسيرة خلال الليل، في استعراض للقوة بينما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يودع "صديقه العزيز" ونظيره الصيني شي جين بينغ.
وكافح رجال الإطفاء حريقا في مبنيين سكنيين متجاورين في زابوريجيا حيث قال مسؤولون إن شخصا واحدا على الأقل لقي حتفه وأصيب 33 آخرون في هجوم صاروخي روسي مزدوج.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر "تتعرض مناطق سكنية يعيش فيها أناس عاديون وأطفال إلى إطلاق النار في هذه اللحظة". وأرفق بالتغريدة مقطع فيديو التقطته كاميرا مراقبة ويظهر انفجار مبنى.
وقال "يجب ألا يصبح هذا ‘مجرد يوم آخر‘ في أوكرانيا أو في أي مكان آخر في العالم. يحتاج العالم إلى قدر أكبر من الوحدة والعزم على هزيمة الإرهاب الروسي بشكل أسرع وحماية الأرواح".
وتناثر الزجاج والحطام والسيارات المهشمة في فناء ومرآب للسيارات. ونقل عمال الطوارئ المصابين ورافقوا من يستطيعون السير.
وفي بلدة رجيشيف الواقعة على ضفاف نهر جنوبي العاصمة كييف، قُتل ستة أشخاص وأصيب 18 آخرون ولا يزال هناك ثلاثة في عداد المفقودين بعد أن قصفت طائرة مسيرة اثنين من مساكن الطلاب الجامعيين. وشاهد مراسلون من رويترز مبنى من خمسة طوابق انهار جزء من طابقه العلوي.
وخلال الليل، دوت صفارات الإنذار في أنحاء متفرقة من العاصمة ومناطق من شمال أوكرانيا. وقال الجيش الأوكراني إنه أسقط 16 من أصل 21 طائرة انتحارية إيرانية الصنع من طراز شاهد.
وفي إشارة واضحة لزيارة الرئيس الصيني للعاصمة الروسية، كتب زيلينسكي على تويتر "كلما حاول شخص سماع كلمة ‘سلام‘ في موسكو يصدر أمر آخر هناك بمثل هذه الضربات الإجرامية".
وزار زيلينسكي القوات بالقرب من خط المواجهة يوم الأربعاء. ونشر مكتبه مقطع فيديو يظهر فيه وهو يوزع ميداليات على الجنود. وقال المكتب إنه جرى تصوير الفيديو بالقرب من مدينة باخموت الشرقية التي تكثف القوات الأوكرانية دفاعاتها فيها في إطار معركة أصبحت أكثر معارك المشاة دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وتقدر كيانات دولية أن تكلفة إعادة إعمار (DFM:EMAA) أوكرانيا ستصل إلى 411 مليار دولار أي ما يزيد بنسبة 2.6 مرة على الناتج المحلي الإجمالي للبلاد العام الماضي.
كانت استضافة الرئيس الصيني في موسكو هذا الأسبوع أكبر لفتة دبلوماسية يقدم عليها بوتين منذ أن أعلن الحرب قبل عام وأصبح منبوذا من الغرب. وأشار الزعيمان إلى بعضهما البعض "بالصديق العزيز" وتعهدا بالتعاون الاقتصادي وأدانا الغرب ووصفا العلاقات بينهما بأنها أفضل من أي وقت مضى.
وقال شي وهو يودع بوتين "والآن ثمة تغييرات لم تحدث في مئة عام. وعندما نكون معا ندفع بهذه التغييرات قدما".
ورد عليه بوتين قائلا "أتفق معك" وقال له شي "أرجوك أن تعتني بنفسك يا صديقي العزيز".
لكن التصريحات العلنية لم تتطرق بشكل ملحوظ إلى التفاصيل ولم يأت شي على ذكر الصراع في أوكرانيا تقريبا طوال زيارته بخلاف قوله إن الصين لديها "موقف محايد".
ودعا البيت الأبيض بكين إلى الضغط على روسيا للانسحاب. وانتقدت واشنطن توقيت زيارة شي التي تأتي بعد أيام من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق بوتين لاتهامات بارتكاب جرائم حرب.
واقترحت الصين خطة سلام لأوكرانيا ووصفتها واشنطن بأنها غامضة ورأت فيها حيلة لكسب الوقت حتى يعيد بوتين تنظيم صفوف قواته.
وتقول أوكرانيا إنه لا يمكن أن يتحقق السلام دون أن تنسحب روسيا من الأراضي المحتلة. وترى روسيا إنه ينبغي على كييف الإقرار بالحقائق على الأرض بعد إعلانها ضم قرابة خمس الأراضي الأوكرانية إليها.
وبعد أن استعادت أوكرانيا أراضي خلال النصف الثاني من عام 2022، شنت موسكو هجوما واسعا في الشتاء باستخدام مئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم حديثا ونزلاء سجون تم تجنيدهم كمرتزقة.
والمكاسب الملحوظة الوحيدة لروسيا كانت حول باخموت، لكن أوكرانيا قررت في الأسابيع القليلة الماضية عدم الانسحاب من هناك وقالت إن رجالها الذين يدافعون عن المدينة يلحقون خسائر بالمهاجمين الروس بما يكفي لتبرير الصمود.
ورفضت بريطانيا اتهامات موسكو بأن إمداد أوكرانيا بذخيرة مصنوعة من اليورانيوم المنضب سيؤدي إلى خطر "تصادم نووي". وأكدت بريطانيا يوم الاثنين أنها تزود أوكرانيا بمثل هذه القذائف التي تستخدمها جيوش كثيرة.
وقال وزير الخارجية جيمس كليفرلي "لا يوجد تهديد لروسيا، الأمر يتعلق فقط بمساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها".
(إعداد سلمى نجم ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)