من أولينا هارماش
كييف (رويترز) - قال قائد مدعوم من موسكو في أوكرانيا يوم الثلاثاء إن القوات الروسية ما زالت تتقدم في مدينة باخموت المحتدم النزاع عليها بشرق أوكرانيا، لكن المخابرات البريطانية تقول إن كتيبة دبابات روسية منيت بخسائر فادحة في بلدة أفدييفكا القريبة.
وتعد معركة باخموت، وهي مدينة تعدين في منطقة دونيتسك الأوكرانية، محور حرب موسكو في أوكرانيا منذ شهور ويصف الجانبان القتال هناك بأنه "مفرمة لحم".
وقال دينيس بوشيلين، القائد الذي عينته روسيا في الجزء الخاضع لسيطرتها من منطقة دونيتسك الأوكرانية إن جزءا كبيرا من القوات الأوكرانية أُجبر على الانسحاب من مصنع آزوم للمعادن على الجانب الغربي من نهر باخموتكا.
وأضاف بوشيلين للتلفزيون الرسمي الروسي "الشيء المهم هنا كان إخلاء المنطقة الصناعية في المصنع نفسه. ويمكنك القول أن هذا قد تم بالفعل الآن، إذ هزم الرجال للتو المقاتلين (الأوكرانيين) هناك الذين تُركوا في مجموعات فردية فقط".
ويتعارض ما يقوله مع التأكيدات الأوكرانية والغربية بأن الوضع في باخموت آخذ في الاستقرار وإن هجوم الشتاء الروسي يتعثر.
وقالت القيادة العسكرية الأوكرانية في إفادة صحفية مساء الثلاثاء إن روسيا واصلت شن هجماتها في باخموت لكن القوات الأوكرانية صامدة بقوة وتدحر الهجمات.
وقال المتحدث باسم القيادة الشرقية الأوكرانية سيرهي تشيرفاتي إن الوضع حول باخموت ما زال "غير مستقر".
وقال قادة عسكريون أوكرانيون إن هجومهم المضاد المدعوم بمعدات غربية تم تسلمها حديثا تضمنت دبابات ليوبارد2 الألمانية أبلى بلاء ليس سيئا لكنهم أكدوا على أهمية الاحتفاظ بباخموت في هذه الأثناء.
وتقصف القوات الروسية أفدييفكا التي تقع على بعد 90 كيلومترا جنوبي باخموت. وتم إجلاء كثير من المدنيين الآن.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في إفادتها اليومية عن الحرب في أوكرانيا يوم الثلاثاء إن القوات الروسية لم تحرز سوى "تقدم هامشي" في محاولة لتطويق أفدييفكا في الأيام القليلة الماضية وفقدت مركبات مدرعة ودبابات كثيرة.
وقالت الوزارة البريطانية إن كتيبة الدبابات الروسية العاشرة التي شاركت في عملية أفدييفكا عانت من مشكلات تمثلت في عدم الانضباط وضعف الروح المعنوية و"ربما فقدت قسطا كبيرا من دباباتها".
وفي علامة أخرى على الضغط الذي تواجهه موسكو، قالت روسيا يوم الثلاثاء إنها أسقطت للمرة الأولى قنبلة ذكية موجهة من طراز جي.إل.إس.دي.بي التي قدمتها الولايات المتحدة وأطلقتها القوات الأوكرانية.
وتستطيع هذه القنبلة التي يحمل اسمها الحروف الأولى لعبارة (القنبلة صغيرة القطر التي تُطلق من الأرض) والتي سعت كييف منذ فترة طويلة للحصول عليها لضرب مراكز القيادة وخطوط الإمداد الروسية، مضاعفة مدى إطلاق النار في ساحة المعركة في أوكرانيا.
وعلى صعيد منفصل، أفادت القوات الأوكرانية بأنها صدت 62 هجوما روسيا على طول الجبهة الشرقية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
ولم يتسن لرويترز التحقق من تقارير ساحة المعركة.
وقال مسؤولون عينتهم روسيا في مدينة دونيتسك إن القوات الأوكرانية قتلت مدنيين اثنين في ساعة متأخرة مساء الاثنين حين قصفت مبنى سكنيا هناك. وشاهد مراسلو رويترز رجال إنقاذ يمشطون حطام المبنى الذي انهار الجزء السفلي منه بينما برزت ساق أحد الضحايا بين الأنقاض.
ولم يصدر تعليق على الفور من السلطات الأوكرانية.
* أسلحة نووية تكتيكية
يتعثر غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي دخل شهره الرابع عشر منذ شهور في شرق أوكرانيا.
وفي تحذيرات للغرب من تسليح أوكرانيا، يتزايد تلويح بوتين وغيره من المسؤولين الروس باستخدام الأسلحة النووية في الحرب. وقال بوتين يوم السبت إنه أبرم صفقة لنشر أسلحة نووية تكتيكية في روسيا البيضاء المجاورة، حليفة موسكو.
وأكدت روسيا البيضاء ذلك يوم الثلاثاء قائلة إن القرار جاء ردا على ضغوط غربية تضمنت ما قالت إنه تعزيز عسكري من جانب الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بالقرب من حدودها. وقالت وزارة الخارجية في مينسك إن الخطط النووية لا تتعارض مع اتفاقيات عدم الانتشار الدولية.
ونددت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون بالخطة التي حذر نشطاء مناهضون للأسلحة النووية من أنها ستخفض الحد المسموح به لاستخدام أسلحة نووية تكتيكية قصيرة المدى في ميدان المعركة.
وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إن روسيا البيضاء ستواجه المزيد من العقوبات الأوروبية نتيجة لذلك.
ودمرت الحرب مدنا وبلدات أوكرانية وأودت بحياة عشرات الآلاف وأجبرت ملايين آخرين على الفرار من ديارهم.
وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن تؤيد إنشاء محكمة خاصة بشأن جريمة "العدوان" على أوكرانيا، موضحين لأول مرة مدى دعم الولايات المتحدة لمساعي أوكرانيا من أجل المساءلة عن الغزو الروسي.
وتقول موسكو إن ما تصفه بعملية عسكرية خاصة في أوكرانيا كان ضروريا لحماية المتحدثين بالروسية في شرق أوكرانيا من الاضطهاد ولمنع الغرب العدواني الذي يستخدم أوكرانيا لتهديد روسيا.
وتقول كييف والدول الغربية إن هذه ذرائع لا أساس لها من أجل استيلاء استعماري الطابع على أراضي أوكرانيا التي كانت ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي قبل أن يتفكك في عام 1991.
* حماية محطة نووية
قال رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لرويترز في مقابلة في دنيبرو إن الجهود ما زالت قائمة للتوسط في صفقة لحماية محطة زابوريجيا النووية من القتال، وإنه يعدل المقترحات سعياء وراء تحقيق انفراجة.
احتلت القوات الروسية محطة الطاقة النووية، الأكبر في أوروبا، منذ الأسابيع الأولى لغزو أوكرانيا ولم تظهر أي استعداد للتخلي عن السيطرة.
ودأبت روسيا وأوكرانيا على تبادل الاتهامات بقصف المنشأة وإثارة خطر وقوع حادث كبير. وأثار القتال في المناطق المحيطة بالمحطة والقلق من انقطاع الكهرباء عن أنظمة التبريد فيها مخاوف من كارثة نووية.
وقال جروسي بعد مقابلة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "أنا واثق من أنه من الممكن إنشاء شكل من أشكال الحماية، ربما لا يركز كثيرا على فكرة المنطقة، لكن على الحماية نفسها: ما يجب أن يفعله الناس وما يجب ألا يفعلوه لحماية المحطة".
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)