من بافل بوليتيوك
كييف (رويترز) - وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى بولندا المجاورة يوم الأربعاء بمعنويات مرتفعة بعد الإعلان عن أحدث مساعدات عسكرية أمريكية فيما تواصل القوات الروسية معركتها المستمرة منذ فترة طويلة باهظة التكاليف للاستيلاء على مدينة باخموت شرق البلاد.
وسيتوجه زيلينسكي بالشكر لبولندا، الحليفة التي قدمت أسلحة مهمة لحكومة كييف واستقبلت ملايين اللاجئين الأوكرانيين.
في غضون ذلك، من المقرر أن يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين بعد أن اتفق مع نظيره الأمريكي جو بايدن على محاولة إشراك بكين في مساعي التعجيل بإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، التي دخلت عامها الثاني.
ودعت بكين إلى وقف شامل لإطلاق النار ووصفت موقفها من الصراع بأنه "محايد".
وتعهدت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء بتقديم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 2.6 مليار دولار لحكومة زيلينسكي تشمل ثلاثة رادارات للاستطلاع الجوي وصواريخ مضادة للدبابات وشاحنات وقود. وقدمت واشنطن حتى الآن مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة تزيد على 35 مليار دولار منذ بداية الغزو الروسي.
وقالت وكالة تاس الروسية للأنباء إن سفارة موسكو في واشنطن اتهمت الولايات المتحدة بأنها ترغب في إطالة أمد الصراع لأطول فترة ممكنة.
وتأتي حزمة المساعدات الأمريكية الجديدة بينما تتأهب القوات الأوكرانية لشن هجوم مضاد في شرق الدولة على القوات الروسية، ومع ذلك لم يتم الكشف بعد عن موعد محدد لبدء هذا الهجوم.
ولا يزال تركيز الحرب منصبا على باخموت. وتكبد الجانبان خسائر فادحة في الأرواح وتحول جزء كبير من المدينة إلى أنقاض بعد شهور من القتال في الشوارع وعمليات القصف.
وبالقرب من بلدة نيو-يورك، على بعد 50 كيلومترا إلى الجنوب من باخموت، وصف جنود أوكرانيون في مخابئ موحلة جهودهم لصد الهجمات الروسية بشكل يومي.
وقال قائد وحدة مشاة عرف نفسه لرويترز بالاسم الحركي بوديا "يتسللون ويطلقون النار ويحاولون إنهاكنا. ثم يقيمون الوضع ويتمكنون من التقدم قليلا".
وأضاف "في غضون ذلك، نحاول السماح لهم بالاقتراب منا حتى نتمكن من ضربهم بدقة أكبر".
وشدد القادة العسكريون الأوكرانيون على أهمية الاحتفاظ بباخموت وبلدات أخرى وإلحاق خسائر قبل الهجوم المضاد المنتظر.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تقرير "في قطاع باخموت، لا يتوانى العدو عن محاولات اقتحام مدينة باخموت. تم صد 20 هجوما على الأقل للعدو هنا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية".
ولم يتسن لرويترز التحقق من تقارير ساحة المعركة.
* مزيد من الدعم
في وارسو، من المقرر أن يلتقي زيلينسكي نظيره البولندي أندريه دودا ورئيس الوزراء ماتيوش مورافيتسكي ويتحدث إلى اللاجئين الأوكرانيين.
وعبر الرئيس الأوكراني الحدود إلى بولندا، التي اضطلعت بدور مهم في إقناع قوى غربية أخرى بإمداد أوكرانيا بدبابات قتالية وأسلحة أخرى، صباح يوم الأربعاء.
وقال مارسين برزيداتش مساعد الرئيس البولندي "لن يتفاجأ أحد إذا طلب الجانب الأوكراني من بولندا وشركاء أجانب آخرين مزيدا من الدعم ... لكن يجب أن ندرك أننا، بولندا، فعلنا الكثير حقا".
وقال برزيداتش في وقت سابق إنه تم بالفعل تسليم أول شحنة من طائرات ميج المقاتلة إلى أوكرانيا.
وكتب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف عبر تيليجرام "ستعزز طائرات ميج من بولندا دفاعنا بشكل كبير، وتسمح لنا بتأمين أفضل لأجوائنا، وحماية أرواح مواطنينا، وكذلك تقليل الدمار الذي تسببه الهجمات الروسية".
وفي سياق منفصل، قال الكرملين إن ألكسندر لوكاشينكو رئيس روسيا البيضاء سيتوجه إلى موسكو يوم الأربعاء لإجراء محادثات تستمر ليومين مع بوتين.
وتعد روسيا البيضاء من بين أقوى حلفاء بوتين، وكانت نقطة انطلاق للغزو الروسي في فبراير شباط من العام الماضي. وقال بوتين الشهر الماضي إن روسيا ستنشر أسلحة نووية تكتيكية في روسيا البيضاء.
(إعداد أميرة زهران للنشرة العربية - تحرير رحاب علاء)