موسكو (رويترز) - يواجه المعارض الروسي فلاديمير كارا مورزا حكما بالسجن لمدة تصل إلى ربع قرن عن اتهامات بالخيانة. وقال كارا مورزا أمام محكمة في موسكو يوم الاثنين إنه لم يرتكب جرما وإن محاكمته تعيد إلى الأذهان محاكمات جوزيف ستالين الصورية في ثلاثينيات القرن الماضي.
وكارا مورزا (41 عاما) أب لثلاثة أطفال وصحفي سابق يحمل جوازي سفر روسي وبريطاني، وعارض لسنوات الرئيس فلاديمير بوتين وضغط على حكومات ومؤسسات أجنبية لفرض عقوبات على روسيا وعلى أفراد روس بسبب ما قال إنها انتهاكات لحقوق الإنسان.
وطالب الادعاء العام في روسيا يوم الخميس الماضي بسجنه 25 عاما عن اتهامات بالخيانة وتشويه سمعة الجيش الروسي بعد أن انتقد ما تسميه موسكو "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
وتجري محاكمته، التي تنتهي بإصدار حكم في 17 أبريل نيسان، خلف أبواب مغلقة لكن زوجته ومحاميه كشفا عن كلمته الأخيرة أمام المحكمة يوم الاثنين.
ونطقت كلمة كارا مورزا بالتحدي ورفض أن يطلب من المحكمة تبرئته، وقال إنه لا يتزحزح عن كل ما قاله ويفخر به.
وقال إن المناخ الحالي يشبه كثيرا ثلاثينيات القرن الماضي حين أجرى ستالين سلسلة من المحاكمات الصورية لخصومه بهدف التخلص منهم.
وقال كارا مورزا "من المفترض أن يتوب المجرمون عما فعلوه. لكني على العكس، أقبع في السجن بسبب آرائي السياسية. وأنا أعلم أيضا أنه سيحل يوم ينقشع فيه الظلام المخيم على بلادنا".
وفي وقت سابق يوم الاثنين، دعا عشرات الصحفيين والنشطاء الحقوقيين الروس، وكثيرون منهم فروا خارج البلاد، السلطات إلى إطلاق سراح كارا مورزا، قائلين إن التهم الموجهة إليه بلا أساس ولها دوافع سياسية.
وجاء في رسالة الصحفيين والنشطاء "حاكموا القتلة والمجرمين بدلا من محاكمة المواطنين الشرفاء الذين يشعرون بالمسؤولية ويجرؤون على التفكير وقول الحقيقة... أوقفوا انزلاقا جديدا لروسيا نحو الاستالينية والنظام الشمولي".
ولم يتسن الحصول على رد بعد على الرسالة من السلطات التي تعتبر كثيرين من الموقعين عليها خونة يريدون هزيمة بلادهم في ساحة المعركة.
ويقول كارا مورزا وأنصاره إنه نجا من محاولتين لتسميمه. وتنفي السلطات الروسية أي تورط في مثل هاتين المحاولتين المزعومتين.
(إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية- تحرير علي خفاجي)