💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

سودانيون يحتمون بمنازلهم خوفا من حرب شوارع ضارية في الخرطوم

تم النشر 19/04/2023, 00:48
© Reuters. منزل متضرر خلال اشتباكات بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش السوداني في الخرطوم يوم الاثنين. تصوير: رويترز. يحظر إعادة بيع الصورة أو

من خالد عبد العزيز ونفيسة الطاهر

الخرطوم/القاهرة (رويترز) - شعر سكان منطقة راقية في العاصمة السودانية الخرطوم بالخوف من الوقوع في ورطة حين اكتشفوا أن جارهم الجديد أحد قادة قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي اتهمها محتجون بقمعهم في السابق.

وتبين أن لهذه المخاوف ما يسوغها هذا الأسبوع حين اضطر الناس للتحصن بمنازلهم عندما وقع إطلاق نار وقصف وضربات جوية في أنحاء متفرقة من المدينة مع اشتعال فتيل حرب ضروس على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال معتصم الذي يقيم على بعد مبان قليلة من عبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع وهي القوة التي تقاتل الجيش منذ يوم السبت "كنا عارفين إنه يوم زي دا حيجي (سيأتي)".

وقال معتصم الذي يقطن حي الرياض الواقع بالقرب من المطار "الوضع خطر لأنه ساكن بيناتنا (وسطنا)".

وطلب معتصم الاكتفاء بذكر اسمه الأول.

والجار غير المرحب به الذي وصل إلى الحي في عام 2020 هو شقيق محمد حمدان دقلو المشهور أيضا باسم حميدتي وهو قائد قوات الدعم السريع ومحور المنافسة الشرسة مع قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.

وأودى القتال بالفعل بحياة 185 شخصا على الأقل وأجبر عشرات المستشفيات على إغلاق أبوابها وعرقل اتفاقا استهدف تشكيل حكومة مدنية بعد عقود من الحكم الاستبدادي والعسكري.

وتعهد الجانبان بالالتزام بوقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة اعتبارا من مساء يوم الثلاثاء بعدما أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اتصالات مع القائدين. لكن إطلاق النار استمر بعد بدء سريان وقف إطلاق النار.

وقال معتصم إنه استطاع من موقع متميز في منزله أن يرى في وقت سابق يوم الثلاثاء قوات الدعم السريع وهي تصوب صواريخ مضادة للطائرات في الشارع. وقال سكان مناطق أخرى إن متاجر تعرضت للنهب وطرد مسلحون أشخاصا من منازلهم.

* صراع شامل

ولأول مرة يختبر الكثيرون في الخرطوم هذا النوع من الصراع الذي لم يكن ينشب إلا في مناطق نائية من الدولة كما كان الحال في دارفور بغرب البلاد حيث برز اسم قوات الدعم السريع أو في الجنوب عندما أدى قتال استمر عقودا إلى انفصال جنوب السودان عام 2011.

وفي الماضي، كانت عاصمة هذه الدولة الفقيرة، التي ما زالت تعتمد بشدة على المساعدات الدولية، بمنأى عن الصراع رغم الانقلابات العسكرية والاحتجاجات الشعبية وإن كانت بعض الاحتجاجات قد قوبلت بالعنف. واتهم المحتجون قوات الدعم السريع بتنفيذ حملة دامية على اعتصام مناهض للجيش في عام 2019. وتنفي قوات الدعم السريع ذلك.

لكن العاصمة تعاني الآن. وفي حي الخرطوم 2 الراقي الذي يضم سفارات ومكاتب لقوات الدعم السريع، قال سكان إن قوات الدعم السريع اقتحمت منازل ومتاجر كبيرة.

ولم يتسن الاتصال بمتحدث باسم قوات الدعم السريع للتعليق على هذا التقرير.

وقالت امرأة من حي الخرطوم 2 لرويترز عبر الهاتف فيما تسنى سماع دوي إطلاق نيران المدفعية في الخلفية "بيطلعوا (يخرجون) الناس من بيوتهم".

وأضافت "بيطلبوا موية (ماء) وأكل من الناس، بس مرات بيقولوا ليهم يخلو البيت عشان هم يرحلو هناك (ينتقلون إليه)". وذكرت أنها تطفئ الإضاءة في منزلها معظم الوقت لتوفير وقود المولد ولتفادي لفت الانتباه.

وتنتشر مباني وقواعد قوات الدعم السريع في أنحاء متفرقة من العاصمة وتكون غالبا في مناطق مكتظة بالسكان أصبحت بؤرا للقتال. ونشبت أيضا معارك على مواقع استراتيجية مثل المطار ومقر الجيش والتلفزيون الرسمي التي تقع في وسط المناطق السكنية.

وقال سكان وشاهد من رويترز إن القوات التي رأوها في الشوارع كانت في الغالب من مقاتلي قوات الدعم السريع. ويعتمد الجيش فيما يبدو على المدفعية والضربات الجوية مثلما كان الحال في صراعات سابقة. وقال سكان إنهم سمعوا أصوات تحليق طائرات حربية فوقهم وأعقبتها نيران مضادة للطائرات هزت منازلهم.

* "الفزع في كل مكان"

يعكس هذا نمط القتال المتبع في صراع دارفور الذي اندلع في عام 2003 واستمر عدة أعوام. وفي ذلك الوقت، كان الجيش يقاتل جنبا إلى جنب مع قوات الدعم السريع، واعتمد الجيش على القوات الجوية لمهاجمة المتمردين ونشر الميليشيات على الأرض مثل ميليشيا الجنجويد التي ولدت قوات الدعم السريع من رحمها.

وقالت سجدة جعفر الطيب مصطفى المقيمة في مدينة بحري المجاورة للخرطوم "الفزع في كل مكان، أصوات المدفعية وإطلاق النار العشوائي الذي يحدث إصابات بين المدنيين".

وتتألف ولاية الخرطوم من العاصمة الخرطوم وبحري وأم درمان وهي مدن تقع على ضفاف متقابلة لرافدي النيل الأزرق والنيل الأبيض اللذين يلتقيان هناك لتشكيل نهر النيل.

وقال أحد الشهود لرويترز إن جثثا لمدنيين وعسكريين رُصت خارج مستشفى ما زال يعمل في بحري وعلى أسرة المستشفى، مع عدم قدرة الأطقم الطبية العاملة على إرسالها للدفن أو حفظها في مشرحة.

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن 34 مستشفى في العاصمة إما اضطروا للتوقف عن العمل أو سيضطرون لذلك قريبا بسبب انقطاع الكهرباء ونقص المياه أو لتضررهم جراء إطلاق النيران أو القصف بالمدفعية.

وقال عدة أشخاص في أماكن أخرى في محيط العاصمة لرويترز إنهم رأوا جنود قوات الدعم السريع وهم يهرعون سريعا إلى شوارع الأحياء السكنية عند بدء الهجمات الجوية.

وفي حي الديم بالخرطوم، أصيبت إحدى الأسر بالهلع بعد أن ضرب صاروخ المبنى السكني الذي تعيش فيه. ونشرت أسرة أخرى تعيش بالقرب من مطار الخرطوم صورا لمنزلها وهو يحترق نتيجة لتبادل لإطلاق النيران.

ويحاول بعض سكان المدينة الآن الفرار خارجها.

ويحتمي طبيب الأسنان معاذ سليمان (27 عاما)، وهو مريض بالسكري ويواجه خطر نفاد الأنسولين لديه، مع جدته التي تبلغ من العمر 75 عاما ووالدته وشقيقه واثنين آخرين من أقاربه بعدما ضرب القصف المنازل المجاورة في الخرطوم. وتفكر أسرته فيما إذا كانت ستلجأ إلى الاحتماء عند أقارب خارج العاصمة.

© Reuters. منزل متضرر خلال اشتباكات بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش السوداني في الخرطوم يوم الاثنين. تصوير: رويترز. يحظر إعادة بيع الصورة أو الاحتفاظ بها في أرشيف.

وقال سليمان "حتى البقاء في المنزل لم يعد آمنا بسبب الشظايا والطلقات الطائشة التي تضرب المنازل".

وفر محمود الأمين (38 عاما)، وهو موظف إغاثة، إلى مسقط رأسه في ولاية الجزيرة خشية أن يجعله نشاطه السياسي المؤيد للديمقراطية هدفا في الصراع. وقال الأمين "سمعت أصوات أطفال باكين وفزعين من أسر في بنايتي … كان ذلك محزنا للغاية".

(شارك في التغطية الطيب صديق من الخرطوم ومي شمس الدين من القاهرة وعبير الأحمر من دبي- إعداد محمد حرفوش ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين ومحمود رضا مراد)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.