🟢 هل فاتك ارتفاع السوق؟ اعرف كيف لحق به 120 ألف من متابعينا.احصل على 40% خصم

سكان الخرطوم يحاولون الفرار رغم مخاطره مع تبديد الحرب فرحة العيد

تم النشر 21/04/2023, 22:56
© Reuters. أفراد تجمعوا في محطة حافلات للهروب من الاشتباكات في الخرطوم يوم 19 أبريل نيسان 2023. تصوير: الطيب صديق - رويترز.
EGX30
-
1810
-

من مريم رزق وخالد عبد العزيز

الخرطوم (رويترز) - كان عيد الفطر في السنوات الماضية مناسبة يخرج فيها كثيرون من سكان الخرطوم لزيارة الأهل والأقارب خارج المدينة، لكن الأوضاع تبدلت هذا العام إذ أصبح القادرون على المغادرة يخوضون غمار رحلة فرار يخيم عليها الذعر بعدما تحولت العاصمة السودانية إلى مدينة طاردة لسكانها بسبب الحرب.

ومع بدء عيد الفطر يوم الجمعة، ما زال الرصاص وقذائف المدفعية تدوي في أرجاء المدينة، على الرغم من النداءات والمناشدات الدولية لوقف إطلاق النار بهدف السماح بدخول مواد الإغاثة الإنسانية وفتح ممر آمن للمدنيين المحاصرين.

وأعلن طرفا الصراع يوم الجمعة أنهما سيلتزمان بهدنة، لكن القصف المتقطع استمر في الخرطوم حتى المساء.

وسعى كثيرون على مدى الأسبوع المنصرم إلى الانتقال لمناطق أكثر أمنا في العاصمة، على الرغم من إغلاق الجيش للجسور على نهر النيل بين الخرطوم وتوأمتيها أم درمان وبحري.

وهناك من قرروا المغادرة وخرجوا يجرون حقائبهم بطول الطرق أو يحملونها فوق الرؤوس منطلقين في بداية رحلاتهم، وغالبا ما يخرجون إلى ولاية الجزيرة جنوبا أو إلى ولاية نهر النيل شمالا.

وقال أحمد مبارك (27 عاما) إنه يشعر بالقلق الشديد بعد اندلاع العنف يوم 15 أبريل نيسان وقبل أن يقرر مغادرة الخرطوم يوم الخميس وليس معه سوى ملابسه التي يرتديها فقط.

وأضاف أنه لا توجد حافلات وأن الناس يسافرون سيرا (TADAWUL:1810) على الأقدام حاملين حقائبهم، وأن السيارات التي تمر كلها سيارات خاصة وممتلئة.

وفي نهاية المطاف استطاع ركوب إحدى الحافلات التي تطوع مالكها لنقل الأفراد إلى خارج الخرطوم. ووصل مبارك إلى عطبرة التي تبعد نحو 280 كيلومترا شمال شرقي الخرطوم وطرق باب منزل أسرته.

وذكر مبارك أنهم لم يصدقوا الأمر وأنها كانت لحظة رائعة.

ودفع الصراع على السلطة بين جيش السودان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية العاصمة الخرطوم لأول مرة إلى حرب واسعة النطاق ونزوح شهدهما سكان الخرطوم في أجزاء أخرى من البلاد في عقود ماضية.

وتسببت الاشتباكات التي حدثت في الأيام الأخيرة من شهر رمضان في انقطاع إمدادات المياه والكهرباء لفترات طويلة وفي تحول المطار إلى ساحة معركة وفي إغلاق معظم المستشفيات.

وفي كثير من أحياء ولاية الخرطوم التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة، حوصر السكان في منازلهم وخرجوا منها فقط للحصول على مستلزماتهم من المتاجر التي تعرضت للنهب والتي تتقلص الإمدادات الموجودة فيها.

* رحلات محفوفة بالمخاطر

أصبح من الصعب العثور على الوقود. وكما هو الحال مع السلع الأخرى، قفزت أسعاره منذ بدء القتال.

وقالت محاسن أحمد (55 عاما) وهي تغادر حي جبرة في جنوب الخرطوم مع اثنين من أقاربها على أمل العثور على حافلة متجهة إلى مدني على بعد 165 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي "أصبحت الخرطوم خطرة ونخشى أن تزداد الحرب سوءا".

ويلقي الكثير من الفارين أول نظرة لهم على الدمار الذي أحدثه القتال مع تأثر المباني بالضربات الصاروخية وانقطاع خطوط الكهرباء وامتلاء الجدران بطلقات الرصاص وتفحم المركبات العسكرية في الشوارع.

ومع اندلاع أعمال العنف في أجزاء أخرى من السودان، يسعى البعض إلى مغادرة البلاد في مجموعات إذ عبر ما يصل إلى 20 ألفا منهم الحدود إلى تشاد واتجه آخرون شمالا نحو مصر.

وهذه الرحلات محفوفة بالمخاطر إذ يضطر الفارون في كثير من الأحيان إلى المرور عبر نقاط التفتيش التابعة لقوات الدعم السريع حيث يسمح لهم عادة بالمرور ولكن في بعض الأوقات يتعرض بعض المدنيين لإطلاق النار.

مكرم وليد، طبيب يبلغ من العمر 25 عاما، كان يأمل مغادرة الخرطوم مع أسرته لكنه كان قلقا من الخطر الذي قد تتعرض له شقيقاته الثلاث الأصغر سنا.

وقال "من الصعب جدا التعامل مع خطر مغادرة منزلنا وترك ممتلكاتنا".

ويخشى بعض السكان في الخرطوم من انتقال أفراد قوات الدعم السريع للعيش في منازلهم إذا غادروها. وتنتشر قوات الدعم السريع بالفعل في عدة أحياء بالعاصمة.

© Reuters. أفراد تجمعوا في محطة حافلات للهروب من الاشتباكات في الخرطوم يوم 19 أبريل نيسان 2023. تصوير: الطيب صديق - رويترز.

وشوهدت علياء متوكل، وهي مهندسة معمارية ومصممة ديكور تبلغ من العمر 26 عاما وتعيش في الخرطوم، بينما كانت تحاول العثور على طريق آمن للخروج من المدينة مع اثنين من أشقائها وخالها وأبناء خالها وابن أختها البالغ من العمر ثمانية أشهر بعد فشل مساعيهم للاحتفال بعيد الفطر مع عائلتهم وأصدقائهم داخل المدينة المدمرة.

وتساءلت "هل سنتمكن من مغادرة المنزل أم لا؟ وإذا غادرنا المنزل، فهل سنكون بأمان؟ وإذا غادرنا، فهل سنتمكن من العودة لمنزلنا وحياتنا بالخرطوم؟ كل هذه الأسئلة في ذهني وليس لدي جواب عليها".

(شارك في التغطية خالد عبد العزيز من الخرطوم ونفيسة الطاهر ومريم رزق ومي شمس الدين من القاهرة - إعداد أيمن سعد مسلم ومحمد أيسم ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.