💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

البيت الأبيض: إجلاء موظفي السفارة الأمريكية من السودان

تم النشر 22/04/2023, 14:50
© REUTERS
LCO
-

من خالد عبد العزيز ونفيسة الطاهر وإيدن لويس

الخرطوم (رويترز) - قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الجيش الأمريكي أجلى موظفين بالحكومة الأمريكية من العاصمة السودانية الخرطوم، مضيفا أن واشنطن علقت العمليات في سفارتها هناك في ظل استمرار القتال بين الجانبين المتحاربين، وهما الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وقال بايدن في بيان "هذا العنف المأساوي في السودان أودى بحياة المئات من المدنيين الأبرياء.. هذا أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف".

من جهته قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان إنه تم إجلاء "جميع الموظفين الأمريكيين وعائلاتهم" بأمان وإن الولايات المتحدة ستواصل مساعدة الأمريكيين هناك في تدبير شؤون سلامتهم".

وذكر مسؤولون أمريكيون أنه تم إجلاء جميع موظفي الحكومة الأمريكية وعدد قليل من الموظفين الدبلوماسيين من بلدان أخرى خلال العملية التي شملت نقل أقل من مئة شخص.

وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن ما يزيد قليلا على 100 من قوات العمليات الخاصة الأمريكية شاركوا في الإجلاء، مضيفين أنهم دخلوا السودان وخرجوا منه دون أن يتعرضوا لإطلاق نار من أي من طرفي الصراع.

وبدأ رعايا أجانب آخرون في مغادرة السودان من ميناء على البحر الأحمر يوم السبت بعد أسبوع من بدء القتال في أنحاء البلاد. وذكرت شبكة التلفزيون اليابانية (تي.بي.إس) أنه سيتم إجلاء موظفي الأمم المتحدة ومنهم الرعايا اليابانيون وعائلاتهم من السودان يوم الأحد.

وأدى القتال في المناطق الحضرية إلى محاصرة أعداد كبيرة في العاصمة. وجرى استهداف المطار بشكل متكرر ولم يتمكن العديد من السكان من مغادرة منازلهم أو الخروج من المدينة إلى مناطق أكثر أمانا.

وحثت الأمم المتحدة ودول أجنبية قائدي طرفي الصراع على احترام وقف إطلاق النار المعلن الذي تم تجاهله في كثير من الأحيان، وفتح ممرات آمنة للسماح للمدنيين بالفرار وإدخال مساعدات تشتد الحاجة إليها.

وقوض انزلاق السودان المفاجئ إلى الحرب خططا لاستعادة الحكم المدني، ودفع البلد الذي يعاني من الفقر بالفعل إلى شفا كارثة إنسانية وهدد باندلاع حرب أشمل قد تجتذب قوى خارجية، بعد أربعة أعوام على الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية.

ولم يتمكن آلاف الأجانب، من بينهم موظفو سفارات وعمال إغاثة وطلاب، من الخروج من الخرطوم ومناطق أخرى في السودان، ثالث أكبر دولة في أفريقيا، بسبب إغلاق المطار والمجال الجوي غير الآمن.

وأجلت السعودية مواطنين خليجيين من ميناء بورسودان على البحر الأحمر، على بعد 650 كيلومترا من الخرطوم. وسيستخدم الأردن المسار نفسه لإجلاء مواطنيه.

* ’ساعات من الرعب’

من المتوقع أن ترسل دول غربية طائرات لمواطنيها من جيبوتي رغم أن الجيش السوداني أشار إلى وجود صعوبات في مطار الخرطوم ومطار نيالا أكبر مدن دارفور. ولم يتضح بعد متى يمكن تنفيذ ذلك.

ولم يلتزم الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي حتى الآن بوقف لإطلاق النار يجري الاتفاق عليه يوميا تقريبا منذ اندلاع القتال في 15 أبريل نيسان.

وانتهك القتال يوم السبت ما كان يفترض أن يكون هدنة لثلاثة أيام بدأت يوم الجمعة للسماح للمواطنين بالوصول إلى مناطق آمنة وزيارة عائلاتهم خلال عطلة عيد الفطر. ويتهم كل طرف الآخر بعدم احترام الهدنة.

وقال حميدتي لقناة العربية في وقت متأخر يوم السبت إنه ليست لديه أي مشكلة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار. وأضاف أن الجيش لم يحترم الهدنة وإنه إذا احترمها فسوف تحترمها أيضا قوات الدعم السريع.

ومن شأن أي تراجع في حدة القتال أن يسرع وتيرة نزوح سكان الخرطوم اليائسين إلى خارج العاصمة بعدما قضوا أياما في منازلهم أو أحيائهم تحت تهديد القصف وتحركات المقاتلين في الشوارع.

وأفاد سكان في الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري بوقوع ضربات جوية بالقرب من هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية ومعارك في مناطق منها مواقع قريبة من مقر الجيش.

وقالت ساكنة في حي كافوري بمدينة الخرطوم بحري إن إمدادات المياه والكهرباء مقطوعة منذ أسبوع، وأفادت بوقوع ضربات جوية متكررة. وأضافت "نتأهب للمعركة الكبيرة. نشعر بالرعب مما سيحدث".

وقالت في رسالة لاحقة "لقد بدأت".

وقال مواطن آخر يدعى محمد صديق من حي شمبات في مدينة الخرطوم بحري "مررنا بساعات من الرعب عندما وقعت اشتباكات وإطلاق نار بين الجيش وقوات الدعم السريع داخل الحي، والرصاص في كل مكان".

وأظهر بث تلفزيوني مباشر لعدة قنوات تصاعد سحابة كبيرة من الدخان الأسود من مطار الخرطوم ودوي إطلاق نار ومدفعية.

ودعت منظمة أطباء بلا حدود إلى فتح ممرات آمنة. وقال عبد الله حسين مدير عمليات السودان بالمنظمة "نحتاج إلى مساحة حيث يمكننا إمداد مواقع مختلفة… نحتاج إلى موانئ لدخول البلاد حتى يمكننا إحضار أطقم متخصصة في التعامل مع الصدمات وإدخال إمدادات طبية".

وقالت نقابة أطباء السودان إن ما يربو على ثلثي المستشفيات في مناطق الاشتباكات توقفت عن الخدمة، مضيفة أن 32 مستشفى إما أنها تقع في مرمى النيران أو قام جنود بإخلائها قسرا.

* مخاوف من كارثة إنسانية

خارج الخرطوم، وردت تقارير عن وقوع أسوأ أعمال عنف في دارفور، وهي منطقة صحراوية في غرب البلاد على الحدود مع تشاد. وشهدت دارفور منذ عام 2003 صراعا أسفر عن مقتل ما يصل إلى 300 ألف وتشريد 2.7 مليون.

وجاء في إفادة للأمم المتحدة عن الأوضاع الإنسانية يوم السبت أن لصوصا استولوا على ما لا يقل عن عشر مركبات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي وست شاحنات طعام أخرى بعد اقتحام مكاتب ومخازن تابعة للمنظمة في نيالا بجنوب دارفور.

ولا توجد أي مؤشرات حتى الآن على أن أيا من الطرفين يستطيع تحقيق نصر سريع أو أنه مستعد للتراجع وإجراء حوار.

ويملك الجيش قوات جوية لكن قوات الدعم السريع تنتشر بشكل كبير في المناطق الحضرية.

ومع ذلك قال البرهان يوم السبت "يجب أن نجلس جميعا كسودانيين ونجد المخرج الملائم حتى نعيد الأمل ونعيد الحياة". وهذه أكثر تعليقاته تصالحية منذ اندلاع القتال.

وفي وقت سابق من القتال، أعلن البرهان قوة الدعم السريع قوة متمردة وأمر بحلها، وقال إن الحل العسكري هو الخيار الوحيد. وقال حميدتي أمس السبت إنه لا يستطيع التفاوض مع البرهان.

© Reuters. مسؤولون من القوات البحرية الملكية السعودية يرحبون بمواطنين سعوديين وأشخاص من جنسيات أخرى لدى وصولهم إلى مطار جدة قادمين من السودان يوم السبت. صورة لرويترز من وكالة الأنباء السعودية.

ويشغل البرهان وحميدتي أعلى منصبين في مجلس السيادة الحاكم الذي كان يشرف على عملية الانتقال السياسي بعد انقلاب 2021، وهي العملية التي كان من المفترض أن تشمل الانتقال إلى الحكم المدني ودمج قوات الدعم السريع في الجيش.

وذكرت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة أن 413 شخصا قُتلوا وأصيب 3551 آخرون منذ اندلاع القتال. وتشمل حصيلة القتلى خمسة على الأقل من موظفي الإغاثة في بلد يعتمد على المساعدات الغذائية.

(شارك في التغطية أحمد طلبة وحاتم ماهر من القاهرة وجوليا بارافيتشيني من نيروبي ودافني ساليداكيس من واشنطن - إعداد حسن عمار ومروة سلام للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.