💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تجدد القتال في السودان بعد هبوط الليل رغم الهدنة

تم النشر 25/04/2023, 11:07
© Reuters. تجمع لأشخاص أثناء فرارهم من الاشتباكات الدائرة بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش في الخرطوم يوم الاثنين. تصوير: الطيب صديق - رويترز.
EGX30
-

من خالد عبد العزيز

الخرطوم (رويترز) - تجدد القتال في السودان في وقت متأخر يوم الثلاثاء بالرغم من إعلان الطرفين المتحاربين وقف إطلاق النار، وذلك في الوقت الذي قال فيه مبعوث من الأمم المتحدة إن الهدنة صامدة في بعض الأماكن إلا أنه لا توجد مؤشرات على استعداد أي من الجانبين للتفاوض بجدية.

ووافق كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة اعتبارا من يوم الثلاثاء بعد مفاوضات توسطت فيها الولايات المتحدة والسعودية.

لكن مراسلا لرويترز أفاد بإمكانية سماع دوي إطلاق النار والانفجارات بعد حلول الليل في مدينة أم درمان، الواقعة قبالة العاصمة الخرطوم على الجانب الآخر من النيل حيث استخدم الجيش الطائرات المسيرة لاستهداف مواقع قوات الدعم السريع.

واستخدم الجيش الطائرات المسيرة أيضا في محاولة لإبعاد مقاتلي قوات الدعم السريع عن مصفاة تكرير في بحري، المدينة الثالثة الواقعة عند التقاء النيلين الأبيض والأزرق.

وقال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس لمجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء إن وقف إطلاق النار "يبدو صامدا في بعض المناطق حتى الآن".

لكنه أضاف أن أيا من الطرفين لم يبد استعداده "للتفاوض بجدية وهو ما يشير إلى أن كلا منهما يعتقد أن بإمكانه تحقيق نصر عسكري على الآخر".

وقال "هذه حسابات خاطئة" مضيفا أن مطار الخرطوم عاد للعمل لكن مدرج الطائرات قد تضرر.

ومنذ أن اندلعت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل نيسان لجأت القوات شبه العسكرية إلى الأحياء السكنية ويحاول الجيش استهدافهم من الجو. وعرقلت الحرب انتقال السودان إلى حكم ديمقراطي مدني.

أدى الصراع إلى تحول مناطق سكنية إلى ساحات حرب. وتسببت الضربات الجوية والقصف المدفعي في مقتل 459 شخصا على الأقل وإصابة ما يزيد على أربعة آلاف آخرين وتدمير مستشفيات والحد من توزيع المواد الغذائية في بلد يعتمد ثلث سكانه البالغ عددهم 46 مليون نسمة بالفعل على المساعدات.

وقال مسؤول بمركز الرومي الطبي في أم درمان إن قذيفة أصابت المستشفى يوم الثلاثاء وانفجرت داخله مما أدى لإصابة 13 شخصا.

* إطلاق سراح مسجونين

في علامة أخرى على تدهور الوضع الأمني، قال الوزير السابق أحمد هارون المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور إنه سُمح له ولمسؤولين آخرين بمغادرة سجن كوبر.

وعقب أنباء عن عمليات هروب من السجن في الأيام القليلة الماضية، قال هارون إن الأوضاع في سجن كوبر تدهورت بشدة. وقال متظاهر كان مسجونا هناك في تسجيل صوتي نُشر يوم الأحد إن السجناء أُطلق سراحهم بعد أسبوع دون ماء ولا غذاء.

وخدم هارون والمسؤولون الآخرون الذين غادروا السجن تحت قيادة الرئيس السابق عمر البشير الذي تولى السلطة في انقلاب عسكري عام 1989 وأطيح به في انتفاضة شعبية عام 2019. واتهمت المحكمة الجنائية الدولية هارون بتنظيم ميليشيات لمهاجمة المدنيين في إبادة جماعية في دارفور عامي 2003 و2004. ولم يتضح مكان البشير حتى الآن.

ومن ناحية أخرى، قالت منظمة الصحة العالمية إن أحد طرفي الصراع سيطر على منشأة صحية حكومية في الخرطوم وعبرت عن مخاوفها من مخاطر بيولوجية محتملة بسبب مسببات الحصبة والكوليرا الموجودة بمخازن المستشفى.

وأثار نزوح موظفي السفارات ومنظمات الإغاثة من السودان مخاوف من تعرض المدنيين غير القادرين على مغادرة البلاد لخطر أكبر إذا انهارت الهدنة الهشة ومدتها ثلاثة أيام تنتهي يوم الخميس.

وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض يوم الثلاثاء إن فريق الأمن القومي التابع للرئيس الأمريكي جو بايدن مستمر في الحديث مع القادة العسكريين المتناحرين في السودان للعمل من أجل إنهاء القتال وتقديم الدعم الإنساني.

وأصابت الاشتباكات المستشفيات ومرافق أساسية أخرى بالشلل، وأجبرت العديد من الأشخاص على البقاء في منازلهم في ظل نقص إمدادات الغذاء والمياه.

ومع انتشار الجثث في الشوارع، قالت منظمة أطباء بلا حدود إنها لم تتمكن من إدخال إمدادات جديدة ولا مزيد من أطقمها إلى السودان.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن نقص الغذاء والماء والدواء والوقود أصبح شديدا للغاية مع ارتفاع أسعار السلع. وأضاف المكتب أنه اضطر لتقليص أنشطته لأسباب تتعلق بالسلامة.

وتوقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن يفر مئات الآلاف إلى البلدان المجاورة.

* "لماذا يتخلى عنا العالم؟"

وبينما تسارع الحكومات الأجنبية لإجلاء رعاياها من السودان، يقول من لا يملكون مكانا آخر للفرار إليه إنهم يشعرون بأن العالم تخلى عنهم.

وتساءلت سمية ياسين (27 عاما) "لماذا يتخلى عنا العالم وقت الحرب؟" واتهمت القوى الأجنبية بالأنانية.

ومنذ اندلاع الاشتباكات، فر عشرات الآلاف من الناس إلى تشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.

© Reuters. أعمدة الدخان تتصاعد من أبنية خلال الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منطقة بحري يوم 22 أبريل نيسان 2023. تصوير: محمد نور الدين عبد الله - رويترز

ومع مغادرة المدنيين للخرطوم في سيارات وحافلات، صارت شوارع العاصمة شبه خاوية وانحسرت فيها مظاهر الحياة اليومية العادية مع بقاء الموجودين في المدينة داخل منازلهم بينما يتجول المسلحون في الخارج.

وقالت الصحفية الفرنسية أوجستين باسيلي في مكالمة هاتفية أثناء محاولتها عبور الحدود إلى مصر "لم يتبق شيء في المتاجر، لا مياه ولا طعام. وبدأ الناس يخرجون مسلحين بالفؤوس والعصي".

(شاركت في التغطية كايلي ماكليلان من لندن وكيوشي تاكيناكا وكانتارو كوميا ونوبوهيرو كوبو وماريكو كاتسومورا وإيلين لايز من طوكيو وستيف هولاند ومويرا واربيرتون من واشنطن وإيما فارج وجابرييل تيترو-فاربيه من جنيف - إعداد أميرة زهران ومحمد علي فرج ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.