💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

رحلة على الجمر.. الهروب من السودان "كابوس" للمغتربين الأفارقة

تم النشر 04/05/2023, 18:25
محدث 04/05/2023, 18:30
© Reuters. مغتربون من جنوب افريقيا تم اجلاؤهم من السودان لدى عودتهم إلى كيب تاون يوم الخميس. تصوير: إيسا الكسندر - رويترز.
DX
-
LCO
-
EGX30
-

من ماكدونالد دجايروتوي

لاجوس (رويترز) - كان طالب القانون النيجيري عمر يوسف يارو مسترخيا في شقته حينما سمع لأول مرة دوي الطلقات النارية في الشهر الماضي بالحي الذي يقطنه في العاصمة السودانية الخرطوم.

وعلى مدى الأيام التسعة التالية، مكث يارو وحيدا ليتجنب الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على أمل أن يتوقف القتال.

وفي ظل تعطل الإنترنت لديه واقتراب نفاد مخزونه من الطعام، فتح يارو بيانات هاتفه المحمول يوم 24 أبريل نيسان ووقعت عيناه على جملة أعادته إلى الحياة على تطبيق تيليجرام، وهي "ستجلي نيجيريا رعاياها" عند فجر اليوم التالي من حرم جامعة أفريقيا العالمية في العاصمة التي مزقتها الحرب.

سارع يارو بحزم حقيبتين وتوجه إلى أقرب محطة حافلات. لكن لم تصل أي وسيلة مواصلات.

وقال يارو "ظهرت قوات الدعم السريع بأسلحتها فجأة من العدم. صوبوا سلاحهم نحوي، ربما لإخافتي، وسألوني عن وجهتي في هذا الوقت من الليل بالحقيبتين".

وكانت تلك بداية رحلة طويلة ومروعة إلى بر الأمان.

بينما أرسلت الدول الغنية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا طائرات لإجلاء رعاياها من مطار بالقرب من الخرطوم، عانى أفارقة وأجانب آخرون من دول أقل ثراء للعثور على طريق للخروج.

تكدس الآلاف في الحافلات والشاحنات في الرحلة الممتدة 800 كيلومتر برا من الخرطوم إلى بورتسودان في ولاية البحر الأحمر للصعود على متن سفن. بينما توجه آخرون صوب الشمال لمسافة تبلغ ألف كيلومتر إلى حدود مصر، ليجدوا أنفسهم عالقين فحسب في صفوف انتظار تستمر لأيام للسماح لهم بالعبور.

لكن مع تزايد الأعداد وشح الوقود، قفزت أسعار التنقل إلى مئات الدولارات لتكون بعيدا عن متناول الكثيرين ومن بينهم الطلبة مثل يارو.

* الرصاص في كل مكان

كان يارو (24 عاما) مذعورا إلى حد أعجزه عن الرد حينما واجهه المقاتلون.

وقال لرويترز "ظننت أنها ستكون نهايتي".

لكن المقاتلين ضحكوا وتركوه في محطة الحافلات.

وتوسل يارو إلى رجل يركب دراجة نارية لتوصيله إلى الجامعة، ليجد أكثر من ألف نيجيري وبوركيني وتشادي وطلبة أجانب آخرين متجمعين بها.

لكن في اليوم التالي لم تظهر أي حافلات. واعترى الغضب الكثيرين الذين كانوا بلا طعام أو مياه أو نقود أو كهرباء.

وقال يارو لرويترز عبر تطبيق زووم، بينما يُسمع صوت بكاء في الخلفية، "حتى ونحن نجلس هنا، يمكنكم سماع أصوات أعيرة نارية في كل مكان تقريبا. لسنا آمنين هنا".

وقالت حكومة نيجيريا إنها حاولت استئجار 250 حافلة لإجلاء نحو 5500 من رعاياها وأغلبهم من الطلبة. لكنها لم تستطع توفير إلا 40 حافلة بتكلفة بلغت 1.2 مليون دولار.

ووصلت الحافلات العشر الأولى إلى الجامعة يوم 26 أبريل نيسان، لكن لم يكن بها مكان ليارو. كان عليه الانتظار أربعة أيام أخرى لنقله إلى بورتسودان في رحلة ليلية. وقال إن النيران اشتعلت في إحدى الحافلات في الطريق، لكن لم يُصب أحد.

واستطاع طالب نيجيري آخر، وهو كبير آدم (24 عاما)، أن يضمن مقعده في قافلة مغادرة من جامعة الرازي في الخرطوم إلى أرقين، وهي أحد معبرين رئيسيين على الحدود المصرية السودانية. لكن آدم قال إن السلطات المصرية أعادتهم قائلة إن الحافلات غير مصرح لها بالعبور.

فناموا في الحافلة في تلك الليلة ثم توجهوا إلى مدينة وادي حلفا.

حينما وصلوا، قال سائق الحافلة إنه لا يملك تصريحا لتوصيلهم إلى المعبر الحدودي وتركهم على قارعة الطريق. وقال آدم إنه وآخرين، بينهم نساء حوامل، ناموا في العراء أربع ليال قبل أن يُسمح لهم بدخول مصر يوم الثلاثاء.

وقالت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ بنيجيريا إن مصر تسمح لرعاياها بالدخول فقط إن كانت لديهم مقاعد على متن رحلات مغادرة. وأجلت طائرة تابعة للقوات الجوية النيجيرية وطائرة مستأجرة أول 354 نيجيريا من مدينة أسوان المصرية يوم الأربعاء.

ولم ترد وزارة الخارجية المصرية على طلب للتعليق. وقالت إن السلطات توفر الإغاثة وخدمات الطوارئ في المعابر وتحاول تسريع إجراءات الدخول من خلال زيادة أعداد الموظفين الحدوديين.

* "كان الأمر مروعا"

حتى الأشخاص الأفضل حالا واجهوا صعوبات في الخروج. فقال بريده موبايوا (34 عاما)، وهو مستشار أعمال من زيمبابوي، إنه بقي مع زوجته وابنه ذي العامين في غرفة المعيشة عندما تعرض منزلهم للأعيرة النارية.

ومن دون إنترنت أو حتى كهرباء لتشغيل هواتفهم، عانوا للتواصل مع سفارتهم أو أسرتهم. وقال موبايوا إنه وزوجته كانا يدخران الطعام والشراب القليلين لابنهما.

وبعد أسبوع، جاءتهم أنباء أنه ستتوفر وسيلة نقل تغادر من سفارة بلدهم إلى بورتسودان.

وقال موبايوا إن محرك سيارته أبى أن يعمل، ولم تكن هناك سيارات أجرة، فسار وزوجته أربعة كيلومترات تفصلهم عن السفارة. وأوقف مقاتلو قوات الدعم السريع الأسرة في الطريق، لكنهم تركوهم يمضون في حال سبيلهم عندما قال لهم موبايوا إنه يبحث عن طعام لابنه.

© Reuters. مغتربون من جنوب افريقيا تم اجلاؤهم من السودان لدى عودتهم إلى كيب تاون يوم الخميس. تصوير: إيسا الكسندر - رويترز.

ومن بورتسودان، انطلقوا إلى السعودية على متن سفينة شحن.

وقال موبايوا لدى هبوطه يوم الأحد في مطار هاراري عاصمة زيمبابوي حيث بكى أقاربه وهللوا "كان الأمر مروعا ... كنا ننام على الأرض، وكان الطقس قارس البرودة".

(تغطية إضافية من ماجي مايكل في أرقين بمصر، ونياشا تشينجونو في هاراري - إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.