من بول ساندل وموفيجا إم وسارة يونج
لندن (رويترز) - تجمع عشرات الآلاف من جميع الأعمار من بريطانيا وشتى أنحاء العالم وسط أجواء ممطرة لمتابعة مراسم تتويج تشارلز الثالث ملكا لبريطانيا في شوارع لندن وفي شرفة قصر بكنجهام الشهيرة يوم السبت.
ومنذ الساعات الأولى من الصباح، وعلى جانبي الشوارع، اصطف حشود من الناس بملابس جمعت ألوان الأحمر والأزرق والأبيض التي يتألف منها علم المملكة المتحدة وأمسكوا بمظلات تقيهم المطر لمشاهدة مراسم التتويج التي يفصلها 70 عاما عن مراسم التتويج السابقة. وحرصت الحشود على متابعة هذه المناسبة التاريخية التي اعتبرها كثيرون لحظة تجسد الوحدة الوطنية.
وارتدى الملك تشارلز والملكة كاميلا التيجان والثياب الملكية وهما يطلان من شرفة قصر بكنجهام مع وريث العرش الأمير وليام وغيره من كبار أفراد العائلة المالكة لمشاهدة عروض جوية بمناسبة التتويج والتي تقلص عددها بسبب السحب والأمطار.
وقالت كاتي ميتشل (25 عاما) التي حرصت على الاقتراب من القصر "لقد كانت طريقة رائعة لختام يوم رائع بالفعل".
وأضافت "كان من الرائع رؤيتهم جميعا في حياتهم الحقيقية تماما كما تراهم على البطاقة البريدية".
واحضر عدد كبير من الأفراد مقاعد أو درج للصعود عليها حتى يتمكنوا من الرؤية وسط الحشود. وارتدى بعض الأشخاص ملابس تنكرية تضمنت تيجانا ورقية وبلاستيكية. وفي أثناء تتويج الملك الذي أُقيم في كنيسة وستمنستر، تلاصق غرباء تحت المظلات لمشاهدة الحفل على هواتفهم وأجهزة آيباد أو على الشاشات الكبيرة في المتنزهات.
وقال مايك ويندابانك (60 عاما)، وهو عامل بناء من مقاطعة سوري (جنوب شرق انجلترا)، الذي كان يشاهد المراسم على هاتفه في متنزه سانت جيمس إن لحظة وضع التاج على رأس الملك تشارلز كانت "مؤثرة للغاية".
وأضاف "انتظر طوال حياته من أجل هذه اللحظة. لقد حانت ساعته، مهما يكن من شدة الحزن على وفاة والدته".
واعتلى تشارلز (74 عاما) العرش في سبتمبر أيلول بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث.
ومع اقتراب نهاية الحفل الذي استغرق ساعتين، شاركت الحشود التي اصطفت على جانبي طريق الموكب في ترديد النشيد الوطني "حفظ الله الملك".
وأحس كثيرون بعبق التاريخ في مشهد العربة الذهبية التي نقلت الملك تشارلز وزوجته الملكة كاميلا إلى قصر بكنجهام. وجرّت ثمانية خيول العربة التي صُممت قبل 260 عاما.
وقالت سارة آمز، وهي ربة منزل في عقدها السابع، "لدينا ملكية عمرها مئات الأعوام وهي صلتنا بالماضي. أين يمكنكم أن تروا مثل هذه الحشود في مكان آخر؟".
* أبهة وفخامة
وشارك في الموكب نحو أربعة آلاف جندي، ارتدى بعضهم معاطف قرمزية وقبعات من فرو الدببة، وشاركت أيضا فرق موسيقية عسكرية وعشرات الخيول في الموكب.
وتعددت أسباب الحضور. فقد أراد كثيرون ممن هم أكبر سنا إظهار دعمهم لتشارلز والنظام الملكي فيما أشار آخرون إلى بداية عهد جديد. ورغب آخرون ببساطة في الاحتفال والاستمتاع بمظاهر الأبهة والفخامة.
ويأتي التتويج وسط أزمة غلاء معيشة وحالة قلق في صفوف العامة، وخاصة الشبان، إزاء دور الملكية وأهميتها وشؤونها المالية.
وظل تشارلز وليا للعهد لأطول فترة مقارنة بأسلافه ولا يتمتع بالشعبية التي تمتعت بها والدته الراحلة ولم تجتذب مراسم تتويجه الملايين الذين احتشدوا في الشوارع لمشاهدة تتويجها عام 1953.
وتجمع بضع مئات من المحتجين من جماعة ريبابليك المناهضة للنظام الملكي على الطريق وأطلقوا صيحات الاستهجان في أثناء مرور تشارلز وكاميلا ورفعوا لافتات كتبوا عليها "ليس ملكا لي". وكانت الشرطة قد ألقت القبض على زعيم هذه الجماعة قبل بدء الموكب.
لكن استطلاعات رأي تظهر موافقة الشعب بوجه عام على اعتلاء تشارلز العرش وأن الغالبية لا تزال تدعم النظام الملكي حتى وإن انخفضت هذه النسبة بين الشباب.
وقال سام ميندنهال (27 عاما)، وهو عامل بأحد المقاهي من بريستول في جنوب غرب إنجلترا، إنه يعتقد أن تشارلز حاول تحقيق التوازن بين تقاليد الملكية التي يعود تاريخها إلى نحو ألف عام ووجه بريطانيا الحديث.
وأضاف "أعتقد أن الكثير من القضايا التي يعتني بها مهمة للغاية" وأن الملك تشارلز "يحاول أن يكون أكثر احتوائية" للجميع.
(إعداد أميرة زهران ومحمد علي فرج ومحمد أيسم ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين ومحمد حرفوش)