من إليزابيث بيبر
كييف (رويترز) - شرع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الاثنين في إضفاء الطابع الرسمي على اليوم الذي تحتفل فيه أوكرانيا بانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، والذي يوافق الثامن من مايو أيار، لتنضم إلى دول غربية في رفضها للماضي السوفيتي، الأمر الذي سرعان ما استنكرته موسكو.
وفي خطاب إلى شعبه من فوق تل يطل على العاصمة كييف، قال زيلينسكي إن "الشر القديم" عاد وهذه المرة أطلقته "روسيا الحديثة" التي تسعى لتحقيق هدف النازيين نفسه المتمثل في "الاستعباد والدمار"، مضيفا أنها لن تنجح في ذلك.
ولمزيد من التأكيد على انفصال أوكرانيا عن ماضيها السوفيتي، قال زيلينسكي إنه قدم مشروع قانون إلى البرلمان لجعل الثامن من مايو أيار رسميا يوما للذكرى والنصر، في حين ستحتفي أوكرانيا في التاسع من مايو أيار من كل عام بيوم أوروبا، وهو اليوم نفسه الذي تحتفل فيه روسيا بيوم النصر. ويريد زيلينسكي أن تنضم أوكرانيا يوما ما بعد الحرب إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال في تسجيل مصور بُث على قناته على تطبيق تيليجرام للتراسل "نعيد إلى دولتنا تاريخا صادقا بدون تأثيرات فكرية. تذكر معظم دول العالم في الثامن من مايو عظمة الانتصار على النازيين".
وبالنسبة لروسيا، يعد التاسع من مايو أيار أحد أهم مناسباتها الوطنية التي تحتفل بها بعروض عسكرية ضخمة وتحيي فيها ذكرى التضحيات الهائلة التي قدمها الاتحاد السوفيتي وفقدانه نحو 27 مليون مواطن في هزيمة ألمانيا النازية.
وبدأت أوكرانيا الاحتفال بيوم الثامن من مايو أيار لأول مرة في عام 2015. واتهمت روسيا، التي ضمت شبه جزيرة القرم وأثارت أعمال تمرد في شرق البلاد في العام السابق، باستخدام الذكرى السنوية لإثارة النعرة القومية الروسية. لكنها لم تضف الطابع الرسمي على هذا التغير خوفا من تأجيج الانقسامات الداخلية.
وقال زيلينسكي "اليوم، وقعت على المرسوم المتعلق بالأمر، وفي كل عام اعتبارا من يوم غد التاسع من مايو، سنحتفل بوحدتنا التاريخية - وحدة جميع الأوروبيين الذين دمروا النازية وسيهزمون الفاشية الروسية".
وتابع "الوحدة التي تقرب السلام".
* "يهوذا"
قال الكرملين إن التاسع من مايو أيار سيبقى يوما مقدسا بالنسبة لكثيرين في أوكرانيا.
وردا على سؤال عن مقترحات زيلينسكي، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في إفادة صحفية يوم الاثنين "هناك محاربون قدامى شاركوا أيضا في الحرب الوطنية العظمى، ويعتبر أقاربهم هذا اليوم مقدسا وسيبقى كذلك".
وذهبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أبعد من ذلك.
وقالت "من هو أسوأ من العدو؟ الخائن. إنه زيلينسكي.. يهوذا القرن الحادي والعشرين... شريك الفاشيين بعد 80 عاما". وأضافت أنه خان ذكرى الأوكرانيين الذين ماتوا وهم يحاربون النازيين.
وصعدت موسكو هجماتها على العاصمة الأوكرانية ومدن أخرى في أنحاء البلاد في الأيام الأخيرة قبل حلول يوم النصر يوم الثلاثاء، ويقول بعض المحللين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد تحقيق نوع من الانتصار في الحرب الطاحنة بالتزامن مع حلول العطلة.
وقال زيلينسكي إن أوروبا لن تسمح بحدوث ذلك، وأضاف أن الوقت حان مرة أخرى لهزيمة "الشر" و"لضمان عدم استعباد أي شخص لشعوب أخرى أو تدمير دول أخرى".
وتابع "لا نعرف حتى الآن تاريخ انتصارنا، لكننا نعلم أنه سيكون عطلة لأوكرانيا بأكملها، ولأوروبا بأسرها، وللعالم الحر كله".
(إعداد رحاب علاء ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد وعلي خفاجي)