💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

السودانيون يعلقون آمالهم على محادثات في السعودية

تم النشر 08/05/2023, 14:21
محدث 08/05/2023, 22:49
© REUTERS
LCO
-
EGX30
-

الخرطوم (رويترز) - يعلق السودانيون آمالهم على محادثات تجرى في مدينة جدة السعودية بين ممثلين لطرفي الصراع في بلادهم لإنهاء قتال أودى بحياة المئات وتسبب في موجات فرار جماعي من البلاد، لكن ليس هناك مؤشرات على أن هذا المسعى سيفضي إلى تهدئة دائمة في أي وقت قريب.

ولم ترد أنباء عن مدى التقدم في المحادثات التي بدأت في جدة يوم السبت بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وقال طرفا الصراع إنهما سيحاولان التطرق إلى الملفات الإنسانية فقط مثل فتح ممرات آمنة ولن يتفاوضا على وقف الحرب. ولم تصمد العديد من فترات وقف إطلاق النار التي أعلنت منذ اندلاع القتال في 15 أبريل نيسان.

وقال قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان يوم الاثنين إن الجيش يسعى لحل سلمي لكن المفاوضات الجارية لن تجدي نفعا ولن يتسنى مناقشة تسوية دائمة للأزمة بدون وقف إطلاق نار دائم في الخرطوم.

وأضاف أنه يؤمن بأن الحل السلمي هو الطريق الأمثل للتعامل مع هذه الأزمة.

وقال شهود إن دوي الضربات الجوية والاشتباكات سمع في أنحاء العاصمة الخرطوم يوم الاثنين.

وقالت تماضر إبراهيم (35 عاما) وهي موظفة حكومية في مدينة بحري على الضفة المقابلة للخرطوم من النيل الأزرق "إذا أخفقت مفاوضات جدة في وقف الحرب فهذا يعني أننا لن نتمكن من العودة لمنازلنا وحياتنا... ننتظر ما سينتج عن تلك المفاوضات لأنها أملنا الوحيد".

وقال محجوب صلاح، وهو طبيب عمره 28 عاما، إن مناطق العاصمة التي تشهد أعمال عنف تتغير من يوم لآخر.

وكان صلاح شاهدا على قتال عنيف ورأى أحد جيرانه يصاب برصاصة في بطنه في حي العمارات بوسط الخرطوم الشهر الماضي قبل أن يستأجر شقة لأسرته في جنوب شرق العاصمة.

وأضاف أنهم ما زالوا ينتظرون إصدار جوازات سفرهم لكنهم لا يعرفون الوقت الذي سيستغرقه الأمر موضحا أنهم يخططون للسفر من بورتسودان إلى السعودية.

* الآلاف يسارعون إلى المغادرة

المبادرة الأمريكية السعودية هي أول محاولة جادة لإنهاء القتال الذي حول مناطق في العاصمة السودانية إلى ساحات حرب، وعرقل مسار خطة مدعومة دوليا للتحول إلى الحكم المدني بعد سنوات شهدت اضطرابا تسبب في أزمة إنسانية طاحنة.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن محادثات "تمهيدية بدأت أمس السبت وستستمر خلال الأيام التالية على أمل الوصول إلى وقف فعال ومؤقت لإطلاق النار حتى يمكن إيصال المعونات الإنسانية لمن هم في حاجة إليها".

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تعتقد بأن الجانبين ناقشا كذلك حماية المدنيين.

لكن نطاق المحادثات محدود. وقال ضيف الله حاج، مبعوث البرهان، في تصريحات بجنوب السودان يوم الاثنين "نحن لا نتفاوض الآن مع الفريق أول حميدتي (قائد قوات الدعم السريع)".

وأضاف "ما نفعله الآن هو أننا نتطلع لهدنة ليتسنى لنا تهيئة الظروف لفتح ممر إنساني، لكننا لسنا مستعدين لمحادثات السلام".

ورحب تحالف قوى الحرية والتغيير السوداني بمحادثات جدة. والتحالف تجمع سياسي يقود خطة الانتقال إلى الحكم المدني بعد هيمنة الجيش على الحكم لعقود.

لكن محللين نصحوا بتوخي الحذر إزاء نتيجة المحادثات، مشيرين إلى وجود من يتشبثون بآرائهم في كلا الوفدين وإلى مكاسب حققتها قوات الدعم السريع على الأرض ربما تجعل الفصيل المسلح القوي يعدل عن تقديم تنازلات في الوقت الحالي.

وقالت خلود خير مديرة مركز (كونفلوينس أدفايزوري) السوداني للبحوث "الأطراف المعنية الرئيسية محليا ودوليا غائبة، مثل مصر والإمارات، وهما الوحيدتان اللتان أثبتتا حتى الآن أنهما قادرتان على ضمان وقف لإطلاق النار".

وأردفت "عدم وجود مدنيين يكرر فشل المفاوضات السياسية السابقة".

أوقع القتال الدائر منذ منتصف أبريل نيسان مئات القتلى وآلاف المصابين وعطل إمدادات المساعدات ودفع مئة ألف إلى الفرار إلى الخارج.

وقال المتحدث باسم مارتن جريفيث منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن جريفيث موجود في جدة من أجل المحادثات والاشتراك في المناقشات المتعلقة بالمشكلات الإنسانية في السودان.

ونشرت قوات الدعم السريع ما قالت إنه مقطع فيديو لجنود من الجيش السوداني سلموا أنفسهم. وعندما بدأ أحدهم في الحديث أمكن سماع دوي إطلاق نار في الخلفية.

وقال مصدر بالجيش إن الرجال الذين يظهرون في المقطع من وحدة للموسيقى العسكرية في القصر الرئاسي بالخرطوم، حيث احتجزتهم قوات الدعم السريع عند بداية القتال في الشهر الماضي.

ويسعى الآلاف إلى مغادرة البلاد عبر بورتسودان على متن قوارب إلى السعودية أو بدفع المال للانطلاق في رحلات جوية تجارية باهظة التكلفة عبر المطار الوحيد العامل في السودان أو الفرار على طائرات الإجلاء.

في غضون ذلك، نظم أفراد من قبيلة البجا، التي سبق أن احتشد أبناؤها في الماضي دعما للجيش وأغلقوا بورتسودان، مظاهرة هناك وأعلنوا خلالها ولاءهم الجيش.

والنزاعات ليست جديدة على السودان الواقع عند مفترق طرق استراتيجي بين مصر والسعودية وإثيوبيا ومنطقة الساحل المضطربة.

© Reuters. صورة من طائرة مسيرة لسحب الدخان الأسود تتصاعد في سماء منطقة بحري في الخرطوم يوم الأول من مايو أيار 2023. صورة لرويترز مأخوذة من مقطع مصور من أم درمان.

لكن معظم النزاعات السابقة كانت تحدث في مناطق نائية. وجعل تمركز القتال العنيف في الخرطوم هذه المرة الصراع أكثر إثارة للقلق بالنسبة للسودانيين.

ومنذ اندلاع القتال، سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عبور أكثر من 30 ألفا إلى جنوب السودان، أكثر من 90 بالمئة منهم من مواطني جنوب السودان. وتقول المفوضية إن العدد الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك بكثير. وتخشى وكالات الإغاثة من أن يفاقم هذا التدفق للاجئين أزمة إنسانية حادة بالفعل في جنوب السودان.

(تغطية صحفية خالد عبد العزيز - شارك في التغطية إيدن لويس وآدم مكاري من القاهرة وأرشد محمد من واشنطن وميشيل نيكولز من نيويورك ودينيس إيلامو من جوبا - إعداد سلمى نجم وأميرة زهران ورحاب علاء ومحمد أيسم ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد وعلي خفاجي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.