💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

رجل في الأخبار-عودة سوريا لجامعة الدول العربية تدعم موقف الأسد

تم النشر 08/05/2023, 21:17
محدث 08/05/2023, 21:18
© Reuters. الرئيس السوري بشار الأسد يلقي خطابا أمام البرلمان السوري في دمشق عام 2020. صورة من أرشيف رويترز من الوكالة العربية السورية للأنباء.
USD/TRY
-
USD/ILS
-

من توم بيري

بيروت (رويترز) - تقول مصادر مطلعة إن الرئيس بشار الأسد كان يرى الوقت دائما حليفا له في الحرب الأهلية في سوريا، إلى جانب قوة النيران الروسية والإيرانية التي استخدمها في مواجهة خصومه.

الآن، ومع عودة سوريا لجامعة الدول العربية، يبدو أن نفس المنطق لعب لصالحه مرة أخرى.

فبعد قرار عودة سوريا لجامعة الدولة العربية، بات بإمكان الأسد أن يلتقي بالملوك والرؤساء العرب في قمة الرياض التي ستُعقد في 19 مايو أيار الجاري، وهي لحظة مهمة لتطبيع علاقاته الإقليمية بينما يستمر الغرب في نبذه.

أمر كهذا كان غير وارد في بداية الصراع عندما ساندت دول الخليج العربية المعارضة المسلحة في صراعها للإطاحة بالأسد، ووصفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد ذلك بأنه "حيوان" لاستخدامه الأسلحة الكيماوية. ودأب الأسد على نفي هذا الاتهام.

ويدين الأسد إلى إيران وروسيا في بقائه على رأس السلطة إلى حد كبير بعدما أعلنتا التزامهما ببقائه في منصبه على عكس خصومه في الدول الغربية والشرق الأوسط الذين دعموا المعارضة وساندوها من أجل الإطاحة به.

وبقي الأسد (57 عاما)، بينما رحل كثيرون من المسؤولين الأجانب الذين كانوا يعتقدون في وقت من الأوقات أن نهايته وشيكة.

والآن، عززت التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط موقف الأسد في الوقت الذي تسعى فيه أقوى دول المنطقة لتحقيق توافق بشأن الصراع، ومنها إيران الشيعية والسعودية السنية.

وقال آرون لوند من مؤسسة سنشري إنترناشونال "السياسة الخارجية السورية تتمحور حول الانتظار إلى أن يبدأ الآخرون في تقبلهم.. الانتظار فحسب وتحمل العقوبات على افتراض أن أعداءهم سيصابون بالإرهاق قبلهم. وقد نجح ذلك بالنسبة لبشار الأسد إلى حد ما".

وأضاف "لكن الأمر ليس بهذه السهولة. سوريا مكان محطم ولا يمكن رفع العقوبات بسهولة. لا أعتقد أن هذا سيغير قواعد اللعبة. لكنه سيخفف على عزلة نظام الأسد".

ولم تذكر دمشق بعد ما إذا كان الأسد سيحضر القمة.

وفي مقابل إنهاء عزلة سوريا، تريد الدول العربية من دمشق أن تتخذ بعض الخطوات، خاصة نحو منع تهريب مخدر الكبتاجون المسبب للإدمان من سوريا لدول الخليج.

وطالت قوائم العقوبات التي أعلنتها الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة مسؤولين كبارا في سوريا وبعض أقارب الأسد بسبب هذه التجارة، وهي نقطة قوة وأداة ضغط بالنسبة للأسد في اتصالاته الإقليمية. وأعلنت سوريا موافقتها على أن تلعب دورا في إنهاء تهريب الكبتاجون في اجتماع عُقد في الأول من مايو أيار في الأردن.

* الحصار وسيلة حربية

تشكلت معالم حكم الأسد في مرحلتها المبكرة بتأثير عاملي الحرب في العراق والأزمة في لبنان، لكن أهم عنصر محدد لمعالم هذا الحكم هو الحرب الأهلية التي خرجت من رحم الربيع العربي عام 2011، عندما نزل السوريون للمطالبة بالديمقراطية في الشوارع لكن تمت مواجهتهم بالقوة الغاشمة.

ووصف الأسد الحرب بأنها مؤامرة مدعومة من دول أجنبية تستهدف دولته التي تفخر بجذورها العربية وتقف في وجه الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، وخاصة إسرائيل.

بمساعدة القوات الجوية الروسية والميليشيات المدعومة من إيران، استعاد الأسد الجزء الأكبر من سوريا في سنوات الصراع، واستخدم الحصار وسيلة للحرب لاستعادة مناطق مثل الغوطة الشرقية، وهو ما أدانه محققو الأمم المتحدة باعتباره "من القرون الوسطى".

وبدا الأسد مصمما على سحق أعدائه في البداية، مما جعل البعض يعقد مقارنة بينه وبين الطريقة التي هزم بها والده الرئيس الراحل حافظ الأسد المعارضة في الثمانينيات.

وشبّه الأسد نفسه في معرض تبرير لرده على الاحتجاجات بالطبيب الجراح الذي يجري عملية جراحية. وقال أمام البرلمان السوري في 2012 "هل نقول له يداك ملطختان بالدماء؟ أم نشكره على إنقاذ المريض؟"

حتى في السنوات الأولى من الصراع عندما استولت المعارضة على مدينة تلو الأخرى، بدا الأسد واثقا من تحقيق النصر.

وعلى الرغم من استعادته معظم أنحاء سوريا، فإن هناك أجزاء من البلاد لا تزال خارج سيطرة الدولة وسُويت عدة مدن بالأرض وتجاوز عدد القتلى أكثر من 350 ألف شخص وفر ربع السكان أو أكثر إلى الخارج.

وتمتع الأسد بدعم بعض السوريين الذين يرون أنه ينقذ بلادهم من المعارضة التي ترغب في أن يحل حاكم إسلامي سني متشدد مكانه.

ومع اكتساب الجماعات التي تستلهم نهج تنظيم القاعدة مكانة بارزة في صفوف المعارضة، بدأ الخوف يتسرب إلى بعض جماعات الأقليات، مثل الطائفة العلوية التي شكلت العمود الفقري لحكم الأسد في الدولة ذات الأغلبية السنية.

واتهم منتقدون الأسد بتأجيج الطائفية.

وزادت حدة الاستقطاب الطائفي بوصول مقاتلين شيعة تدعمهم إيران، بقيادة حزب الله اللبناني، إلى سوريا من جميع أنحاء دول الشرق الأوسط لدعم الأسد، بينما دعمت تركيا وقطر والسعودية المعارضة.

* 'خطوط حمراء'

أكد مسؤول إيراني كبير قيمة الأسد بالنسبة لإيران بعدما أعلن في 2015 أن بقاء الأسد في السلطة "خط أحمر".

وبينما وقفت إيران إلى جانب الأسد، فشلت الولايات المتحدة في فرض "خطها الأحمر" الذي أعلنه الرئيس الأسبق باراك أوباما في 2012 ضد استخدام الأسلحة الكيماوية.

وخلصت التحقيقات المدعومة من الأمم المتحدة إلى أن الدولة استخدمت أسلحة كيميائية، منها السارين والكلور.

وتعرضت مدينة الغوطة التي تسيطر عليها المعارضة لأعنف هجوم كيميائي في 2013. وتسبب الهجوم الذي استُخدم فيه غاز السارين في مقتل مئات الأشخاص لكن لم يعلن الغرب اتخاذ أي رد فعل عسكري ضده. وفشل تهديد أمريكا بشن ضربة صاروخية بعدما توسطت موسكو في صفقة لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية في العام التالي.

لكن الغازات السامة استمرت في ضرب مناطق المعارضة في ما يعد من ضمن أشد حالات استخدام الأسلحة الكيميائية كثافة منذ الحرب العالمية الأولى. ودفعت إحدى هذه الهجمات باستخدام غاز السارين الرئيس الأمريكي ترامب إلى إصدار أمر بشن هجوم صاروخي في 2017.

ونفى الأسد تورط الدولة في هذه الهجمات. كما نفى تورط الجيش في إسقاط براميل متفجرة ترتب عليها وقوع إصابات دون تمييز.

ونفى الأسد أيضا صحة عشرات الآلاف من الصور التي تظهر التعذيب الوحشي للأشخاص المحتجزين في سجون الحكومة واعتبرها جزءا من مؤامرة تمولها قطر.

وردا على هذه الصور، فرضت الولايات المتحدة عقوبات في 2020 لزيادة الضغط على الأسد، وسُميت هذه العقوبات باسم الشخص الذي هرب الصور إلى خارج سوريا، والذي أُطلق عليه اسم "قيصر".

© Reuters. الرئيس السوري بشار الأسد يلقي خطابا أمام البرلمان السوري في دمشق عام 2020. صورة من أرشيف رويترز من الوكالة العربية السورية للأنباء.

وبعد أن هدأت حدة القتال، اتهم الأسد أعداء سوريا باللجوء إلى الحرب الاقتصادية.

لكن في الوقت الذي لا يزال فيه الأسد منبوذا من الغرب، تبدأ الدول العربية في فتح الأبواب أمامه بعد أن كانت تدعم خصومه في السابق.

(تغطية إضافية من ليلى بسام - إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.