من نضال المغربي
غزة (رويترز) - قتلت إسرائيل ثلاثة من قادة حركة الجهاد الإسلامي وعشرة مدنيين على الأقل، منهم عدد من الأطفال، في ضربات جوية مفاجئة على قطاع غزة قبل فجر يوم الثلاثاء، مما أثار تهديدات بالرد وتحذيرات من تصعيد القتال.
والضربات هي أحدث تصعيد للعنف المستمر بين إسرائيل والفلسطينيين منذ أكثر من عام، واستهدفت قادة كبارا في الحركة قالت إسرائيل إنهم خططوا لشن هجمات من غزة والضفة الغربية المحتلة.
وذكرت الجهاد الإسلامي أن القادة الذين قُتلوا في الضربات الإسرائيلية هم جهاد شاكر الغنام وخليل صلاح البهتيني وطارق محمد عز الدين. وقالت متحدث عسكري إسرائيلي إن عز الدين دبر عمليات في الضفة الغربية في حين نسق البهتيني عملية إطلاق صواريخ على إسرائيل قبل ذلك بأسبوع.
وفي الوقت الذي هزت فيه الانفجارات أجزاء من غزة، أصابت الطائرات الإسرائيلية أيضا ورشا لصناعة الصواريخ ومجمعات عسكرية تابعة للحركة.
وصرح مسؤول المكتب الإعلامي للجهاد الإسلامي داود شهاب "قرار الرد الفلسطيني على الجريمة الإسرائيلية قد اتخذ. إن الزمان والمكان ستحدده المقاومة".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أصدر تعليماته لقوات الأمن بالاستعداد لأي احتمال بما في ذلك التصعيد على أكثر من جبهة.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي في تل أبيب "في الأيام المقبلة سيستلزم الأمر منا جميعا التحلي بالصبر والعزم".
وقال مسؤولون فلسطينيون إن ما لا يقل عن 15 فلسطينيا قتلوا في الضربات الجوية، منهم خمس نساء وأربعة أطفال. وقتل رجلان في وقت لاحق بعد أن قصفت طائرات إسرائيلية ما وصفه الجيش بفريق مضاد للدبابات بالقرب من الحدود الجنوبية لقطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن 40 طائرة مقاتلة شاركت في الضربات الجوية التي وصفها "بالدقيقة".
وفي وقت شهدت فيه الضفة الغربية المحتلة والقدس عنفا في الشوارع خلال العام الماضي، زادت عمليات تبادل إطلاق النار عبر حدود غزة، وكان أحدثها في أعقاب وفاة خضر عدنان أحد قادة الجهاد الإسلامي الأسبوع الماضي بعدما دخل في إضراب عن الطعام أثناء احتجازه بأحد السجون الإسرائيلية.
وأغلقت إسرائيل الطرق في بلدات إسرائيلية بالقرب من غزة، وأصدرت توجيهات للسكان هناك بالبقاء بالقرب من الملاجئ، وقالت إنها تستدعي بعض جنود الاحتياط. وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي بطاريات صواريخ اعتراض من نظام القبة الحديدية وهي تُنقل بالشاحنات إلى الجبهة الأمامية.
- "المزيد من المقاومة"
تتخذ حركة الجهاد الإسلامي من غزة مقرا لها، وهي واحدة من الجماعات المسلحة التي اشتبكت على نحو متزايد مع إسرائيل خلال العام الماضي. وتدير حركة حماس الأكبر والأكثر نفوذا قطاع غزة، وهو شريط ساحلي ضيق يعيش فيه 2.3 مليون فلسطيني على مساحة 365 كيلومترا مربعا.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن موقف حماس من هذه الضربات الجوية سيكون حاسما فيما يتعلق بما ستؤول إليه الأمور.
وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في بيان "اغتيال القادة بعملية غادرة لن يجلب الأمن للمحتل بل المزيد من المقاومة".
ونددت مصر بما وصفته بالتصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. وكانت القاهرة توسطت عدة مرات في السابق لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القطاع.
وقالت مصر، التي استخدمت قنواتها المفتوحة مع إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين للتوسط في أكثر من هدنة في السابق، إن الضربات "تتنافى مع قواعد القانون الدولي وأحكام الشرعية الدولية".
لكن التطورات منحت هدنة سياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال حزب عوتسماه يهوديت (القوة اليهودية)، وهو حزب يميني متطرف مشارك في الحكومة المؤلفة من أحزاب دينية ويمينية، إنه أنهى مقاطعته لإجراءات التصويت في جلسات البرلمان والتي كان دعا إليها الأسبوع الماضي احتجاجا على ما اعتبره سياسة إسرائيلية متساهلة في غزة.
وقُتل ما يربو على مئة فلسطيني و19 على الأقل من الإسرائيليين والأجانب خلال أحداث العنف منذ يناير كانون الثاني.
(شارك في التغطية الصحفية هنريت شقر ودان وليامز وإميلي روز وجيمس ماكنزي - إعداد محمد حرفوش وياسمين حسين ومروة سلام ومحمود رضا مراد ورحاب علاء ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير محمود عبد الجواد ومحمود رضا مراد وعلي خفاجي)