🔥 اختيارات الأسهم المتفوقة المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro الآن بخصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

كيف سيطرت قوات الدعم السريع على مناطق بالخرطوم واقتحمت مقر البرهان

تم النشر 10/05/2023, 12:47
محدث 10/05/2023, 12:48
© Reuters. أعمدة الدخان تتصاعد إثر حريق في طائرة داخل مطار الخرطوم اندلع خلال الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في الخرطو
XAU/USD
-
GC
-

من خالد عبد العزيز

دبي (رويترز) - حينما اندلع الصراع في العاصمة السودانية الخرطوم قبل شهر تقريبا بين الجيش بأسلحته الثقيلة وقوات الدعم السريع التي ولدت من رحم ميليشيا صحراوية ماهرة مزودة بأسلحة خفيفة، بدا الأمر وكأن الحرب محسومة لصالح قوات الجيش.

لكن سرعان ما أدرك الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة أن سلاحي الجو والمدفعية وحدهما لن يوقفا جنود خصمه الذين تمكنوا من اقتحام مقر إقامته داخل مجمع قيادة الجيش في الساعات الأولى للقتال وفقا لما قالته عشرة مصادر من طرفي الصراع لرويترز.

وقال أحد حراس البرهان الشخصيين لرويترز إن قائد الجيش والرئيس الفعلي للبلاد حمل بندقية كلاشنيكوف وفتح النار بنفسه قبل أن ينقله رجال الأمن إلى مكان آمن، كاشفا عن تفاصيل لم تنشر من قبل توضح كيف كان من الممكن قتل البرهان أو الإطاحة به في الأيام الأولى للصراع الذي اندلع في 15 أبريل نيسان.

وقال الحارس الذي طلب عدم نشر اسمه إن مقاتلي قوات الدعم السريع قتلوا أكثر من 30 من حراس البرهان في المعركة التي تلت ذلك قبل أن ينسحبوا من المقر في العاصمة.

ولم يتسن لرويترز الوصول لممثلين عن الجيش وقوات الدعم السريع للتعليق على ما حدث في مقر إقامة البرهان أو على استراتيجية الجانبين.

وتسلط هذه الرواية الضوء على الأسلوب المفضل لخصم البرهان الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، الشهير باسم حميدتي، وهو القتال من مسافات قريبة واستغلال نقاط القوة لدى قواته.

وبعد قرابة شهر من تفجر القتال، وعلى الرغم من الضربات الجوية شبه اليومية، لم يتمكن الجيش من طرد قوات الدعم السريع من العاصمة حيث يتمركز رجال حميدتي في مناطق سكنية وعدة مؤسسات رئيسية.

وعلى مدار السنوات العشرة الماضية، تحولت قوات الدعم السريع من مجرد قوة متشرذمة من مقاتلي الصحراء إلى جيش مواز تقريبا له قواعده في العاصمة ويملك ما يكفي من الإمدادات لإجبار البرهان على إجراء محادثات دون أمل في تحقيق نصر سريع. وانسحبت قوات الدعم السريع بسرعة من قواعدها في الخرطوم عندما اندلع القتال.

وأثار الصراع تساؤلات لدى عموم السودانيين حول كيف سمح الجيش لخصم له أن يتضخم بهذا الشكل خلال السنوات الماضية. ودفع الصراع الكثير من أبناء السودان إلى الهرب من العاصمة وذهب البعض منهم إلى أقاربهم وأصدقائهم في مناطق ريفية وفر البعض الآخر عبر الحدود إلى دول مجاورة.

وقال حسين أحمد وهو يقف في صف طويل أمام أحد المخابز في الخرطوم "لماذا يسمح الجيش لمليشيا بتهديد حياة الناس العاديين؟ أين كان قادة الجيش من كل هذا؟!".

وتهدف قوات الدعم السريع إلى جر الجيش إلى حرب شوارع في المدن تتمتع فيها مركباتهم المزودة بسلاح خفيف بأفضلية على الدبابات والطائرات الحربية. وخرجت قوات الدعم السريع من رحم ميليشيا الجنجويد العربية التي ساعدت الحكومة على إخماد انتفاضة سابقة في إقليم دارفور بغرب البلاد وكافأتها السلطة بتحويلها إلى قوة شبه عسكرية بموجب قانون.

وقال أحد مقاتلي قوات الدعم السريع عند نقطة تفتيش تابعة لهم في الخرطوم "على البرهان وقواته أن يكونوا شجعان ويحاربونا على الأرض وجها لوجه بدلا من استخدام الطيران".

* انتشار 

    ترك مقاتلو قوات الدعم السريع قواعدهم التي تتعرض للضربات الجوية في العاصمة ولجأوا بدلا من ذلك إلى الاحتماء في المنازل بعد طرد سكانها. ويقول سكان في الخرطوم إن قوات الدعم السريع توقف مركباتها قرب المنازل حتى لا يستهدفها الجيش بالضربات الجوية.

    ولحميدتي عشرات الآلاف من المقاتلين في الخرطوم، لكن قوات البرهان الأكبر عددا منتشرة في جميع أنحاء البلاد ونادرا ما تظهر في العاصمة مما يعطي قوات الدعم السريع فرصة للتحصن.

    واحتل رجال حميدتي مباني حكومية مثل مقر وزارة الداخلية ومقرات الشرطة واستولوا على إمدادات كبيرة من الوقود من مصفاة للنفط وعلى بنوك. ونشرت قوات الدعم السريع قناصة على أسطح المنازل.

    واستولى مقاتلون آخرون في قوات الدعم السريع على منازل في حي راق بالخرطوم. والعديد من عناصر الدعم السريع مثلهم مثل قائدهم حميدتي ينتمون لقبيلة الرزيقات، أكبر القبائل العربية في دارفور، ويدينون له بالولاء.

    ولتشديد سيطرتهم على العاصمة، نصبوا نقاط تفتيش في جميع أنحاء الخرطوم، ويدققون في بطاقات الهوية ويفتشون السيارات والأمتعة. وقال سكان إنهم يفتحون الهواتف المحمولة للبحث عن اتصالات بالجيش.

    واتهم سكان العاصمة قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال نهب، وهو ما تنفيه.

* حليفان سابقان

    اندلع الصراع بعد انهيار خطة مدعومة دوليا للانتقال إلى الديمقراطية.

    وعلى مدى السنوات الأربع التي تلت الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية، تقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السلطة بتوجس.

    وترأس البرهان مجلس السيادة الحاكم الذي تشكل بعد الإطاحة بالبشير عام 2019 وأعيد تشكيله بعد انقلاب عسكري في عام 2021. وكان نائب رئيس المجلس هو حميدتي الذي صنع اسمه في صراع دارفور ووجه له سودانيون اتهامات بارتكاب فضائع.

    وقبل اندلاع الصراع بين الرجلين، كان حميدتي تاجر الأبل السابق الذي لم يتلق سوى قدر ضئيل من التعليم الرسمي يتخذ بعض الخطوات ومن بينها التقرب من تحالف قوى الحرية والتغيير، وهو تجمع سياسي مدني يقود عملية الانتقال إلى الحكم المدني.

وألمح هذا التحالف أن لحميدتي خططا سياسية بعد تعثر العملية الانتقالية، وحمل البرهان ما وصفها بطموحات حميدتي مسؤولية اندلاع الصراع.

    وقالت مصادر مقربة من حميدتي إن الرجل الذي جنى ثروة من تجارة الذهب يخوض معركة نفس طويل وحرب استنزاف تهدف إلى إتاحة الفرصة له ليصبح زعيما سياسيا من خلال المفاوضات. 

    وأسفر القتال منذ منتصف أبريل نيسان عن مقتل ما لا يقل عن 500 شخص وإصابة الآلاف، وعرقل وصول المساعدات، ودفع 100 ألف شخص إلى الفرار إلى الخارج، وحول المناطق السكنية في الخرطوم إلى ساحات حرب.

    وتعهد حميدتي بالقبض على البرهان أو قتله، وانتهك الجانبان الكثير من فترات وقف إطلاق النار التي وافقا عليها.

© Reuters. أعمدة الدخان تتصاعد إثر حريق في طائرة داخل مطار الخرطوم اندلع خلال الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في الخرطوم يوم 17 أبريل نيسان 2023. صورة لرويترز.  يحظر إعادة بيع الصورة أو الاحتفاظ بها في الأرشيف.

    و لم تتمكن رويترز من تحديد المكان الذي يقيم فيه حميدتي حاليا أو ما إذا كان البرهان لا يزال يستخدم مقرات الجيش لقيادة عملياته.

    ولم يكشف أي طرف عن عدد قتلاه.

(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.