من نضال المغربي
غزة (رويترز) - قال شاب من غزة رأى خطيبته للمرة الأخيرة قبل دقائق فقط من مقتلها في غارة جوية إسرائيلية يوم الثلاثاء إنهما أمضيا لحظاتهما الأخيرة في مناقشة كيف سيقفان معا لالتقاط صورة الخطوبة.
وقال محمد سعد، البالغ من العمر 19 عاما، لرويترز "كنت عندها بس فرقت على استشهادها ربع ساعة، 15 دقيقة بالزبط، ما كنتش بدي أروح وما كانت بدها اتركها".
وذكر الشاب الذي كان يتحدث بصعوبة بينما يحاول التقاط أنفاسه "وعدنا بعض ما نبعد عن بعض وغير الموت ما بيفرقنا، وبالفعل الموت فرقنا".
وقُتلت خطيبته دانيا عدس، التي تبلغ من العمر 19 عاما أيضا، وشقيقتها إيمان (16 عاما) عندما قصفت طائرات إسرائيلية المبنى المجاور للذي كانتا تقيمان فيه، حيث كان يعيش القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي خليل البهتيني مع زوجته وابنته الذين قتلوا جميعا أيضا.
وقالت والدتهما أسمهان عدس إن دانيا كانت قد توفيت بالفعل عندما أخرجها عمال الإنقاذ من تحت الأنقاض، بينما توفيت إيمان في وقت لاحق في المستشفى. والاثنتان من بين عشرة مدنيين قُتلوا في الضربات يوم الثلاثاء، بينهم خمس نساء وأربعة أطفال.
وروت الأم أنها نادت على ابنتيها لكنها لم تسمع إجابة.
وقالت لرويترز "كان دخان، دخلت وماهتمتش، بدي بناتي بدي أنقذهم لقيت كل الغرفة مهدومة فوق بناتي".
وأضافت "الاحتلال أخد أعز ما أملك، أخد أولادي".
وقال مسؤولون إسرائيليون إن البهتيني كان واحدا من ثلاثة قادة بارزين في الجهاد الإسلامي استهدفتهم الضربات، واتهموه بأنه القائد المسؤول عن وابل (NASDAQ:AAPL) الهجمات الصاروخية الذي سقط على إسرائيل الأسبوع الماضي.
وأكدوا مقتل نساء وأطفال في الضربات الجوية لكنهم قالوا إن إسرائيل تحاول الحد من إسقاط خسائر في صفوف المدنيين.
لكن مسؤولين فلسطينيين في غزة قالوا إن إسرائيل استهدفت المباني السكنية في القطاع الساحلي، حيث يعيش 2.3 مليون شخص في منطقة مساحتها 365 كيلومترا مربعا فقط، واتهموا المسؤولين الإسرائيليين بعدم الاكتراث بحياة المدنيين حين يقصفون المناطق السكنية التي تؤوي نساء وأطفالا.
وبحسب وزارة الصحة، لقي 21 شخصا حتفهم في غزة منذ يوم الثلاثاء.
وعايش الفلسطينيون عدة حروب مع إسرائيل منذ 2008. وقال مسؤولو الصحة في غزة إن الحصار الذي تقوده إسرائيل منذ 16 عاما قوض تطوير المؤسسات الصحية وشل الاقتصاد ليحول أكثر من نصف سكان القطاع إلى فقراء.
وسحبت إسرائيل جنودها ومستوطنيها في 2005، ولا تزال تقيد حرية وصول غزة إلى البحر وتسيطر على مجالها الجوي. كما أنها تُبقي القيود المفروضة على معبرين للبضائع والأشخاص تسيطر عليهما مع القطاع. كما تفرض مصر بعض القيود على امتداد حدودها مع غزة.
(إعداد نهى زكريا للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)