من روما بول
داكا (رويترز) - غمرت مياه البحر التي ارتفعت مستوياتها جراء إعصار قوي تحرك نحو اليابسة من خليج البنغال مدينة سيتوي الساحلية بميانمار، وتسببت الرياح التي تصل سرعتها إلى 210 كيلومترات في الساعة في اقتلاع الأسقف المصنوعة من الصفيح وإسقاط أحد أبراج الاتصالات.
وجرى إجلاء نحو 400 ألف شخص من ميانمار وبنجلادش المجاورة قبل وصول الإعصار موكا لليابسة ضمن جهود السلطات وهيئات الإغاثة لتفادي سقوط الكثير من الضحايا نتيجة لأحد أقوى العواصف التي تجتاح المنطقة منذ سنوات.
وأظهر مقطع فيديو نشره أحد الشهود بمدينة سيتوي عاصمة ولاية راخين بميانمار على وسائل التواصل الاجتماعي أن المياه غمرت مناطق بالمدينة وغطت الأدوار الأرضية في عدة بنايات.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن أجزاء واسعة في ولاية راخين وفي شمال غرب البلاد التي يسكنها ستة ملايين نسمة بحاجة بالفعل إلى مساعدات إنسانية، بينما نزح 1.2 مليون شخص.
وقالت الأمم المتحدة ووسائل إعلام محلية إن شبكات الاتصالات في راخين تعطلت بعد وصول الإعصار لليابسة.
وقال راماناثان بالاكريشنان منسق الشؤون الإنسانية المقيم إن حدوث "إعصار في منطقة تشهد بالفعل حاجة إنسانية ماسة هو سيناريو كارثي وسيضر بمئات الآلاف من الأشخاص الأكثر احتياجا الذين تقلصت قدرتهم على التعايش بشكل حاد من جراء الأزمات المتتابعة".
وتعاني ميانمار حالة من الفوضى منذ أن استولى مجلس عسكري على السلطة قبل عامين. وتواجه إحدى حركات المقاومة الجيش على عدة جبهات بعد قمعه للاحتجاجات.
ولم يرد متحدث باسم المجلس العسكري على اتصال هاتفي من رويترز للتعليق.
- لاجئون
في بنجلادش، حيث نقلت السلطات نحو 300 ألف شخص إلى مناطق أكثر أمنا قبل العاصفة، لاذ لاجئو الروهينجا داخل المخيمات المكدسة في كوكس بازار بجنوب شرق البلاد بمنازلهم الآيلة للسقوط.
وقال اللاجئ محمد عزيز (21 عاما) "تشتد الرياح... يوفر لنا مسكننا المصنوع من البامبو والمواد العازلة للمياه قليلا من الحماية. ندعو الله أن ينجينا".
ويعيش أكثر من مليون من لاجئي الروهينجا، بينهم نصف مليون طفل، في مخيمات مكتظة عرضة للفيضانات والانهيارات الأرضية بعد فرارهم من حملة القمع التي قادها الجيش في ميانمار في عام 2017.
ويظل مئات الآلاف من أقلية الروهينجا المسلمة في ولاية راخين بميانمار حيث يعيش الكثيرون مكدسين في مخيمات معزولة عن بقية السكان.
وقال زاو مين تون وهو من الروهينجا ويسكن سيتوي "نقلت حكومة الولاية الكثير من الروهينجا من مخيمات سيتوي إلى مناطق أكثر ارتفاعا"، مضيفا أن الإجلاء حدث من دون أي تحذير مسبق.
وتابع "لم يقدموا لهم أي طعام، لذلك يتضور الناس جوعا".
(إعداد مروة سلام ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير مروة غريب)