دبي (رويترز) - أظهرت وثيقة لمدير بارز أن السعودية جمعت ستة مليارات دولار من بيع صكوك، لتعود بذلك إلى أسواق الدين للمرة الثانية هذا العام في ظل الضغط المستمر على أسعار النفط العالمية.
وباعت المملكة شريحة بقيمة ثلاثة مليارات دولار لأجل ست سنوات بعلاوة 80 نقطة أساس فوق سندات الخزانة الأمريكية وشريحة أخرى بقيمة ثلاثة مليارات دولار لأجل عشر سنوات بعلاوة 100 نقطة أساس فوق سندات الخزانة الأمريكية، وهو ما يقل عن السعر الاسترشادي الذي حددته يوم الاثنين.
وتجاوز حجم طلبات الشراء التي أتيح أيضا لمستثمرين في الولايات المتحدة تقديمها 27 مليار دولار قبل بدء الطرح، وفقا لوثيقة مصرفية منفصلة اطلعت عليها رويترز يوم الاثنين، مما يسمح للمملكة بأن تبيع كم كبير في سوق تفتقر للمعروض وبأن تنوع قاعدة مستثمريها.
وستُستخدم عائدات البيع لأغراض الميزانية العامة المحلية. ولم ترد وزارة المالية السعودية على الفور على طلب للتعليق.
وقال مارتن بريسيل من شركة إف.أي.إم بارتنرز في لندن "لقد كان حجم إصدار كبير جدا للصكوك". وأضاف أن إصدارات الديون السعودية الكبيرة هذا العام ترجع لأسباب عديدة.
ومضى يقول إن الأسباب هي "مزيج من انفتاح الاقتصاد وأسواق رأس المال والنمو القوي ومتطلبات تمويل خطط رؤيتهم"، في إشارة إلى خطة رؤية السعودية 2030 للتحول الاقتصادي التي يشرف عليها ولي العهد بنفسه.
وكان يتم تداول الصكوك بأقل من سعر طرحها بهامش طفيف يوم الثلاثاء وهو ما وصفه بريسيل بأنه مجرد "عسر هضم في السوق".
وكان الطرح السابق للسعودية، أكبر مصدري النفط في العالم، في سوق السندات جرى في يناير كانون الثاني عندما جمعت المملكة عشرة مليارات دولار من سندات تقليدية على ثلاث شرائح.
وساعد ارتفاع أسعار النفط المملكة على تسجيل فائض ميزانية للمرة الأولى منذ عقد تقريبا العام الماضي، لكن الغموض المحيط بتوقعات الطلب والضغوط التي يواجهها الاقتصاد الكلي دفعت الأسعار للانخفاض هذا العام.
وتداول متعاملون خام برنت يوم الثلاثاء عند 75 دولارا تقريبا للبرميل بحلول الساعة 1100 بتوقيت جرينتش، وهو أقل من سعر التعادل المقدر عند 80.9 دولارا للبرميل الذي يحقق للمملكة ميزانية بلا عجز، وفقا لصندوق النقد الدولي.
وقالت المملكة إنها ستخفض إنتاج النفط بمقدار 500 ألف برميل يوميا اعتبارا من هذا الشهر، في إطار تخفيضات أعلنت عنها مجموعة أوبك+ على نحو مفاجئ في أبريل نيسان.
(إعداد محمد حرفوش وياسمين حسين وأميرة زهران للنشرة العربية - تحرير محمود رضا مراد وحسن عمار)