💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-لماذا لم تستهدف إسرائيل حركة حماس في غاراتها على غزة هذه المرة؟

تم النشر 17/05/2023, 22:54
© Reuters. منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تعترض صواريخ أطلقت من قطاع غزة في صورة التقطت من سديروت يوم 13 مايو أيار 2023. تصوير: عمار عوض - رويترز
USD/ILS
-
DX
-

من نضال المغربي وجيمس ماكنزي

غزة/القدس (رويترز) - أسفرت أحدث جولة من الضربات الجوية الإسرائيلية ضد نشطاء فلسطينيين في قطاع غزة عن صور مألوفة من تصاعد سحب الدخان ودوي صفارات الإنذار، لكن أيا من المباني التي تركتها الطائرات أنقاضا لم تكن تابعة لعدوها الرئيسي حماس.

فقد استهدفت الضربات حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية المدعومة من إيران، وأدوت بحياة ستة من القياديين البارزين الذين قالت إسرائيل إنهم خططوا ونفذوا هجمات على إسرائيليين، ودمرت عشرات من مخازن الصواريخ وقذائف الهاون والأنفاق في أنحاء غزة.

لكن بينما أطلقت حركة الجهاد الإسلامي مئات الصواريخ على إسرائيل ردا على ذلك، وقفت حماس في موقف المتفرج على الرغم من أن حجم ترسانتها الصاروخية يُقدر بأربعة أمثال ما لدى الجهاد. ولا ترغب حماس فيما يبدو في تكرار الصراع العنيف الذي خاضته في مايو أيار 2021.

وقال دبلوماسي إقليمي لديه خبرة طويلة في العمل مع مسؤولي حماس "هذا لا يعني أن حماس تخاف المواجهة مع إسرائيل، هذا يعني أنها لا تريد الذهاب إلى حرب مفتوحة بهذه السرعة".

وشارك هذا الدبلوماسي في المحادثات التي أدت إلى وقف إطلاق النار في جولة قتال الأسبوع الماضي. وتحدث مشترطا عدم نشر اسمه بسبب حساسية الأمر.

ويشير قرار إسرائيل تجنب استهداف أقوى فصيل فلسطيني خاضت معه حروبا متكررة في العقد الماضي إلى تعقيد العلاقة مع الجماعة التي تدير غزة منذ عام 2007، على الرغم من تأكيد المسؤولين الإسرائيليين على أن الجيش يمكن أن يضرب حماس في أي وقت.

وقد يكون الطرفان عدوين لدودين لكن تجمعهما مصلحة في الحفاظ على مستوى أساسي من الاستقرار في قطاع غزة الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة وتبلغ مساحته 365 كيلومترا مربعا فقط.

وتفرض إسرائيل حصارا صارما لكن يُسمح لنحو 20 ألفا من سكان غزة بمغادرة القطاع للعمل في إسرائيل أو الضفة الغربية في وظائف تجلب نحو ثلاثة ملايين دولار يوميا من الأجور في منطقة يعيش فيها نحو نصف السكان عاطلين عن العمل.

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى حسابات إسرائيل في تعاملها مع حماس في غزة.

وقال هذا الأسبوع إن "حماس، كغيرها من الحركات الإسلامية المتطرفة، ترفع راية تدمير إسرائيل، ومن الصعب جدا، من ثم، التوصل إلى اتفاقات حقيقية معها... لكن ألا توجد مساحات معينة للمناورة هنا؟ الجواب هو أنه حين يكون الردع قويا، تتسع هذه المساحات وفقا لذلك".

* مسئولية الحكم

قال مايكل ميلشتين، المسؤول السابق في (كوجات)، وهي الوكالة المسؤولة عن تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، إن هناك شكلا من أشكال الاتفاق الضمني بين الجانبين.

وأضاف "سنقدم التصاريح وسنحسن الرواتب وسنعزز كل أنواع المشروعات المدنية، وبالمقابل تحافظون على هدوء قطاع غزة برمته".

وامتنع مسؤولون إسرائيليون عن التعليق على العلاقات اليومية مع سلطات حماس في غزة. وتنفي حماس تقديم أي تنازلات لإسرائيل مقابل منافع اقتصادية.

وقال هاني المصري، المحلل السياسي المقيم في مدينة رام الله في الضفةالغربية، إن حركة الجهاد الإسلامي التي لا تتحمل أي مسؤولية عن الحكم في غزة، تتمتع بحرية أكبر وكانت أكثر جرأة في الآونة الأخيرة في الهجوم على إسرائيل من غزة. وأشار إلى شقاق محتمل بين الفصيلين.

وأضاف "هناك مشكلة وشرخ بين حماس والجهاد نابع من وجود مشروع سياسي لحماس وسلطة والجهاد الاسلامي ليس لديها مشروع سياسي وسلطة".

لكن مسؤولين إسرائيليين يقولون إن الجهاد الإسلامي ما كان لها أن تطلق الصواريخ إلا بموافقة حماس.

وتنفي الجماعتان الفلسطينيتان وجود أي خلافات كبيرة بينهما وتقولان إن جميع القرارات خلال القتال الأخير مرت عبر غرفة العمليات المشتركة التي تنسق أنشطة الجماعات الفلسطينية المسلحة في غزة.

وقال طاهر النونو، المستشار السياسي لرئيس حماس إسماعيل هنية إن هناك حالة انسجام وتفاهم كامل. وقدم مسؤول في الجهاد الإسلامي التصور نفسه.

* الاختبار التالي

وقال ناشط فلسطيني إن "السرايا (سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي) هي ولي الدم فكان لها النصيب الأكبر حيث أن الذين اغتيلوا كانوا من قادتها. هذا كان التكتيك".

وقد يأتي الاختبار المحتمل التالي لضبط النفس لحماس في وقت مبكر من يوم الخميس حين ينظم القوميون الإسرائيليون "مسيرة الأعلام" السنوية عبر الحي الإسلامي في البلدة القديمة بالقدس، احتفالا بانتصار إسرائيل في حرب عام 1967.

وابتعدت حماس عن جولات القتال السابقة في غزة بين إسرائيل والجهاد الإسلامي بسبب وفاة مضرب عن الطعام من الجهاد الإسلامي في الحجز الإسرائيلي في وقت سابق من هذا الشهر واعتقال مسؤول كبير في أغسطس آب الماضي.

وبدلا من ذلك، سعت حماس إلى تعزيز مكانتها كقائدة للمقاومة الفلسطينية من خلال التركيز على التوترات في الضفة الغربية وحول المسجد الأقصى في القدس.

وشجعت حماس على مظاهر التحدي مثل الضجة التي أحاطت بمداهمة الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى في شهر رمضان. كما قُتل عشرات من مسلحي حماس خلال العام المنصرم في تصعيد للعنف جعل المنطقة على شفا انتفاضة جديدة.

© Reuters. منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تعترض صواريخ أطلقت من قطاع غزة في صورة التقطت من سديروت يوم 13 مايو أيار 2023. تصوير: عمار عوض - رويترز

ومع اقتراب ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس البالغ من العمر 87 عاما من النهاية، يبدو مستقبل السلطة الفلسطينية، ومقرها الضفة الغربية، غير واضح مع احتمال حدوث فراغ حين يغادر عباس المشهد.

وقال الدبلوماسي الإقليمي "لهذا السبب، قامت حماس بتركيز هجماتها في الضفة الغربية. فمن ناحية تلحق الضرر بإسرائيل، ومن ناحية أخرى تحرج السلطة أمام الشعب الفلسطيني وأمام إسرائيل أيضا".

(شارك في التغطية علي صوافطة من رام الله ودان وليامز في القدس- إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.