تونس (رويترز) - قال محامون إن محكمة تونسية أطلقت يوم الخميس سراح شابيين اعتُقلا يوم الأربعاء بسبب أغنية ساخرة تنتقد الشرطة، بعد قليل من إعلان الرئيس قيس سعيد استغرابه ورفضه لقرار الاعتقال.
ألقت الشرطة القبض على يوسف شلبي وضياء نصير بعد أن نشرا مع صديق آخر لهم مقطعا مصورا على تيك توك وفيسبوك يظهرون فيه وهم يضحكون ويرددون أغنية ساخرة تنتقد معاملة الشرطة للموقوفين وينتقد قانون المخدرات.
وأثار اعتقال الرجلين قلق النشطاء والمدونين الذين أعادوا نشر الأغنية للتضامن معهم. وقال بعض منهم إن الحريات أصبحت محاصرة وإن تونس باتت سجنا كبيرا.
فعلى وسائل التواصل الاجتماعي، بث تونسيون أغاني ساخرة أخرى تنتقد الشرطة في إظهار الدعم للشابين والتمسك بحرية التعبير.
وقال سعيد إنه يرفض الظلم وإنه "مستغرب بشدة" من اعتقال الشابين، وهما طالبان يستعدان لاجتياز الامتحانات.
وقال مخاطبا رئيسة الحكومة نجلاء بودن إنه من غير المقبول إطلاقا إلقاء القبض على شابين كانا يغنيان أغنية، داعيا القضاة للقيام بواجبهم.
وتظاهر عشرات الصحفيين والنشطاء يوم الخميس رفضا لتقييد الحريات ومحاكمات تستهدف الصحفيين والمدونين.
كانت حرية التعبير والإعلام مكسبا رئيسيا للتونسيين بعد ثورة 2011 التي أنهت حكم الرئيس السابق زين (TADAWUL:7030) العابدين بن علي وأطلقت شرارة احتجاجات الربيع العربي.
لكن نشطاء وصحفيين يقولون إن حرية التعبير تواجه تهديدا خطيرا في ظل حكم سعيد.
وقال مهدي الجلاصي رئيس نقابة الصحفيين لرويترز "هذه أوقات عصيبة.. تتعرض حرية التعبير لضربات متزايدة. ويلاحق نحو 20 صحفيا ومدونا بسبب منشورات أو مواقف معادية للسلطات".
وتعهد الجلاصي بمواصلة معركة حماية الحريات قائلا إن "حرية التعبير ستبقى ما دام هناك مدافعون عنها".
ويقول سعيد الذي أغلق البرلمان في 2021 وسيطر على جميع السلطات تقريبا في خطوة وصفها المعارضون بأنها انقلاب، إنه يحمي الحقوق والحريات وقال إنه لن يكون دكتاتورا.
(تغطية صحفية للنشرة العربية طارق عمارة من تونس- تحرير علي خفاجي)