من آصف شاهزاد
إسلام اباد (رويترز) - قال محامي رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان إن مكتب المحاسبة الوطني، المعني بمكافحة الفساد، استمع إلى أقوال خان يوم الثلاثاء في اتهامات بالفساد، وذلك بعد أقل من أسبوع على رفضه لاستدعاء للمثول أمامها واستنكاره للاتهامات الموجهة إليه.
ويدخل خان، الذي يقول إن اتهامات الفساد ملفقة، في مواجهة مع الجيش الذي حكم باكستان مباشرة أو أشرف على حكوماتها المدنية طوال تاريخها.
وألقت الشرطة القبض على خان في التاسع من مايو أيار، مما دفع أنصاره لتنظيم احتجاجات واسعة، وأثار مخاوف جديدة بشأن استقرار الدولة المسلحة نوويا في الوقت الذي تواجه فيه أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها منذ عقود.
وأُطلق سراح خان بعد ذلك بكفالة.
وقال محاميه فيصل شودري "حضر التحقيق" في إشارة إلى قيام مسؤولين من مكتب المحاسبة الوطني باستجوابه حول اتهامه وزوجته بحصولهما على أراض بملايين الدولارات كرشوة من رجل أعمال في مجال العقارات من خلال صندوق خيري.
ووصف خان الاتهامات بأنها "لا أساس لها وعبثية وملفقة تماما" في بيان إلى المكتب الأسبوع الماضي.
وأصبح نجم الكريكيت الدولي السابق رئيسا للوزراء في 2018 بدعم ضمني من الجيش رغم نفي الجانبين هذا الدعم في ذلك الوقت، لكنه اختلف لاحقا مع قادة الجيش وأُطيح به من منصب رئيس الوزراء بعد خسارته في تصويت على الثقة عام 2022.
وشن خان (70 عاما) حملة منذ ذلك الحين من أجل انتخابات مبكرة ونظم مع أنصاره مسيرات في جميع أنحاء البلاد.
وكان رئيس الوزراء الذي خلفه شهباز شريف قد رفض دعوة خان لإجراء انتخابات عامة قبل موعدها في أواخر العام الحالي.
وقضية الكسب غير المشروع هي واحدة من عشرات القضايا التي سُجلت ضد خان العام الماضي. ويقول إن نحو 150 قضية إجمالا رفعت ضده وإن التهم جزء من محاولة من جانب الحكومة وقيادات الجيش لتهميشه هو وحزبه.
وتنفي الحكومة والجيش ذلك، لكن الاحتجاجات الأخيرة ضد اعتقاله شهدت نهب أنصاره لمنازل ضباط كبار واقتحام مقرات للجيش في تحد غير مسبوق لأقوى مؤسسة في البلاد.
وواجه حزبه الذي ينفي القيام بأعمال عنف حملة قمع في أعقاب الاحتجاجات.
واعتقل معظم كبار قادة حزب خان (حركة الإنصاف) بينما ترك كثيرون الحزب أو السياسة تماما وسط حملة القمع في أعقاب الاحتجاجات العنيفة.
وغرد خان على تويتر قائلا "سمعنا جميعا عن الزيجات القسرية في باكستان لكن في حزب حركة الإنصاف نشهد ظاهرة جديدة وهي الطلاق القسري" في إشارة إلى ما يعتقد أنه ضغط من الحكومة والجيش على أعضاء حزبه لترك العمل الحزبي.
وشهد الحزب ابتعاد شخصية بارزة وهي وزيرة حقوق الإنسان السابقة شيرين مزاري التي احتجزت لأكثر من عشرة أيام، حيث قالت في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء إنها ستترك السياسة لأسباب صحية وعائلية.
(إعداد محمد حرفوش ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)